إعلان عن إصدار ديوان شعري

“كنتُ قصيدةً تائهة” – للشاعرة شيرين دريعي

هناك نصوص لا تُقرأ… بل تُرتَجَف

وقصائد لا تُنشَد… بل تُبكى في القلب.

“كنتُ قصيدةً تائهة”… ديوانٌ نسجته أنثى من خيوط الغربة، وبقايا الحنين، ونبض القلب حين يخذله الحب، وتخذله الحياة.

هنا، لا تكتب الشاعرة الشعر، بل تكتب نفسها، بكل ما فيها من شروخ وهمسات، من خوف واشتهاء، ومن ضياعٍ جميل يبحث عن مرافئ الكلمات.

في هذا العمل النابض، ستجدون:

  • أنثى تنسى نفسها، لتتذكّرها في القصيدة.
  • كلماتٍ تلملم شتات الروح، لكنها لا تشفيها.
  • رسائلَ معلّقةً في الريح، وقلوباً موصدةً بمفاتيح مكسورة.

ديوانٌ شعري عابقٌ بالحنين، يتهادى بين ضلوع الغربة، ويمشي خفيفاً فوق جراحٍ لم تُقَل… بل كُتبت.

– ولأول مرة: “كنتُ قصيدةً تائهة”

قصيدةٌ طويلة، نسجتها الشاعرة من مساءات المنفى، ومن خذلان الحروف، ومن ذاكرة أنثى لم تُشفَ… لكنها كتبت لتعيش.

=============

كنتُ قصيدةً تائهة

كنتُ قصيدةً تائهةً في زحمة الحروف،

حيث الكلمات تهرب مني،

تتبدد في زوايا الزمن،

وأنا أحاول أن أجمع شتات نفسي بين سطور لم تكتمل بعد.

كنتُ قصيدةً كُتبت على صفحات الريح،

تتطاير مع نسمات الغربة،

تبحث عن حضنٍ يأويها،

عن قلبٍ يفهمها

في أرضٍ نسيته،

وحيث نسيتني أنا.

كنتُ قصيدةً ضائعةً بين قوسين من ألم،

بين نقطتين من انتظار بلا قرار،

تُعيد تكرار اسمي في صدى الصمت،

وترسم على جدران الروح لوحاتٍ من حبر دموع جفّت،

لكنها ما زالت تنبض بحكايا لم تُروَ.

كنتُ قصيدةً هائمةً في ليالي الشتاء،

أرتدي بردَ الغربة،

وأدفئ نفسي بأشواقٍ مبعثرة،

تتسلل إلى خيالي كأنغامٍ بعيدة،

تغني للحُزن أغنيةً لا تنتهي.

كنتُ قصيدةً متعبةً،

رغم أنف الصمت،

أحاول أن ألوّن الفراغ بألوان الذكريات،

لكن الأحلام تتلاشى كظلالٍ في الضوء،

وحيدتي هي موطني،

والحنين هو سفري.

كنتُ قصيدةً تسير في متاهات الروح،

تتعب من عبث الأسئلة،

من سؤال: من أنا؟

ومن سؤال: إلى أين أذهب؟

في كل خطوةٍ أترك أثراً من كلمات،

لكن لا أحد يقرأها،

ولا حتى أنا.

كنتُ قصيدةً لا تعرف إلى أين،

تبحث عن بدايةٍ جديدة،

عن نقطة انطلاقٍ

تُعيد لها الحياة نبضها الأول،

لكنها تجد نفسها بين صفحات متشابكة،

تُحبس بين سطور الماضي وقيود الغياب.

كنتُ قصيدةً تحترق على نار الانتظار،

تذوب في دموع الليل،

تغوص في بحر الحنين،

حتى تصير موجةً تلامس الشاطئ

وتعود لتختفي في الأعماق.

كنتُ قصيدةً تعانق الغربة،

تصافح الوحدة،

تبارك الصمت،

وتشتاق إلى صوت

يقرأني كما أنا،

لا كما يريدونني أن أكون.

كنتُ قصيدةً لم تُكتب بعد،

لكنني أعلم أنني موجودة،

بين كل نبضة قلب،

في كل زفرة هواء،

في كل لحظة سكون،

أنا بين الحروف التي لم تُلفظ،

والكلمات التي لم تُنطق.

كنتُ قصيدةً تائهةً،

لكنني أظل أكتب،

رغم الألم،

رغم الغربة،

رغم كل ما فيّ من ضياع،

لأنني في الكتابة،

أجد نفسي…

وأعود لأكون.

 

==============

 

إلى أمي

 

أنا القصيدة التي ظلت تتيه بين فواصل الحياة ونقاط الفقد، أنا تلك النغمة التي خرجت من حنجرة الزمن باكية، تبحث عن صدرٍ حنون تحتضن فيه أوجاع المعنى.

