غرب كوردستان .. عمالقة الموسيقى وغناء الكورد في قامشلو (6)

ا . د . قاسم المندلاوي

قامشلو: مدينة كوردية تقع شمال شرقي سوريا و بالقرب من جبال طوروس، ومن اهم مدن الجزيرة وهي ضمن محافظة الحسكة وتعد مدينة الادب والعلم والتنوع الاجتماعي و الثقافي والتعدد الاديان، وتشتهر بالفن الموسيقى و المطربين و مركز مهم للانشطة و المهرجانات و الفعاليات الوطنية و القومية و الغناء الفلكلور الكوردي.

تحدها شمالا كوردستان تركيا، وهناك “معبر سيمالكا” على نهر دجلة يربط مدينة قامشلو مع اقليم كوردستان. ويمر وسط المدينة “نهر جقجق” الذي ينبع من جبال كوردستان الشمالي، وتقع قامشلو ايضا بالقرب من اثار مدينة “اوركيش” القديمة التي تاسست خلال الالفية الرابعة قبل ميلاد “سيد المسيح – عليه السلام”، وفيها كنيسة “مار يعقوب النصيبيني” تمت بنائها عام 1927 من قبل السريان.

وتعد منطقة قامشلو من المناطق الغنية بالنفط و الغاز وبخصوبة الارض لزراعة (القمح والشعير و العدس و الزيتون و غيرها). وبسبب ظلم الحكومات العربية وبخاصة خلال فترة حكم الطاغية “حافظ الاسد و ابنه الفاشي بشار الاسد” هاجر الكثير من سكانها وخصوصا من الكورد الى السويد والمانيا و هولندا و فرنسا ودول اخرى بحثا عن الحرية و لقمة العيش.

في قامشلو مطار دولي باسم “مطار قامشلي الدولي” انشا من قبل الفرنسيون وتم تطويره لاستقبال رحلات داخلية و خارجية نحو اوربا و العالم، وهناك محطة “قطار القامشلي (سكك حديدية)” متكونة من 3 خطوط (قامشلي – حلب) و (قامشلي – دمشق) و (قامشلي – اليعربية)، وتمر بها سكة حديد (حلب – نصيبين).

السكان يتكلمون العديد من اللغات فضلا عن اللغة الكوردية (العربية و الارمنية و السريانية و الاشورية). وهناك مكتبة باسم (لواء الاسكندرون) ومكتبة اخرى باسم (مكتبة بنداروك). ولا ننسى دور سلطات الانتداب الفرنسي في اعادة بناء قامشلو عام 1921 بهدف اسكان المهاجرين المسيحيين والكورد من تركيا. وخلال السبعينيات من القرن العشرين انتشرت ابنية حديثة واسواق تجارية وشوارع و حدائق حتى سميت قامشلو (باريس الصغرى).

الحياة الجديدة في قامشلو:
عام 1921 بدات في مدينة قامشلو “حياة الحرية الحقيقية” بفضل (الادارة الذاتية الكوردية في روج آفا شمال شرق سوريا) والتي تاسست بعد قتال عنيف لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وبدعم قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة “داعش” والمجموعات الارهابية المدعومة من تركيا.

تم تحرير قامشلو والمناطق الكوردية الاخرى من قبضة الفاشيين (بعد نهر من دماء شهيدات وشهداء كورد السورين الابطال)، و اصبح سكان المنطقة ولاول مرة يتنفسون هواء الحرية ويعيشون حياة مستقلة وكريمة. واصبح التعليم في المدارس (الحكومية و الاهلية) باللغة الكوردية.

واستطاعت الادارة الذاتية الكوردية تاسيس 4 جامعات:

  • جامعة في منطقة عفرين عام 2015

  • جامعة “زوج آفا” عام 2016 في مدينة قامشلو

  • جامعة كوباني في مدينة كوباني عام 2017

  • وفي عام 2021 اسست جامعة الشرق في مدينة الرقة

فضلا عن تاسيس 3 معاهد، وتم بناء و ترميم مستشفيات و مستوصفات فضلا عن شركات اجنبية و بنوك خاصة.

بعد هذا العرض المختصر عن مدينة قامشلو نقدم نبذة مختصرة عن عملاقين اخرين من قامشلو وهما:

الفنان الراحل “صلاح رسول”

ولد عام 1952 في حي “العنترية” في قامشلو، وهو مغني و ملحن و يعتبر من اوائل الفنانين الذين احيو الحفلات الغنائية في الاعراس وفي المناسبات و الاعياد الوطنية و القومية و الاجتماعية الكوردية.

