شعريّة الجملة الاسميّة على المحكّ

ناشرون فلسطينيون| رام الله
مقدمة:
كتاب “سر الجملة الاسمية” (الرقمية، 2025) للكاتب الفلسطيني فراس حج محمد يمثّل إضافة نوعية للمكتبة العربية، فهو لا يقتصر على دراسة لغوية بحتة، بل يتعداها إلى تحليل أدبي عميق، ويكشف عن أبعاد جديدة للشعرية العربية. يركز الكتاب على قوة الجملة الاسمية وإمكانياتها الإبداعية، مستعرضاً نماذج متنوعة من الشعر والنثر العربي، والكتاب عمل أدبي ونقدي متميز، يجمع بين العمق النظري والإبداع الأدبي. كتاب يستحق القراءة والتأمل، لكل من يهتم بالأدب العربي ولغته.
أهمية الكتاب:
  • اكتشاف جديد: الكتاب يقدم اكتشافًا جديداً حول أهمية الجملة الاسمية ودورها في بناء النصوص الأدبية.
  • تحليل عميق: يقوم الكتاب بتحليل دقيق لنصوص أدبية متنوعة، وكشف عن استخدام الشعراء والكتّاب للجملة الاسمية بطرق مبتكرة.
  • توسيع آفاق الإبداع: يشجع الكتاب على تجريب أشكال جديدة من الكتابة الشعرية والنثرية، مستنداً إلى قوة الجملة الاسمية.
  • تعميق الوعي اللغوي: يساهم الكتاب في تعميق الوعي اللغوي لدى القارئ، ويزيد من قدرته على تحليل النصوص الأدبية.
محتوى الكتاب:
ينقسم الكتاب إلى قسمين رئيسيين:
  1. الكتاب الصدى:
  • الدراسة النظرية: يناقش هذا القسم الجوانب النظرية المتعلقة بالجملة الاسمية، ومدلولاتها الثقافية والدينية والسياسية والاجتماعية.
  • تحليل النصوص: يستعرض الكتاب مجموعة متنوعة من النصوص الأدبية، ويحلل كيفية استخدام الجملة الاسمية فيها.
  • الشعرية والرمزية: يركز على الأبعاد الشعرية والرمزية للجملة الاسمية، وكيف تساهم في خلق معانٍ عميقة.
  1. ديوان “هي جملة اسمية”:
  • التطبيق العملي: يقدم هذا القسم مجموعة من القصائد التي كتبها المؤلف، وتعتمد بشكل أساسي على الجملة الاسمية، وتخلو تماماً من الأفعال بنوعيها التامة والناقصة/ الناسخة، كما تخلو كذلك من أسماء الأفعال.
  • التجريب الشعري: يمثل هذا الديوان تجربة شعرية فريدة، حيث يستكشف المؤلف إمكانيات الجملة الاسمية في بناء ديوان شعر كامل بتقنية واحدة.
  • شعر متنوع: يشتمل الديوان على مقاطع شعرية من الشعر التقليدي، ومن شعر التفعيلة، ومن قصائد النثر.
  • ألوان بلاغية: يوظف الديوان ألوانا متعددة من البلاغة من جناس وطباق وتورية واستعارات، ويقدّم مفهوما بلاغيا جديدا يمكن أن يطلق عليه “الإنقاص البلاغي” على المستوى اللفظي أو على المستوى التركيب الكليّ للديوان.
  • تعدد الأصوات: انقسم المتحدث في الديوان إلى ثلاثة أقسام؛ الأول ما كان يشير إلى المتحدث الفرد الذكر، وبعض المقاطع مصوغة على لسان المرأة. وبعضها الآخر يصلح أن يكون المتحدث عاماً دون الوقوع في قطعية جنس المتحدث.
  • الجرأة في طرح الموضوعات: يتناول الديوان موضوعات متعددة، منها الدينية، والسياسية، ويحتوي على بعض المقاطع الأيروسية، مستخدما ألفاظاً صريحة.
أبرز النقاط التي يتناولها الكتاب:
  • أهمية الاسم: يؤكد الكتاب أن الاسم ليس مجرد كلمة، بل هو رمز للكينونة والوجود، وله دلالات ثقافية واجتماعية عميقة، ليذهب في هذا الجانب نحو فلسفة الاسم نفسه وما يتحكم فيه من عوامل.
  • قوة الجملة الاسمية: يوضح الكتاب أن الجملة الاسمية قادرة على حمل معانٍ كثيرة، وتعبير عن مشاعر وأفكار معقدة.
  • التنوع في استخدام الجملة الاسمية: يستعرض الكتاب نماذج متنوعة لاستخدام الجملة الاسمية في الشعر والنثر، مما يدل على مرونتها وقدرتها على التكيف مع مختلف الأنماط الأدبية.
  • العلاقة بين اللغة والشعر: يربط الكتاب بين اللغة والشعر، ويوضح كيف يمكن للغة أن تكون أداة إبداعية قوية.
آراء النقاد:
حظي الكتاب بإشادة واسعة من النقاد، الذين أشادوا بعمق التحليل وابتكارية الأفكار التي يقدمها. وصف بعض النقاد الكتاب بأنه “اكتشاف جديد” في مجال النقد الأدبي، بينما اعتبره آخرون “دليلًا عمليا للشعراء والكتاب”، و”يحفر عميقا في صورة من صور الشعر، والتعمق أكثر في الأسلوب الذي يحكم الشاعر”. وبالتالي فإنه يشكل “فاعليةٌ جمالية تؤسس للعمل الكتابي، خاصة الشعري”.
أثر الكتاب:
  • توسيع آفاق البحث العلمي: فتح الكتاب آفاقاً جديدة للبحث العلمي في مجال الأدب العربي، ودفع الباحثين إلى دراسة الجملة الاسمية بشكل أكثر تفصيلاً، تتجاوز البحث النحوي القديم، وحتى البنيويّ اللساني أو الأسلوبيّ، إذ يستفيد من كل هذه المباحث ليصنع رؤيته الخاصة التي يؤسس لها في هذا العمل.
  • إلهام الأجيال الجديدة من الكتاب: شجّع الكتاب الأجيال الجديدة من الكتاب على تجريب أشكال جديدة من الكتابة الإبداعية، مستوحاة من قوة الجملة الاسمية.
  • تعميق الحوار حول اللغة والشعر: ساهم الكتاب في إثراء الحوار حول اللغة والشعر، وجعله موضوعا للنقاش والتأمل.
  • لفت الكتاب الانتباه إلى جمالية الأنساق اللغوية وشعريتها، وما فيها من طاقات إبداعية، ويعيد إلى الأذهان بطريقة عملية طرح مفاهيم الصنعة والطبع وشروط الإبداع الشعري.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…