خالد حسو
وقبل فرز الأصدقاء من الأعداء
سقطت القيمُ
سقطت المبادئ
كأوراقِ خريفٍ أُشبعت ناراً، وانهارت المنظومةُ الأخلاقيةُ
كما ينهار جدارٌ تحت وطأةِ الزيف …
كل ما قيل عن أخلاق الناس
عن الصداقة
عن الشراكة
عن التلاحم الكفاحي بين الشعوب
كان وهماً، سراباً في صحراءِ الخديعة،
إلا فئةٌ قليلة،
تمسكت بنورها في ليل أعمى،
وها هو الشعب الكوردي،
الذي اعتاد أن يكون شعلةً في العتمة،
يرى النورَ يتوارى
خلف جبالٍ أثقلتها الخيانة …
الصديقُ،
ذاك الذي كان سنداً
ذاك الذي كان أملاً
أصبح سهماً مسموماً في خاصرةِ الأيام،
والعدو الذي كان وجهه مكشوفاً،
صار أشد رحمةً
من صديقٍ طعن الظهرَ في الظلام.
إنها العاصفة
إنها الحرب
حيث تتعرى النفوسُ،
وحيث الحقيقةُ
لا تنطقُ إلا بالدم …..