بدا مشواره الفني في العزف على الناي، وفي مطلع السبعينات اخذ يعزف على الة البزق بامتياز، وتمكن من تحديث نمط جديد للاغنية الكوردية وانتشرت اغانيه في عموم كوردستان. ترك الدراسة بسبب حبه وعشقه للموسيقى، وخلال مسيرته الفنية اصدر المئات من الاغاني، منها:

  • اغنية “ازغريب غريب”

  • اغنية “جوخ منو”

  • اغنية “كول جين”

  • اغنية “كول بهاري” وغيرها.

وهو اول من ادخل “الجاز” الى فرقته وخاصة في دبكة الشيخاني. كان مناضلا وشجاعا لا يخاف من ارهاب و ملاحقة ومضايقات الامن ومخابرات البعث السوري خلال مسيرته الفنية واغانيه الوطنية و القومية و الثورية.

يقول “ملا علي رسول – شقيق الفنان الراحل”:
(ان صلاح من الفنانين الاوئل في المنطقة الذين لم يترددوا في ذكر اسم كوردستان ولحن وغنى الاغاني الثورية و الوطنية.. ويضيف.. كان يردد اسم كوردستان دون خوف او تردد وعلى الرغم من الملاحقة و المضايقات من قبل الانظمة الامنية السورية.. انتهى الاقتباس).

هاجر الى اوربا في التسعينيات من القرن الماضي وتحديدا المانيا، وتوفي في مدينة “ايسن” يوم 27 / اكتوبر / 2021 في احدى مستشفياتها. وبناءا على وصيته دفن في مقبرة العنترية – مسقط راسه – قامشلو. لقد افنى الراحل 60 عاما من حياته في خدمة الفن و القضية الكوردية. رحمه الله.

الفنان “حسن يوسف الشيخاني”

ولد عام 1950 في مدينة قامشلو، وهو موسيقار و مغني وملحن، ويعتبر “ملك الرقص الكوردي الفلكلوري”. عمل زهاء 35 عاما في مجال الغناء الشعبي، حتى انه اسس مدرسة خاصة لتعليم الموسيقى و الغناء و الفلكلور للاطفال الكورد الموهبين.

وخلال مشواره الفني اصدر اول كاسيت عام 1998، وفي عام 2000 اصدر كاسيت اخر و سجل عشرات الاغاني الفلكلورية، نذكر البعض منها:

  • اغنية “بيري زمان”

  • اغنية “بريندارم”

  • اغنية “قيس وليلى”

  • اغنية “كجك دي لغربتي”

  • اغنية “قامشلوكي”

  • اغنية “دكتور”

  • اغنية “يارا من جو”

  • اغنية “غريبي” وغيرها.

عام 2000 اقام حفلة للاجئين في مدينة هولير “عاصمة اقليم كوردستان”، وفي عام 2003 اقام حفلة اخرى في مدينة “هولير” عاصمة اقليم كوردستان. نال العديد من الجوائز التقديرية و كرم بدرع تذكاري على خدماته الكبيرة و الطويلة للفن و الموسيقى الكوردية.
نتمنى للفنان العملاق “الشيخاني” الصحة وعمر طويل و ومزيد من العطاء.

المصادر و المراجع

1 – ويكيبيديا – الموسوعة الحرة “القامشلي”
2 – محمد شيخو “سيرة الفنان صلاح رسول” 29 / 10 / 2021 – يوتيوب
3 – قامشلو تشيع – الفنان صلاح رسول – وكالة هاوار نيوز
4 – قامشلو تشيع الفنان صلاح رسول الذي امضى 60 عاما من عمره يغني لكوردستان 5 / 11 / 2021 – سما كورد
5 – رحيل الفنان القدير صلاح رسول احد اعمدة الفن و الفلكلور الكوردي و الاغنية القومية 27 / 10 / 2021 – الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا
6 – الفنان الكوردي حسن يوسف الشيخاني 6 / 2 / 2020 – يوتيوب
7 – منظمة هولير لحزب يكيتي الكوردستاني تكرم الفنان الكوردي حسن يوسف 19 / 4 / 2025 – يكيتي ميديا – سوريا
8 – الاعلان رسميا عن افتتاح جامعة روج آفا 23 / 11 / 2016 – كوردستان 24
9 – جامعات شمال شرق سوريا – نظام مختلف ومساع لبناء مع الجامعات الدولية 3 / 10 / 2023 – حزب الاتحاد الديمقراطي