وفي كل بيتٍ كتبته، كنت أبحث عن يدٍ تربت على خوفي، عن وجهٍ يشبه وجه أمي، عن دفء الوطن حين يختصر في صدر امرأةٍ تنفث الحنان كما يتنفس النهر ماؤه.

 

أهدي ديواني هذا، لا إلى القارئ وحده، بل إلى أول امرأةٍ علمتني كيف يمكن للكلمات أن تكون حضناً، وللدموع أن تتحول إلى بوح، وللحب أن يكون صامتاً لكنه أبلغ من كل القصائد.

أمي…

يا أبجدية النور، ويا أول سطرٍ كتبني دون حبر، يا من علمتِني أن أزرع الورد في حقول الوجع، وأن أغزل الأمل بخيوط الانتظار الطويل.

 

كنتُ قصيدةً تائهة، حتى تهجيت اسمَكِ بين السطور. كنتُ حبراً خائفاً، حتى نطقت بدعائكِ في ظلمة ليلٍ خذلني. كنتُ أنثى تنكسر في اللغة، حتى لمستِ جرحي بكفكِ، وقالت لي الحياة: عودي.

 

هذا الديوان، يا أمي، هو امتنان متأخر لكل لحظةٍ غسلتِ فيها حزني بصمتكِ، لكل صباحٍ كنتِ تستودعين قلبي في رحمة الله دون أن تقولي الكثير.

 

هنا، في هذا الحبر، أزرع دموعكِ الهادئة على وسادتي، أعلق على جدران اللغة ظلكِ، وأقول لكل حرفٍ ولد من دمعي:

لا تنسَ أنك ولدتَ من رحم امرأةٍ أحبتني كما لم تفعل الحياة من قبل.

 

إلى أمي…

ولكل من نبتَت من وجعٍ ولم تنس أن تكون شاعرةً، هذا الديوان، وهذا القلب.

ابنتكِ الوحيدة… التي كتبتكِ شعراً واحتفظت بكِ في قلب القصيدة..

الشاعرة: شيرين دريعي

===============

شيرين دريعي – سيرة أدبية

شيرين دريعي، أديبة وشاعرة تنتمي إلى مدينة كوباني، المدينة التي عانقت الرماد وخرجت منه بكرامة الأرض وحنين الحروف. ولدت في حضن وطنٍ هش بين الحرب والحنين، وتربت على أنقاض الذاكرة، حيث كانت الطفولة تختلط برائحة البارود، والبراءة تتوارى خلف ستائر الغياب.

ذاقت مرارة الحياة، كما لم تذقها امرأةٌ من قبل. مرارة الهجرة والشتات، مرارة أن تفقد الأماكن شكلها، وأن يصير الوطن حلماً بعيداً. لكنها، ورغم كل هذا الخراب، حملت اللغة بين ضلوعها، وجعلت من الحروف وطناً بديلاً، ومن الشعر طريقاً للمقاومة.

في قصائدها، تتقاطع وجوه الأطفال مع صرخات الركام، ويتحوّل الألم إلى جمالٍ باكٍ، وتفيض الحروف من بين أصابعها كأنها نداءات القلب المكسور. ليست مجرد شاعرة تكتب من الذاكرة، بل هي الذاكرة ذاتها؛ الذاكرة التي تتكلم، وتحلم، وتبكي، وتكتب.

شيرين ليست فقط ابنة كوباني، بل ابنة كل أرضٍ نزفت وأحبت. تمثل صوت المرأة التي لم تهزم رغم النزوح، ولم تضعف رغم الغياب، بل كتبت لتبقى، ورفعت قصيدتها كراية من نور في وجه الظلام.

هي شاعرة تحمل في نصوصها صدق الألم، ورهافة الشعور، وقوة من تجرعت الغربة ولم تفقد ملامحها. كلماتها وطنٌ لكل قلبٍ مشرّد، ومرآةٌ لكل روحٍ تبحث عن نفسها بين رماد الحنين.

===============

هذه هي مقدمة ديواني الشعري الأول، “كنتُ قصيدةً تائهة”؛ بوح أنثوي من القلب، أهديه إلى أمي.

كنتُ قصيدةً تائهةً في متاهات اللغة، روحاً تحاول أن تهرب من سجن الكلمات، وحرفاً يبحث عن موطنه وسط الخرائب التي خلفتها الغربة في قلبي. لم أكن قصيدةً مكتملة، بل كنتُ تائهةً بين حروفٍ متشظية، تضيق أفقها كما تضيق صدورنا في ليالي الغربة الطويلة.

في هذا الديوان، أُعلن عن ثورةٍ صامتة، ثورة الكلمة ضد غياب المعنى، وضد اختفاء الذات في مرايا الزمن التي تعكس صوراً مشوهةً، باهتةً، ومغربةً عن أصلها. قصيدتي هنا ليست مجرد أبيات تُقرأ، بل هي انعكاسٌ لرحلة الروح التي تاهت في صحراء الغربة، وحطّت على شواطئ الوحدة الباردة، حيث تتشابك الصرخات مع الصمت في رقصاتٍ بلا نهاية.

