مشاهير موسيقى وغناء الكورد في ذاكرة التاريخ .. محافظة اربيل

  ا. د. قاسم المندلاوي  

الفنان الراحل ” دلدار ” اي ” العاشق ” واسمه الكامل  ( يونس ملا رؤف ملا سعدي )  اختار كلمة  ” العاشق ” لنفسه لعمق حبه لوطنه كوردستان .. ولد يوم 20 / 12 / 1918 ” قسم من المصادر يذكر عام 1917 ” في مدينة  كويه ” كويسنجق ” قرب اربيل وفي عائلة وطنية كان والده وجده من الفقهاء مدينة كويسنجق ، وهو شاعر وكاتب ومؤلف نشيد القومي الوطني للكورد ” اي رقيب ” الذي تم عزفه لاول مرة عام 1946 يوم اعلان ” جمهورية مهاباد الكوردية  ”  وحاليا نشيد (  اقليم كوردستان الرسمي )  .. الفنان الراحل ” دلدار ” درس الابتدائية و المتوسطة في كويسنجق والثانوية في كركوك والحقوق في جامعة بغداد ، وتخرج عام 1945 وحصل على اجازة محاماة انذاك . وخلال دراسته الجامعية انضم الى صفوف حزب ” هيوا ” .. جدير بالاشارة ان حزب ” هيوا ” اي حزب ” الامل ” هو اول حزب كوردي سياسي معترف به قانونا و يهدف الى توحيد كوردستان .. عام 1938 سافر دلدار الى شرق كوردستان  و تعرض الراحل الى مضايقات والملاحقة وتم اعتقاله من قبل الامن الايراني وسجن في احدى معتقلات وزنزانات التعذيب للنظام الايراني ، و بشجاعته وارادته وايمانه الراصغة و الصلبه نظم في معتقله النشيد القومي الخالد  ” اي رقيب ”  اي ” ايها العدو ” مخاطبا حارس السجن و يتحداه وكان يعني من الرقيب الحكومات المحتلة لكوردستان والتي تعامل الكورد بالظلم و الاضطهاد  وبالنار و الحديد و العنصرية .. قصيدته اي رقيب اصبحت نشيدا قوميا وطنيا في جميع اجزاء كوردستان و يعتبر اليوم النشيد الوطني الرسمي لاقليم كوردستان .. كلمات النشيد باللهجة السورانية وتغنى بالكرمانجية و السورانية زازاكي ولغات عدة عربية و انكليزية .. كتب الراحل كثير من الاشعار و القصائد الوطنية منشورة في العديد من المجلات و الجرائد المعروفة انذاك .. توفي  يوم 12 / 10 / 1948 بمرض القلب ودفن جثمانه الطاهرة في المقبرة الكبيرة في مدينة هولير” اربيل ” ..  الله يرحمه ..

الفنان الراحل ( جلال سعيد ) ولد عام 1953 في مدينة مهاباد .. انتقل مع اهله الى مدينة راوندوز ثم الى مدينة اربيل بسبب الظروف المعيشية الصعبة في شرق كوردستان آنذاك و استقروا فيها .. اكمل تعليمه – المرحلة الابتدائية ثم توقف عن الدراسة للمراحل الاخرى ، لانه كان يساعد ابويه في كسب الرزق  ،  ولحبه الشديد للطرب توجه للفنون الموسيقية و الغناء ، واشتهر بالاغاني الشعبية و القومية الثورية و بالمقامات و البستات الكوردية ، ويعتبر جلال سعيد  ابن اربيل لانه عاش معظم حياته في هذه المدينة الجميلة ، وكان له شعبية واسعة في عموم كوردستان حتى سمي ”  بالفنان الشعبي ” ، واعتبر ايضا مدرسة للاغاني الوطنية والثورية واغاني فلكلور.. عام 1959 التحق بالثورة الكوردية واصبح واحد من البيشمركة ، بدا مشواره الفني الغنائي و الموسيقي عام 1970 من القرن الماضي وتحت ظروف معيشية صعبة حيث كان انذاك يبيع الفواكه و الخضار على عربة جوال من اجل معيشة عائلته وفي الوقت نفسه كان يتابع نشاطه الفني الغنائي ، وفي عام 1971 اصدر اول كاسيت اغنية كما سجل عام 1977 اول اغنية لتلفزيون كركوك ،  و سجل عام 1979 بالمشاركة مع فرقة اربيل الموسيقية اغنية لتلفيزيون بغداد  ، وفي عام 1981 اصبح عضوا فعالا في فرقة اربيل  ، وسجل في عام 1983 كسيت جديد .. لقد استطاع الفنان الراحل جلال سعيد تسجيل اكثر من 100 اغنية للتلفيزيون ، ومع الاسف لم يبقى معظم اغانية في الارشيف … عام 2006 سجل اغاني جديدة  ومن اشهر اغانيه ” ئه وادة روم ” واغنية ” كول لبزير ” واغنية ” دانيشتني ” و اغنية ” روزكاريكه ” واغنية ” خودا خودا رحمي بك وحالم  ” و اغنية ” هه رده مي ” و اغنية ” هه ستان ” واغنية ”  ساقي وه ره ” واغنية” ده يزنيم ” وفي عام 2013 اصدر البوم بعنوان ” ناهه نكي – قه ره داغ ” .. يقول السيد امجد ” صاحب محلات التسجيل الموسيقي في اربيل سجلت للفنان الراحل اول كاسيت عام  1980 ثم سجلت له مجموعة  اغاني فلكلورية اخرى خلال عام 1983- 1985 .. اعتقل عام 1986 من قبل وحوش الطاغية صدام حسين كونه مغني كوردي ، و سجن في زنزانات الطاغية  .. الفنان الشعبي الراحل جلال سعيد وحتى عام 2010 سجل عشرات الاغاني الفلكلورية و المقامات الكوردية الرائعة وشارك في اغلب المناسبات و الحفلات والمهرجانات الوطنية في كركوك والسليمانية واربيل وفي الاحتفالات التي كانت تقام في اليونان والمانيا الديمقراطية والاتحاد السوفياتي  .. كان الراحل معروفا في المقامات الكوردية  ، وقضى لاكثر من 37 سنة  في المجال الفني   ..  توفي  ” جلال سعيد ” في احدى مستشفيات اربيل يوم  9 / 12 / 2013 ودفن في مقبرة شيخ احمد في اربيل  .. الله يرحمه .