يتبع

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

الدكتور هفال أحمد ابن مدينة قامشلو باحثٌ وعالمٌ سياسي، يُدرّس في برامج ماجستير الآداب في الأمن البشري وبناء السلام، وماجستير الآداب في دراسات العدالة، وماجستير الآداب في القيادة العالمية. وهو حاصلٌ على درجة الدكتوراه في السياسة الدولية. تشمل اهتماماته البحثية مكافحة التطرف، والإرهاب، ومكافحة التطرف العنيف، والشؤون الكردية، والعنف السياسي، والصراع، والأمن البشري. ألّف عددًا…

ياسر بادلي

 

أنا كُرديٌّ، عربيٌّ، شركسيٌّ، آريٌّ، فارسيٌّ، تُركيٌّ، إنكليزيٌّ…
أنا نسيجُ الحضاراتِ، عِطرُ التواريخِ، ورحيقُ اللغاتِ المتشابكةِ في دمي.

أنا إسلاميٌّ، مسيحيٌّ، يهوديٌّ، إيزيديٌّ، بوذيٌّ…
أنا المعابدُ والكنائسُ والمساجدُ، أنا سجودُ الأرواحِ ورفيفُ الدعاءِ في سماءِ الرجاء.

أنا سُنِّيٌّ، شيعيٌّ، كاثوليكيٌّ، أرثوذكسيٌّ، بروتستانتيٌّ…
أنا صلاةُ المذاهبِ، وتلاقي الأيدي فوق جسورِ القيمِ النبيلة.

أنا إنسانٌ… إنسانيٌّ حتى النخاع،
أنا العالمُ حين يبتسم، والأرضُ…

عِصْمَتْ شَاهِينْ اَلدُّوسْكِي

 

نَافِقْ وَارْتَاحْ

إِنْ كَانَتْ رَاحَتُكَ فِي اَلنِّفَاقِ

اِمْسَحْ اَلْأَكْتَافَ وَنَافِقْ

نَظِفْ اَلْأَقْدَامَ وَنَافِقْ

كُنْ مَظْهَرًا مُلَوَّنَاً وَنَافِقْ

أَسْلَخْ جِلْدُكَ اَلْإِنْسَانِيُّ وَنَافِقْ

كُنَّ قَوَّاداً مُخَنَّثًاً مَائِعاً وَنَافِقْ

اَلنِّفَاقُ خُلِقَ لَكَ فَلِمَّا لَا تُنَافِقْ

اِكْذِبْ وَاكْذِبْ وَاكْذِبْ وَنَافِقْ

كُنْ جَاهِلاً تَظَاهَرْ بِالْجَهْلِ وَنَافِقْ

وَفِي اَلْأَخِيرِ يَرْكَبُكَ أَكْبَرَ مُنَافِقْ

____

مُنَافِقٌ صَغِيرٌ أَنْتَ

كَانَ اَلنِّفَاقُ لِأَرْبَابٍ وَأَرْبَابٍ

لِلْفَاسِدِ لِلطَّاغُوتِ لِلْكَذَّابِ

صَوْتُكَ يَعْلُو عَلَى اَلْفَقِيرِ

عَلَى اَلْمِسْكِينِ وَالسَّاكِنِ بِلَا بَابِ

لَيْسَ لَدَيْكَ مَبْدَأٌ

بِعْتَ اَلْوَطَنَ…

عبدالاله اليوسف

 

على حافة دعائنا

ينبض اسمكم

كالوتر الأخير قبل الفجر

كقطرة ضوء

تشق ظلال المسافة

 

يا ابن الضوء

يا من سكنتَم في بياض القلوب

ضمّتكم الملائكة

كما يضم الحنينُ

قلب غريبٍ

في ليلٍ بلا جهة

 

نحن…

من خلف الجهات

من خلف الوقت

ننثر قلوبنا

كصدقة جارية

في هواء الله

 

نسلّمكم للسماء

بكل ما في أسمائنا من رجاء

ونفتح كفوفنا

كأنها نوافذٌ

على جهة الشفاء