زوزانا ويسو بوزان
حبّذا لو نتغاضى طرفًا…
نمرُّ هامشيّين على أطراف القرى،
نسيرُ كما يشاء لنا الريح،
نخطفُ فاكهتنا من حقائب الغجر،
ندخلُ خيامهم سرًا،
نغفو على موسيقاهم،
ونحلمُ كما يحلمُ الغرباء.
أغوصُ في التغاضي،
ألهثُ خلف أحاسيس مبعثرة،
ألملمُ شظايا ذكرياتٍ،
أتخاصمُ مع الواقع،
كأنني أفتّشُ في سرابٍ لا ينتهي.
كما أنقبُ عن ذاتي،
في مرآةٍ مكسورة،
ترسمُ ملامحي كما تشتهي،
تغفلُ ما خُطَّ على جبهتي من تجاعيدِ الرحيل،
ولا تُظهرُ شيبَ خصلاتي التي أنهكها الدهر.
هامشيّين ندورُ المدن،
نقتفي ظلَّ الأمل،
نبيعُ العُلب الفارغة في زوايا الشوارع،
نخطفُ ابتساماتٍ من عابري السبيل،
لعلها تضيءُ هذا الواقع المؤجَّل.
أنا من الغجر…
أحملُ ملامحَ سمراءَ لوّحتها الصحارى،
وأعيشُ وجهي كما هو،
بلا مرآةٍ جانبية،
ولا روايةٍ رسمية.
أعيشُ كما يحيا كل البشر،
أفتّشُ عن فسحةٍ صغيرة
تحت هذا السماء،
ولو على أبعد هامشٍ من الحياة.