المصادر :

1  – شيركو صبري بوتاني ” ” دلدار ” الشاعر و الناشط السياسي (1917 – 1948 ) وكاتب كلمات النشيد الوطني الكوردي ” ايها” الحارس ” كتب القصيدة في السجن ”  ويكبيديا – الموسوعة الحرة 2023  2  – نارين  عمر ” الشاعر الكوردي دلدار و ” اي رقيب ” 23 / 7 / 2012 مركز النور للدراسات  3  –  نارين عمر ” دلدار كاتب النشيد الوطني الكوردي ” اي رقيب ” 24 / 7 / 2012  سما كورد  4  – زهرة زنكنه ” دلدار شاعر الكورد الكبير مؤلف النشيد الوطني الكوردي – اي رقيب – 24 / 2 / 2022 يوتيوب  5  – جلال سعيد –  استوديو الفن في اربيل اعداد و توزيع ” سلام حسين ” يوتيوب  6  –  الاعلامي اسماعيل ” الذكرى السنوي للفنان الكبير الراحل جلال سعيد – قناة  كاي سكاي  27 / 4 / 2014  يوتيوب   8 –  دانلود آهنك هاي جلال سعيد تكي و مول البوم ( 20 + آهنك ) 4 / 1 / 2024 – فيسبوك   9 – الى عائلة الفنان الراحل جلال سعيد – مسعود برزاني – رئيس اقليم كوردستان  10 / 12 / 2013  الحزب الديمقراطي الكوردستاني  – اربيل .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم اليوسف

تقف الأديبة الشاعرة الكردية مزكين حسكو في فضاء الشعر الكردي الحديث، شاهدة على قوة الكلمة في مواجهة تشتت الجغرافيا. جبل شامخ كآرارات وجودي لم تنل منه رياح التغيير القسرية.

شاعرة كرّست قلمها لرسم جماليات الهوية الكردية من منفى اختاره القدر، فنسجت قصائدها بلغة أمّها كوطن بديل يحمل عبق تلال كردستان ووجعها. كما تقول في إحدى…

عبدالرزاق محمود عبدالرحمن

كان في صدري شرفة تطل على سماوات بعيدة،
أعلق عليها أمنياتي كفوانيس صغيرة،
حتى وإن كانت الحياة ضيقة، كنت أزيّنها بخيوط من الأمل،
أجمع فتات الفرح، وأصنع منه أحلامًا تكفيني لأبتسم.
كنت أعيش على فكرة التغيير، أتنفسها كل صباح،
وأخطط، وأتخيل، وأصدق أن الغد قد يجيء أجمل.

أما الآن…
فالنوافذ مغلقة، والستائر مثقلة بغبار الخيبات،
وألواني باهتة، وفرشاتي صارت ثقيلة بين…

عِصْمَتْ شَاهِينْ اَلدُّوسَكِي

وَدَعَتُ فِي نَفْسِي ضِيقَ الْحَيَاة

وَأَلَمَّ الْأحْزْانِ والْجِرَاحَات

أَذْرُفُ الدُّمُوعَ بِصَمْتٍ

كَأَنِّي أَعْرِفُ وَجَعَ الْعَبَرَات

أُصِيغُ مِنْ الْغُرْبَةِ وَحْدَتِي

بَيْنَ الْجُدْرَانِ أَرْسُمُ الْغُرْبَات

 

**********

يَا حِرمَاني الْمُكَوَّرِ فِي ظَلَامي

يَا حُلُمي التَّائِهِ فِي الْحَيَاة

كَمْ أشْتَاقُ إلَيْكَ وَالشَّوْقُ يُعَذِّبُنِي

آَهٍ مِنْ شَوْقٍ فِيه عَذَابَات

لَا تَلَّومْ عَاشِقَاً أَمْضَى بَيْن سَرَابٍ

وَتَرَكَ وَرَاءَهُ أَجْمَلَ الذِّكْرَيَات

**********

أَنَا الْمَلِكُ بِلَا تَاجٍ

أَنَا الرَّاهِبُ بِلَا بَلَاطٍ

أَنَا الْأَرْضُ بِلَا سَمَوَات

وَجَعِي مَدُّ الْبَحْرِ…

ميران أحمد

أصدرت دار ماشكي للطباعة والنشر والتوزيع مؤخراً المجموعة الشعرية الأولى، للشاعر الإيزيدي سرمد سليم، التي حملت عنوان: «ملاحظات من الصفحة 28»، وجاءت في 88 صفحة من القطع المتوسط.

تأتي هذه المجموعة بوصفها التجربة الأولى للشاعر، لتفتح باباً على صوت جديد من شنكال، يكتب من هوامش الألم والذاكرة الممزقة، بلغة جريئة تشبه اعترافاً مفتوحاً على الحياة…