الوطن ليس مكانا بل إحساسا..

فدوى كيلاني

ليس صحيحًا أن مدينتنا هي الأجمل على وجه الأرض، ولا أن شوارعها هي الأوسع وأهلها هم الألطف والأنبل. الحقيقة أن كل منا يشعر بوطنه وكأنه الأعظم والأجمل لأنه يحمل بداخله ذكريات لا يمكن محوها. كل واحد منا يرى وطنه من خلال عدسة مشاعره، كما يرى ابن السهول الخضراء قريته كأنها قطعة من الجنة، وكما يرى ابن الصحاري فيها حضنًا دافئًا يملؤه الحنين.

الوطن ليس مجرد مساحات من الأرض، بل هو ذاكرتنا المليئة بالوجوه التي أحببناها، والأماكن التي ضحكنا فيها، والأصوات التي طربت لها أرواحنا. هو تلك الأطعمة التي عرفناها جيدًا، روائحها التي أصبحت جزءًا من تكويننا. لذا، يمكن أن نجد الفرح في لقاء صديق قديم حتى لو كان ذلك اللقاء في أقصى بقاع الأرض، ونشعر بلهفة على طعم فنجان قهوة من مقهى صغير بينما نحن في أفخم مطاعم العالم.،

الوطن ليس مكانًا نعود إليه بأقدامنا، بل هو ذاك المكان الذي نعود إليه بقلوبنا في كل لحظة، حتى ونحن بعيدون عنه. إنه الذاكرة التي تبقى حية فينا، تتنفس معنا أينما كنا..

https://www.facebook.com/fadwa.kelani/posts/pfbid0aSFUhKb9nn6JHKseQht1QLfRpzvjAxKoqe6GdbJ3xb64eK7SU1sc69VF6jX84MNal

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبد الستار نورعلي

أصدر الأديب والباحث د. مؤيد عبد الستار المقيم في السويد قصة (تسفير) تحت مسمى ((قصة))، وقد نشرت أول مرة ضمن مجموعة قصصية تحمل هذا العنوان عن دار فيشون ميديا/السويد/ضمن منشورات المركز الثقافي العراقي في السويد التابع لوزارة الثقافة العراقية عام 2014 بـحوالي 50 صفحة، وأعاد طبعها منفردة في كتاب خاص من منشورات دار…

إبراهيم سمو

فتحت عيوني على وجه شفوق، على عواطف دافئة مدرارة، ومدارك مستوعبة رحيبة مدارية.

كل شيء في هذي ال “جميلة”؛ طيبةُ قلبها، بهاء حديثها، حبها لمن حولها، ترفعها عن الدخول في مهاترات باهتة، وسائر قيامها وقعودها في العمل والقول والسلوك، كان جميلا لا يقود سوى الى مآثر إنسانية حميدة.

جميلتنا جميلة؛ اعني جموكي، غابت قبيل أسابيع بهدوء،…

عن دار النخبة العربية للطباعة والتوزيع والنشر في القاهرة بمصر صدرت حديثا “وردة لخصلة الحُب” المجموعة الشعرية الحادية عشرة للشاعر السوري كمال جمال بك، متوجة بلوحة غلاف من الفنان خليل عبد القادر المقيم في ألمانيا.

وعلى 111 توزعت 46 قصيدة متنوعة التشكيلات الفنية والجمالية، ومتعددة المعاني والدلالات، بخيط الحب الذي انسحب من عنوان المجموعة مرورا بعتبة…

هوشنك أوسي
كعادتهِ، سواء أكانَ في المنزل أم في المقهى أم في زيارةِ صديق، بعد انتهائهِ من شربِ فنجان القهوة، يَقلبُهُ، تاركًا خيالَ البُنِّ المترسِّبِ في القعرِ البدءَ برسمِ الطلاسم والأشكال. نادرًا ما يُصادفُ قارئةَ فنجان هاويةً أو محترفةً تقرأُ تلكَ الخربشاتِ والرسوماتِ الاعتباطيّة، مُعتمدةً على معجمِ تأويلاتِها، وغالبًا ما يتركُ فنجانَهُ مقلوبًا حتّى من دونِ…