الغربة ليست فقط جغرافية، بل هي ذلك الانفصال الذي يولد بين النفس ونفسها، بين الذاكرة وحاضرها، بين الحلم والواقع. هنا، حيث تتحول الكلمات إلى نوافذ تطل على عوالم من العدم والاشتياق، تنبعث القصيدة كطيفٍ من جسدٍ ممزق، تنسج من خيوط الألم والحنين نسيجاً يحمل عبء الوحدة، عبء السؤال الذي لا يجد جواباً.

كنتُ قصيدةً تائهةً لأنني لم أجد نفسي في صفحات ما كتبتُه، ولا في صدى الأصوات التي تُرددها أرجاء الغربة. كنتُ أبحث عن ذاتي في أطياف الكلمات، وأجدني أغوص أعمق في دوامة النسيان والضياع. لكن في هذا البحث المستمر يلوح لي نورٌ خافت من بعيد، نور الحكاية التي لم تُروَ بعد، من حياةٍ لم تُعشِ بالكامل، من وجعٍ ما زال يتغلغل في ثنايا الروح.

هذا الديوان هو مرآة، هو صرخةٌ دفينة بين طيات الصمت، هو لقاءٌ بين الماضي والحاضر، بين الحزن والأمل، بين الألم الذي يفجر الكلمة، والحنين الذي يمنحها الروح. هو احتفال بالكلمة التي رفضت أن تموت في العزلة، التي رفضت أن تكون صدىً فارغاً، بل صارت صوتاً ينبض بالحياة رغم كل ما يحيط بها من خراب.

لن تكون هذه القصائد مجرد قراءةٍ عابرة، بل ستكون رحلةً متواصلةً عبر الزمن والذاكرة، بحثاً عن وطنٍ داخلي، عن سلامٍ لم يُكتب بعد، عن ملامح ذاتٍ تنتظر أن تُولد من جديد في فضاءٍ رحبٍ من الحرية والصدق.

فلتكن قصيدتي التائهة هذه دعوةً لكل روحٍ ضائعة، لكل قلبٍ متعب، لكل نفسٍ تنتظر أن تجد طريقها بين الظلال. لعلنا معاً نعيد كتابة النهاية، نزرع أزهار الرجوع في رمال الغربة القاحلة، ونُعيد الحياة إلى الكلمات التي كانت يوماً حلماً، حلماً تائهاً، لكنه لم يمت.

في غيابك، كنتُ قصيدةً بلا صوت

كنتُ، يا من سكنتِ قلبي، قصيدةً تائهةً في محاجر الغربة، شعري يتساقط كحبات مطر حزينة، ترقص على أرض قلبي الجرداء، وحروفي تبكي في صمت الليالي الطويلة، تبحث عن حضوركِ الذي غاب، عن دفء لمستكِ التي رحلت، عن صوتٍ يهدئ أنفاسي المتمردة.

الغربة ليست فقط بعد المكان، هي انفصال عميق بيني وبين نفسي، بين ذاكرتي وأحلامي التي تبددت، غربةٌ تشبه وجع القلب الذي لا يهدأ، حيث ينبض الحب في صمت، يزهر في قلبي كزهرة وحيدة وسط برية لا حياة فيها، أرويه بدموع الحنين، وأحتمي بظلّ ذكرياتكِ.

كنتُ هنا، وحيدةً، أكتب قصيدتي على جدران الوحدة، أرسم بيدي خطوط الألم، وألمس طيفك في نسيم خفيف، كطيرٍ جريح يحلم بالعودة إلى عشه، لكن جناحيّ مثقوبان، وأحلامي مكسورة.

يا حبيبي، كم تمنيتُ أن تحمِل روحي بين يديك، أن تذيب برد الغربة بدفء حضنك، لكن الغياب كان مرآةً قاسيةً، تكسرت فيها صورتنا، وأصبح كل لقاء ذكرى، وكل كلمة صمتاً، وكل حلم سجناً بلا مفتاح.

رغم الألم، رغم الشتات، لا تزالين أنتَ زهرتي في بستان أيامي، لحناً يعزف على أوتار قلبي المتعب، وشمساً تضيء عتمة ليالي الغربة، أحبك بصمت أعمق من البحر، وبانتظار لا ينتهي رغم كل الوداع.

كنتُ قصيدةً بلا صوت، واليوم أكتبك في قلبي، أنت القصيدة التي تنتظر أن تُروى، أنت الحلم الذي لا يذبل، وأنت الوطن الذي لا يغيب.

=============

لتنزيل الرواية قي ملف PDF انقر على الرابط ادناه:

P_Sherin.direii

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…