أعلنت منشورات رامينا في لندن، وبدعم كريم من أسرة الكاتب واللغوي الكردي الراحل بلال حسن (چولبر)، عن إطلاق جائزة چولبر في علوم اللغة الكردية، وهي جائزة سنوية تهدف إلى تكريم الباحثين والكتّاب المقيمين في سوريا ممن يسهمون في صون اللغة الكردية وتطويرها عبر البحوث اللغوية والمعاجم والدراسات التراثية.
وستُمنح الجائزة في20 سبتمبر من كل عام، في ذكرى رحيل چولبر، وتبلغ قيمتها ألف دولار أمريكي، إضافة إلى التزام منشورات رامينا بطباعة ونشر عمل للفائز في مجال اللغة أو المعاجم أو التراث.
وتكونت لجنة تحكيم الدورة الأولى من:
- لاوين شيخو – شاعر ومترجم.
- حسين جمو – كاتب وصحفي.
- جيان بدرخان – كاتب وناشط حقوقي.
- عبدالله ميزر – كاتب ومترجم.
وبهذه المناسبة قال هيثم حسين، المدير العام لمنشورات رامينا في لندن: “إطلاق هذه الجائزة يأتي وفاءً لاسم كبير في الثقافة الكردية، وتجسيداً لالتزامنا كدار نشر بدعم الجهود التي تحفظ اللغة الكردية وتراثها وتطوّرها. نأمل أن تكون الجائزة جسراً بين إرث چولبر وإبداع الأجيال الجديدة.”
وأكد جيان بدرخان، نجل الراحل وعضو لجنة التحكيم: “كان والدي يرى في اللغة الكردية هوية وذاكرة ووسيلة للبقاء. اليوم، عبر هذه الجائزة، نواصل رسالته ونمنح الباحثين والكتّاب دافعاً لمواصلة الطريق الذي رسمه بجهده وإصراره”.
نبذة عن بلال حسن (باڤي هوزان/ چولبر)
وُلد بلال محمود حسن عام 1933 في قرية خلالكا بمنطقة عفرين – كردستان سوريا، في أسرة ريفية عُرفت بارتباطها بالثقافة والهوية الكردية. والده محمود كوسا (حسن)، ووالدته مريم عبد المجيد. درس مراحله الأولى في قريته، ثم تابع دروسه على يد الأستاذ رشيد حمو الذي كان من المؤسسين السبعة للحزب الديمقراطي الكُردي في سوريا ١٩٥٧، حيث تعلّم اللغة الكردية ولهجاتها، الأمر الذي صقل شخصيته اللغوية والفكرية لاحقاً.
الحياة السياسية
دخل الميدان السياسي مبكراً؛ فالتحق بالحزب الشيوعي السوري في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين، ثم انتقل عام 1957 إلى الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا. خلال فترة الوحدة السورية–المصرية تولى مسؤولية تنظيم الحزب الكردي في جبل كُرمِنج، متنقلاً بين القرى مختفياً، وهناك لُقّب بـ”چولبر” الذي أصبح اسمه الحركيّ.
عام 1960 أشعل أول شعلة نوروز في غرب كردستان على جبل خورك، فحمل لقب بطل نوروز. وفي عام 1970 في عام ١٩٧٠ اجتمع برفقة جگرخوين وعزيز داود وآخرين بالرئيس السوري أحمد الخطيب.. وفي ١٩٧٩ كان انتخابه لرئاسة الجمعية في بون- ألمانيا، حيث بقي حوالي سنة تقريباً في ذلك الوقت هناك.
المسيرة الثقافية والأدبية
ارتبط اسمه بالتراث واللغة والثقافة الكردية، جامعاً بين النضال السياسي والعمل الفكري. عُرف لاحقاً بلقب باڤي هوزان نسبة إلى ابنه، وأصدر أعمالاً بارزة في الأمثال والحكم والمعاجم. كما شارك عام 1968–1969 في تأسيس مجلة چولستان بالكردية، بدعم من الشاعر جِگرخوين، وما تزال المجلة تصدر باسمها حتى اليوم.
مؤلفاته:
أثرى المكتبة الكردية بسلسلة من المؤلفات، أبرزها:
- (Pend û Şîret) صدر في 1995.
- (Pend û Peng) وهو عمل ضخم يضم نحو 20,622 مثلاً كردياً في 759 صفحة، مرفق بقاموس توضيحي صدر في 2008.
- (Pîr û Pendî) صدر في 2012.
- قاموس كردي–عربي (Ferhenga Kurdî–Erebî) يضم نحو 70,000 مدخل. صدر في 2016.
- مصطلحات في اللغة الكردية (Termên Rêzimana Kurdî) صدر في 2017.
- (Heft ji Hejmarên Hêzdar) صدر في 2020.
- قاموس چولبر عربي–كردي (Ferhenga Çolbir) صدر في 2022.
- Bîranînên Çolbir صدر في 2025.
- كما ترك أعمالاً غير منشورة، منها قاموس كردي–كردي، وكتاب سيرة ذاتية لم يطبع بعد بعنوان (Jînenîgarî).
الجوائز والتكريمات
نال عام 2013 جائزة جِگرخوين في مدينة بوخم – ألمانيا، تقديراً لجهوده الأدبية والثقافية وخدمته للمكتبة الكردية. وكرّمته منظمات كردية عديدة، منها منظمة ألمانيا لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي.
حياته الشخصية والإقامة
تزوّج من روژين، ابنة الشاعر الكبير جِگرخوين، وأنجب خمسة أبناء هم: هوزان، ريزانة، جيان، رولا، ماني. منذ عام 2004 أقام في ألمانيا، حيث واصل نشاطه الثقافي حتى رحيله.
إرثه
يجسّد بلال حسن مسيرة متكاملة تجمع بين النضال السياسي والدفاع عن الهوية الكردية من جهة، والحفاظ على التراث الكرديّ من جهة أخرى. من إشعاله شعلة نوروز التاريخية عام 1960، إلى مؤلفاته الموسوعية في الأمثال والمعاجم، ظل رمزاً للإصرار على حفظ اللغة والثقافة الكردية ونقلها للأجيال القادمة.