أحمد جويل – ديرك
لقد أدمِنتُ على تذوّق القرنفل كلَّ يوم،
ولم يكن باستطاعتي التخلّص من هذا الإدمان…
وذات يوم، وكعادتي الصباحيّة، دفعتني روحي إلى غيرِ بُستان،
علّني أكتشف نكهةً أُخرى،
لعلّها تُداوي روحي التي تئنّ من عطره…
بحثتُ في ثنايا المكان…
وإذا بحوريّةٍ سمراء،
سمراء كعودِ الخيزران،
تتزنّرُ بشقائقَ النّعمان…
عذرًا، سأكمل الخاطرة لاحقًا.
شقائق النعمان كانت تخضّب وجنتيها برائحةِ زهرة البيلسان.
أمسكتْ بيدي، وجعلنا نتجوّلُ بين القارّات…
استوقفتني بين شجرةِ التين، وتماثيلِ آلهةِ الإغريق.
توقّفتْ جانبًا، ووضعتْ يديها النّاعمتين على كتفي سقراط،
لتأخذ صورةً لِعَبقِ الذكرى…
وحينما أسدل الليلُ ستائره،
أخذتني إلى دار السينما.
كان الفيلمُ شغّالًا،
لكنّنا لم ننتبه إلى قصّته،
لأنّنا كنّا ننسجُ على النّول شيئًا آخر…
شيئًا مذاقه مثل الرّمان،
وما زال طعمه عالقًا بين أضراسي.