عبدالجبار حبيب
استنساخ
حين انفجرت ملحمة جلجامش، تدفَّق الطوفان… لكن ظلَّ شعبه واقفاً، يُرمِّم جمجمته المكسورة، يرسم خرائطه على الرِّيح.
لم يستسلم حين عبر الغزاة على دمه، وتآكلت سيوفهم في صدره، بل فتَّش عن اسمه في الألواح القديمة، فوجد وصية محفورة على الرِّيح: “أنتَ الذي لا يموت.”
******
وعد
حين مشت الشعوب على جسر التاريخ، لم تجد انعكاسها في الماء. تلمَّست وجوهها في مرايا الأزمنة، فوجدتها مشطوبةً بحبرٍ غريب.
في الرحلة الأخيرة، وقف طيف المؤرخ مراقباً عذاباتهم، تعهَّد ألا يخذلهم مجدداً… ثم نفخ على الوعد حتى تلاشى، ومضى، تاركاً ظلالهم تتبع خطاه.
******
طبول
حين انشقَّ جدار الزمن، خرج الثائر حاملاً مداده المسكوب، يتعثَّر بين السطور الملتوية. في الساحة، قرعت الطبول، اندلعت الحرب… لكن بسيوف من ورق.
عبر بينهم رجلٌ قادم من الجاهلية، رفع إعلاناً مبتوراً… فارتجَّ كيانهم كجرحٍ قديمٍ لم يندمل.