غرب كوردستان .. عمالقة موسيقى وغناء الكورد في قامشلو (5)

ا. د. قاسم المندلاوي 

في هذه الحلقة نقدم للقارئ الكريم نبذة مختصرة عن حياة فنانين مناضلين، وهما الفنان البيشمركة الراحل محمد شيخو والفنان البيشمركة الراحل سعيد كاباري، عاشا معظم حياتهما في خدمة القضية الكوردية من خلال الموسيقى والغناء الوطني والثوري. وعانا مرارة النفي والملاحقة والتعذيب في سجون طغاة سوريا وإيران والعراق، ولم يستسلما للظروف الصعبة والفقر والمرض، بل مشوا في طريق النضال والعطاء الفني حتى الأيام الأخيرة من حياتهما.

الفنان المناضل البيشمركة الراحل محمد شيخو

اسمه الكامل: محمد صالح شيخموس أحمد.
مغنٍ وملحن ومؤلف وعازف بزق، لُقّب بـ”صوت كوردستان” و”البلبل الحزين”.
ولد سنة 1947 (وقسم من المصادر يذكر سنة 1948) في قرية خجوكة – بريف قامشلو أو في كرباوي، محافظة قامشلو، ومن عائلة فقيرة ومناضلة.

  • عام 1965، تعرض لمرض في العين مما أدى إلى إعفائه من خدمة العلم في سوريا.

  • بدأ مشواره الفني عام 1968، وتعلم العزف على آلة البزق الكوردية على يد الفنانين خليل ايزيدي وحسن توفو.

  • اشتهر بالأغاني الفلكلورية والقومية الكوردية في الأعراس والمناسبات.

  • عام 1970، سافر إلى لبنان ودرس الموسيقى في بيروت لمدة سنتين، وعمل مع فرق موسيقية منها: فرقة نوروز، فرقة بهار، فرقة سركوتن للفلكلور الكوردي.

  • غنى للطبيعة، والجمال، والحب، والعشق، وغنى للوطن ولثوار الكورد البيشمركة.

من أشهر أغانيه آنذاك:

  • “أمان دلو”

  • “كلي زار”

  • “حبس أو زندان”

  • “رابا حي خوي”

  • عام 1973، غادر لبنان بسبب الحرب الأهلية قاصداً كوردستان، واستقر في كركوك ثم بغداد، وسجّل حوالي 10 أغاني في القسم الكوردي لإذاعة بغداد وتلفزيون كركوك وبغداد.

  • عام 1974، عاد إلى سوريا وسجل أول ألبوماته في دمشق باسم كه وري، وبسبب أغانيه الوطنية والقومية، تعرض للملاحقة والاعتقال والتعذيب من قبل أجهزة مخابرات الطاغية حافظ الأسد، واضطر إلى مغادرة سوريا إلى كوردستان، حيث التحق بصفوف البيشمركة، وزار القائد الملا مصطفى البارزاني الذي كرّمه وقدم له علم كوردستان.

قدم في تلك المرحلة أغاني مشهورة مثل:

  • “كي دنيا هجاند”

  • “أي فالك ومهاباد”

  • بقي في صفوف البيشمركة حتى اتفاقية الجزائر الفاشية عام 1975 بين صدام حسين ومحمد رضا بهلوي بوساطة الرئيس الجزائري هواري بومدين.

  • بعد الاتفاق، غادر مع البيشمركة ضمن الهجرة المليونية إلى كوردستان إيران، وأقام في معسكر ربت.

  • عام 1975، أصدر ألبومه الثاني “أي فللك” في مدينة مهاباد، ثم ألبوماً آخر عام 1976 بعنوان: “من مهاباد منبع دماء الشهداء”.

  • بسبب نضاله السياسي، قامت المخابرات الإيرانية (السافاك) بمراقبته ومضايقته، وتم نفيه إلى مدينة قريبة من بحر قزوين على حدود أذربيجان.

  • بعد الثورة الإسلامية في إيران، أُحيل إلى محاكم الحرس الثوري بتهمة الشيوعية، وتمت تبرئته.

  • عام 1983، عاد إلى سوريا مع عائلته واستقر في مدينة قامشلو، حيث واصل مسيرته الفنية، وأصدر 14 شريط كاسيت وأكثر من 120 أغنية بين 1980 – 1983.

  • أسس فرقة للأطفال لتعليم الأغاني الوطنية والفلكلورية.

  • عام 1987، افتتح محل واستوديو تسجيلات باسم فلك، لكن سلطات النظام السوري أغلقت المحل.

  • بسبب ظروف الهجرة القسرية والمعاناة، أُصيب بمرض القلب وتوفي يوم 9/3/1989 في المستشفى الوطني بمدينة القامشلي، ودُفن في مقبرة الهلالية.

رحمه الله، فقد حافظ على الإرث الكوردي من الضياع والزوال، وخلّف الكثير من الأعمال الفنية التي ستبقى مضيئة أمام الأجيال الكوردية القادمة.

الفنان البيشمركة الراحل سعيد كاباري

اسمه الكامل: سعيد إسماعيل إبراهيم.
ولد عام 1956 في قرية خربي كجي – عامودا، محافظة الحسكة.
فقد بصره عندما كان طفلاً صغيراً. اهتم بالغناء والعزف منذ طفولته، وتأثر بوالدته التي كانت تغني الأغاني الفلكلورية الكوردية.

