سما الأمنيات

عصمت شاهين الدوسكي

 

سَما الأمنيات إن تبسًمت قًليلا

غًدًتْ لًحْناَ في الأعماقٍ سَيلا

في صوتٍها المُعنى جَمالا

وفي بَسمتِها نَغمةً وتَرتيلا

مالي رمضان إن صِمنا مَعَها

بَهاء وضِحكة ونِعمَة تَهليلا

سَما السرى إنْ تَجلَت

هامَتِ الرُوح شَوقاَ وتَبْجيلا

حَضَروا سُفرة الألوانٍ

من زادِ وماءِ وَنفُوس جَزِيلا

فاليوم شٍفاه تَبسَمتْ

وَعُيون أشْرقَت حُبَا وقٍيلا

مَهْمَا كانَ البعدُ عِنْوَاناَ

يَظَل القُربُ حِلْما جَميلا

تَمُر الأيامُ في انتِظارِ

والقًلب يَتأمل فُطوراَ وَتَقْبيلا

على الجَبينِ والخَدِ المَرْمَري

وَراحَة اليَد شَهْداَ عَليلا

سَما الوَسَن إنْ تَوَسًمَت غِيُوماَ

أمْطَرَت بَعدَ الجَفاف تَنْزيلا

أينَعَت وُرودا وفَراشات

تَبَحثُ عن عِطْرِ دُونها مَثيلا

كانَ لَنا مَعَها طَيْفا مَوعِدا

رَغْمَ المَوعِد تَجَلَى طَوِيلا

لا يَتَبَدل في نَظْراتها وَهْجاَ

مَهْما كانَ الصمتُ بَديلا

سَما لوسين في بَحرِها مُنادِيا

لَعَلِي أجِدُ في النِداء سَبيلا

سَلاما لِعَينيها إنْ نَظَرَت

وإن أسْدَلَت خَجَلاَ قَليلا

سَلاما لِبَسْمَتَها إنْ بانَت

هَلْهَلَت فَرَحَاَ صَباحاَ وَليلا

فَلا الصَوم يُسْكِت نَغْمَتَها

الفُطور سِرُ جَمالها وَدَليلا

داهَمَتِ الرُوحُ عَنْوَةَ

مَسْكَنها القلْب وَنِسيانها مُسْتَحيلا

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالرزاق محمود عبدالرحمن

كان في صدري شرفة تطل على سماوات بعيدة،
أعلق عليها أمنياتي كفوانيس صغيرة،
حتى وإن كانت الحياة ضيقة، كنت أزيّنها بخيوط من الأمل،
أجمع فتات الفرح، وأصنع منه أحلامًا تكفيني لأبتسم.
كنت أعيش على فكرة التغيير، أتنفسها كل صباح،
وأخطط، وأتخيل، وأصدق أن الغد قد يجيء أجمل.

أما الآن…
فالنوافذ مغلقة، والستائر مثقلة بغبار الخيبات،
وألواني باهتة، وفرشاتي صارت ثقيلة بين…

عِصْمَتْ شَاهِينْ اَلدُّوسَكِي

وَدَعَتُ فِي نَفْسِي ضِيقَ الْحَيَاة

وَأَلَمَّ الْأحْزْانِ والْجِرَاحَات

أَذْرُفُ الدُّمُوعَ بِصَمْتٍ

كَأَنِّي أَعْرِفُ وَجَعَ الْعَبَرَات

أُصِيغُ مِنْ الْغُرْبَةِ وَحْدَتِي

بَيْنَ الْجُدْرَانِ أَرْسُمُ الْغُرْبَات

 

**********

يَا حِرمَاني الْمُكَوَّرِ فِي ظَلَامي

يَا حُلُمي التَّائِهِ فِي الْحَيَاة

كَمْ أشْتَاقُ إلَيْكَ وَالشَّوْقُ يُعَذِّبُنِي

آَهٍ مِنْ شَوْقٍ فِيه عَذَابَات

لَا تَلَّومْ عَاشِقَاً أَمْضَى بَيْن سَرَابٍ

وَتَرَكَ وَرَاءَهُ أَجْمَلَ الذِّكْرَيَات

**********

أَنَا الْمَلِكُ بِلَا تَاجٍ

أَنَا الرَّاهِبُ بِلَا بَلَاطٍ

أَنَا الْأَرْضُ بِلَا سَمَوَات

وَجَعِي مَدُّ الْبَحْرِ…

ميران أحمد

أصدرت دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع مؤخراً المجموعة الشعرية الأولى، للشاعر الإيزيدي سرمد سليم، التي حملت عنوان: «ملاحظات من الصفحة 28»، وجاءت في 88 صفحة من القطع المتوسط.

تأتي هذه المجموعة بوصفها التجربة الأولى للشاعر، لتفتح باباً على صوت جديد من شنكال، يكتب من هوامش الألم والذاكرة الممزقة، بلغة جريئة تشبه اعترافاً مفتوحاً على الحياة…

حاوره: إدريس سالم

تنهض جميع نصوصي الروائية دون استثناء على أرضية واقعية، أعيشها حقيقة كسيرة حياة، إلا إن أسلوب الواقعية السحرية والكوابيس والهلوسات وأحلام اليقظة، هو ما ينقلها من واقعيتها ووثائقيتها المباشرة، إلى نصوص عبثية هلامية، تبدو كأنها منفصلة عن أصولها. لم أكتب في أيّ مرّة أبداً نصّاً متخيّلاً؛ فما يمدّني به الواقع هو أكبر من…