أول مهرجان للشعر الكوري في سوريا

يوم السبت 26. 10. 2024 استضاف الإعلامي دلبخون دارا السيد محمد حمو على هامش النشرة الإخبارية للساعة 7 بتوقيت هولير على فضائية روداو للحديث عن أول مهرجان للشعر الكوردي في سوريا، أقيم في موقع “النبي هوري” يوم 22. 10. 1993.

ذكر السيد محمد حمو أن “كوما خاني”ّ هي التي أقامت المهرجان في بيته بحضور 110 أشخاص، وهي التي  أطلقت على يوم 22. 10  تسمية “يوم الشعر الكوردي في سوريا”. ولما كنا معنيين بالأمر وجب علينا توضيحه، وتصحيح ما كان في حديثه من مبالغات فجَّة.

أولاً. ما أقيم في بيته كان أمسية شعرية كغيرها من الأمسيات الشعرية أو القصصية التي كانت “كوما خاني” تقيمها مشكورة.وقد تلقَّى كل واحد منا الدعوة لحضورها قبل إقامتها ببضعة أيام.

ثانياً. أقيمت الأمسية التي سمَّاها مهرجاناً في يوم الخميس 21. 10. 1993، لا في يوم 22. 10. 1993.

ثالثاً. عدد الحاضرين في تلك الأمسية، بمن فيهم الشاعرات والشعراء لم يكن يتجاوز 50 شخصاً. نعتقد أن العدد الذي ذكره وهو 110 لفت انتباه الإعلامي دلبخون دارا، فسأله: كيف أو هل  وَسِع  منزلك لكل هذا العدد؟ وكيف أدخلتموهم إلى بيتك في ظروف العمل الكوردي السري ومحاربة الثقافة الكوردية في سوريا؟ وكيف أخفيتم هذا العدد الكبير من أحذيتهم؟ لكنه استمرَّ في تأكيد مبالغاته الفجَّة.

نعتقد  كل من يعرف طبيعة الأحياء الشعبية في مدينة حلب بما فيه حيّ الأشرفية، يعرف أيضاً أن غرفة واحدة من غرف أية شقة في بناءٍ طابقي لا تستوعب هذا العدد الكبير.

لنعد إلى المهرجان. في بداية شهر تشرين الأول عام 1993 تناقشنا نحن الأربعة الدكتور عبد المجيد شيخو وحيدر عمر و روخاش زيڤار وعلي جعفر حول إقامة نشاط أدبي بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة لرحيل الشاعر الكبير جگرخون، وباقتراح من الزميل الدكتور عبد المجيد استقرَّ رأينا على إقامة مهرجان شعري في أحضان الطبيعة يوم 22. 10. 1993، وهو يوم رحيل جگرخون، وإعلان هذا اليوم “يوماً للشعر الكوردي في سوريا”، يُقام فيه مهرجان شعري كل عام. و أجمعنا على تكليف الأخ علي جعفر بالتواصل مع الشعراء الكورد في دمشق وحلب والجزيرة ودعوتهم باسمنا جميعاً للمشاركة في المهرجان، فسافر إلى دمشق ثم إلى القامشلي لهذه الغاية، وقد لبّوا دعوتنا مشكورين، وحضروا من دمشق والجزيرة إلى حلب يوم الخميس الموافق 21. 10. 1993. واستقبلناهم في منزل زميلنا علي جعفر، حيث دار حديثنا حول المهرجان و تسمية يوم 22. 10. “يوماً للشعر الكوردي في سوريا”. و أكملنا لجنة المهرجان بإضافة أسماء منهم، لا زلنا نذكرهم، وهم سيداي تيريج وتنگزارماريني ومحمد عثمان/ممو وبلال حسن ممثلاً عن عائلة جگرخون باعتباره صهره ولا يوجد أحد من عائلته في حلب. وعند المساء ذهبنا إلى بيت السيد محمد حمو، حيث ستُقيم “كوما خاني” أمسية شعرية. السؤال هنا، لو كانت “كوما خاني” هي التي دعت إلى إقامة هذا المهرجان، فلماذا لم تستقبل الشعراء القادمين من خارج حلب، بينما نحن استقبلناهم؟!

في صباح اليوم التالي للأمسية، أي يوم الجمعة 22. 10. 1993، خرجنا، الشعراء وجمهور من المستمعين، كنا نحن دعوناهم، من مدينة حلب في حافلتين اثنتين وبضع سيارات صغيرة باتجاه عفرين، وانضم إلينا مجموعة كانت قادمة من عفرين، وتنتظرنا في مفرق كفرجنة، دون أن يعرف أيٌّ من الحضور باستثنائنا نحن الأربعة، إلى أين نذهب، حتى وصلنا بعد ساعة أو يزيد قليلاً إلى مفرق طريقٍ يتَّجه نحو موقع “النبي هوري” الأثري. فعرف الجميع هنا وُجهتنا.

هناك قبل بدء إلقاء الشعراء قصائدهم، تلا زميلنا روخاش زيڤار البيان الذي كنا أعددناه، والذي تضمَّن الترحيب بالحضور وسبب إقامة هذا المهرجان واقتراح تسمية يوم رحيل جگرخون “يوماً للشعر الكوردي في سوري” يُقام فيه مهرجان شعري سنوي.

بعد أسبوعين أو يزيد تفاجأنا بريپورتاج عن المهرجان كتبه شخص اسمه فنر روژبياني ونشره في جريدة “آزاديا ولات” ينسب المهرجان إلى “كوما خاني”، علماً أنه لم يكن حاضراً فيه، لَكأن أحداً أملا عليه كل ما كتبه ونشره.

بعد نشر هذا الريپورتاج راح أعضاء “كوما خاني” يروِّجون وينسبون المهرجان إليها، علماً أن السيد محمد حمو ألقى في المهرجان كلمة باسم “كوما خاني” دون أن ينسب فيها المهرجان إليها.

وباقتراح من زميلنا حيدر عمر بعد اغترابه أصبح هذا المهرجان يُقام في ألمانيا كل عام، حيث أقيم أول مرة في مدينة بوخم الألمانية عام 2000 أو 2001، وتألَّفت لجنته حينذاك من حيدرعمر وعلي جعفر وجان دوست و باڤي نارين، ومازال مستمراً يُقام كل عام.

جدير بالذكر أن المصوِّر عمر كراد صوَّر وقائع المهرجان و حفظها على كاسيتات ڤيديو، ولكننا لا نعرف ماذا حلَّ بها، وأن مجلة “متين” التي تُصدَر في إقليم كوردستان نشرت خبراً عن إقامة المهرجان الأول تضمَّن أسماء الداعين إليه وأسماء اللجنة المشرفة على إقامته. ولكن للأسف لا نملك نسخة منها الآن، إلا أننا نحتفظ بقصًّاصة من جريدة “خبات” التي يصدرها الحزب الديمقراطي الكوردستاني في إقليم كوردستان. نرفقها هنا توثيقاً للمهرجان الأول والثاني أيضاً.

د. عبد المجيد شيخو.       حيدر عمر.       روخاش زيڤار.    علي جعفر

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…