عصمت شاهين الدوسكي
في صحوة أخرى ترتفع ( ترنیمة الجسد ) التي أرادت لھا كولالة نوري أن تكون علیه ما تكون .. ھي صحوة أدبیة فكریة تتسلل إلى الروح لتھیج الجسد في ترنیمات یشع تأثیرھا ، ھكذا تغدو الترنیمات الروحیة ولیست الجسدیة رغم التلامس أو التجانس الاثنین معاً ( الروحیة والجسدیة ) ، من هذه الأطر یكون تأثیر الأول على الثاني اكبر وأعمق ، من صلتھ مع الآخرین ، والأشیاء حتى إ كانت رمز الالتقاء الوصال ، الریاح ، تجسید حركي یراد بھ غایة جسدیة كأن الجسد منفصل عن الروح ، أو ترسو صورة فكریة مجسدة بكلمات بھذا المعنى ، من منطلق الحركة إیجاز لا یجوز ولا یستسیغ لھ الفكر كصورة شعریة ، جمالیة ، وإقناع المتلقي بضبابیة المفردة تضاد الواقع .ولا واقع ، حالة من الجهد والعناء للشاعر قد لا تصل للقیمة الروحیة التي تصب في أصالة الإنسان ،حیث التقیا ) كانت الریاح تعرف ، بأنھا ستنجب ( ربما طفلا معاقاً أو معجزة التمرد على أیة حالة یخلق صورة مختلفة لا تقابلھا بالشكل والمضمون ، وإن ظلت الحالة كما ھي بعد التمرد والتیار المضاد یتوارى المسمى الفكري إلى سراب الشعر والأدب بصورة عامة ، حالات القلق والشك والغضب والمضادات الفكریة التي توجھ بشكل سلیم إلى مائدة الإنسان وتقدم لھ بطبق من الذھب ، ینشأ عن التیھ والدوران في دجنة خالیة ، فالطلاسم المجدیة، لھا طقوسھا النفسیة والروحیة الفكریة ، ولیس الطلاسم مجردة وجدت لتفك رموزھا لتنقل الروح تراتیل . سوداویة یا تاج الجسد یا نار الحطاب ) أیھا الطفل الوحش الفجر والقیلولة (يتهيجان تحت إبطك الاعتراف بالوهن والإحباط النفسي وتأویل الوھن والعشق والرؤى والأیام التي غادرت ، لیست خسارة بقدر ما ھي ترنیمھ روحیة تشع بالأمل ، رغم الحزن والأسى ، رغم الهزيمة النفسیة التي جعلت أو صورت العشق تراجعا في یوم خاسر . وتركت ترنیمة روحیة على لحن الخسارة عشقتني في یوم خاسر ) سمعتني في الیوم الثالث والنصف وفي یوم الثامن رأیتني ( ساعتها كانت الأیام قد غادرت ، كولالة نوري غیرت مجرى الجداول المتشعبة غدت في جسد یتلوى على ترف الذكریات والآلام ، وترنم روحھ ترانیم الأشجان المحترقة ، لتغدو تلك القبلات حماقات، وجحیم خداع ” هذه القبلات سلمنا إلى جحیم المیاه ” انطلاق الطیور شعاع سماوي ، أمل روحي ونفسي قبل أن یرتطم بجدار المادیات المیتة ، “حین تنطلق طیورك تصعد السماوات نحوي ” . وھي إحیاء والتقاء الترنیمات الروحیة التي یكون صداھا یملئ محراب الإنسانیة .