  • في شبابه، صنع آلة بزق بنفسه، وعشق الأغاني القومية والثورية والشعبية والفلكلورية، وغنى أيضاً للحب والعشق.

  • عام 1969، سجل أول أغنية له، وقدم العديد من الأغاني في حفلات فنية في سوريا والعراق وألمانيا.

  • كان يحب السفر إلى إقليم كوردستان بسبب عشقه للعائلة البارزانية.

  • اشتهر في ثمانينات القرن الماضي بأغنية “أي بلبلي دلشاد”، ومن أغانيه الأخرى:

    • “كرواني مي بريكاتيه”

    • “ليلى قاسم”

  • امتد عطاؤه الفني لأكثر من 50 عاماً.

  • اعتُقل من قبل نظام البعث الفاشي السوري بسبب أغانيه القومية والثورية، وتعرض للتهديدات والتعذيب.

  • بسبب الظروف الصعبة، سافر إلى أوروبا، وأقام سنتين في هيوستن – أمريكا، ثم عاد إلى ألمانيا.

  • بعد تحرير الإقليم، أصبح يتنقل بين كوردستان وألمانيا، كما زار كوردستان العراق وإيران.

  • في تسعينيات القرن الماضي، عاد إلى إقليم كوردستان ثم إلى سوريا، واستقر لسنوات، ثم هاجر إلى ألمانيا.

  • عام 2020، غادر ألمانيا متوجهاً إلى إقليم كوردستان.

لقد حافظ الفنان سعيد كاباري على الأغاني الفلكلورية الكوردية وساهم في حمايتها من الضياع والزوال.

توفي يوم 4/5/2020 في مستشفى سردم في أربيل، بسبب إصابته بمرض سرطان الرئة.
رحمه الله.

المصادر والمراجع:

  1. شخصيات في الذاكرة الكوردية – 3/6/2029 – يوتيوب

  2. محمد شيخو.. هوية الفن الكردي – 9/3/2022 – سما كورد

  3. محمد شيخو – ويكيبيديا

  4. محمد شيخو – 2/6/2022 – كورديبيديا

  5. تقرير عن حياة الراحل الفنان محمد شيخو – 8/3/2016 – يوتيوب

  6. عبد الرحمن محمد: “محمد شيخو.. فنان ثورة وعاشق وطن” – 9/3/2024 – كود أونلاين

  7. إدريس شيخه: “شهر آذار مأساة وحياة” – محمد شيخو: سيرة مناضل – 8/4/2022 – يوتيوب

  8. سعيد كاباري: مسيرة فنان مناضل من روجافا – 29/4/2020 – مؤسسة نودم الإعلامية

  9. إبراهيم اليوسف: “سعيد كاباري: عالم أسطوري وذاكرة فولاذية” – 5/5/2020 – كولان ميديا

  10. الذكرى السنوية الخامسة لرحيل الفنان الكوردستاني البيشمركة سعيد كاباري – 4/5/2025 – أرك نيوز

  11. السيرة الذاتية للفنان سعيد كاباري – 4/5/2020 – مجلة أفشين

يتبع.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خلات عمر

لم يكن الطفل قد فهم بعد معنى الانفصال، ولا يدرك لماذا غابت أمّه فجأة عن البيت الذي كان يمتلئ بحنانها. خمس سنوات فقط، عمر صغير لا يسع حجم الفقد، لكن قلبه كان واسعًا بما يكفي ليحمل حبًّا لا يشبه حبًّا آخر.

بعد سنواتٍ من الظلم والقسوة، وبعد أن ضاقت الأم ذرعًا بتصرفات الأب…

خوشناف سليمان

لم تكن الصحراء في تلك الليلة سوى صفحة صفراء فارغة. تنتظر أن يُكتب عليها موتٌ جديد.
رمل يمتد بلا نهاية. ساكن كجسدٍ لا نبض فيه. و الريح تمر خفيفة كأنها تخشى أن توقظ شيئًا.
في ذلك الفراغ توقفت العربات العسكرية على حافة حفرة واسعة حُفرت قبل ساعات.
الحفرة تشبه فمًا عملاقًا. فمًا ينتظر أن يبتلع آلاف البشر…

تلقى المكتب الاجتماعي في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، اليوم، بحزن، نبأ رحيل شقيق الزميلة رقية حاجي:

نايف أحمد حاجي
الذي وافته المنية في أحد مشافي هولير/أربيل عن عمر ناهز ٥٩ عامًا.

يتقدم المكتب الاجتماعي في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا بخالص العزاء للزميلة رقية حاجي، وللفنان حسين حاجي، وللناشط عبدالكريم حاجي، ولعموم عائلة…

صبحي دقوري

في لحظة ثقافية نادرة، يتصدّر الموسيقار الكوردي هلكوت زاهير المشهد الموسيقي العالمي بعدد أعمال معتمدة بلغ 3008 أعمال، رقمٌ يكاد يلامس الأسطورة. غير أنّ أهمية هذا الحدث لا تكمن في الرقم نفسه، بل في ما يكشفه من تحوّل جذري في مكانة الموسيقى الكوردية ودورها في المشهد الفني الدولي.

فهذا الرقم الذي قد يبدو مجرّد إحصاء،…