عمر سيف الدين ميلاني 1969- 1922 شهيد حرية شعبه *

بهجت حسن أحمد

 

   في تاريخنا الكردي الكثير من الشخصيات التي خلدت أسماؤها في ذاكرة ووجدان كل كردي شريف

فبقيت ذكراهم خالدة أبد الدهر

وكتب التاريخ عنهم بحروف من ذهب، واليوم سنتحدث عن شخصية كردية ظل صاحبها محباً لانتمائه الكردي وضحى بروحه في سبيل ذلك الانتماء وتلك الدماء النبيلة التي سرت في عروقه ألا وهو المرحوم عمر سيف الدين.

 

الولادة والنشأة:

  ولد عمر سيف الدين ميلاني في مدينة ميلان(1) التابعة لمدينة سيرت بشمالي كردستان من عائلة ثرية ذات جاه ومال ومن سلالة شيوخ دين، حيث كان جده الشيخ محمد ميلاني معروفاً في عموم المناطق الكردية بآرائه الدينية المعتدلة وحكمته ونزاهته، كما كان والده سيف الدين وجيهاً من وجهاء منطقته، ومناضلاً صلباً ومدافعاً عن قضايا شعبه وأمته.

هاجر والده سيف الدين ميلاني مع مجموعة من المناضلين المناهضين للنظام التركي حينذاك منهم – هسام گارسي شقيق زوجته، عكيد آغا، رسول آغا وغيرهم- هاجروا من “سرخت(2)” إلى “بنخت”(3) أي من شمالي كردستان إلى غربها بعد تعرضهم للملاحقة والاعتقالات، وترك هو وغيره من الرجال الذين كانوا معه خلفهم أموالهم وأملاكهم وكلهم أمل أن تهدأ الأمور، وتجد عصبة الأمم حلاً سريعاً لقضايا شعبهم ليعودوا إلى أرض آبائهم وأجدادهم وأملاكهم ولكن إرادة القوى الكبرى خيّبت آمالهم.

سكن عمر مع عائلته المؤلفة من والده وإخوته الخمسة وأخته الوحيدة في البداية في قرية گرزيرين التابعة لمدينة ديريك، ولكن الموت خطف شقيقه الأصغر طاهر ومن ثم شقيقه عبد الحميد الذي كان حينها عريساً في عامه الأول، ما زاد حال والده سيف الدين بؤساً وحزناً بالإضافة إلى حالة حزنهم بترك أرضهم وموطنهم وكذلك فقدانه لزوجته وحبيبته أم أولاده من قبل، وقد دفن في القرية.

بعد وفاة والدهم تركوا قرية گرزيرين واستقر بهم المقام  في قرية تل خنزير(4) التابعة أيضاً لديريك.

بعد زواجه توجه إلى مدينة ديريك عام 1949واستقر فيها إلى تاريخ رحيله وخلّف خمس بنات وابنين.

   هنا لا بد من الإشارة إلى القصة المؤلمة التي حدثت معهم أثناء عبورهم الحدود بين “سرخت وبنخت”، حيث كانت تؤكد أخته الوحيدة “ستي” على أنه بعد أن فر والدهم مع مجموعة من الرجال أرادوا أن تلتحق بهم عائلاتهم، لكن والدتهم “فاطمة گارسي” وهي من عائلة “گارسي” المعروفة رفضت القرار تماماً وفضلت أن تظل في دارها وعلى أرضها وبين ناسها وأهلها ومع إصرار والده سيف الدين ووعوده لها أنهم سيمكثون هناك لفترة مؤقتة اضطرت إلى الموافقة على طلب والدهم. تؤكد “ستي” على أن ما حدث معهم على الحدود بين الخطين يفوق الخيال، حيث كانت والدتهم حاملاً وقبل اجتيازهم الحدود فاجأتها آلام المخاض، فاضطروا إلى أن ينتظروا لحين وضعها لمولودها، وفي هذه الأثناء ومع ازدياد آلام المخاض والطلق بدأت الوالدة تقول:

((اللهم يا رب العالمين! تقول وقولك الحق تنك قريب من عبادك تستجيب لدعائهم، وقد سمعت أن دعاء المرأة الحامل في لحظات الطلق مستجابة فإنني أدعوك أن ترسل ملك الموت الآن ليسلم روحي إليك ولا تدعني أتجاوز الحدود. أنا ابنة العز والجاه والدلال أعرف جيداً الغربة وتبعاتها وكيف أنها تهين الكريم وتذل المعز فلا تدعني مهانة ذليلة ودعني أموت وأنا ابنة عز وجاه وكرم))، وتضع فاطمة گارسي مولودها ثم يستجيب ربها لدعائها وترحل من هذه الدنيا في الحال. وهنا نود الإشارة إلى أن الوالدة أنجبت بنتاً ولأن أولادها كانوا صغاراً فقد أخذها رجل من حرس الحدود، وأكد لهم أنه سيسلمها إلى عائلة ثرية وأرستقراطية لا تملك أولاداً وأنهم سيرعونها ويهتمون بها.

لم يتعلم عمر في المدارس بل تعلم تلاوة وقراءة القرآن على يد والده الشيخ سيف الدين، وبعدها بدأ يقرأ ويكتب بشكل جيد إلى أن تفوق على العديد من أقرانه حينذاك.

 

نشأته الحزبية والسياسية:

   توارث عمر سيف الدين المشاعر الوطنية وحب الأرض والأمة من والده سيف الدين ميلاني ومن عائلته ومن أخواله الگارسيين الذين شاركوا في ثورة الشيخ سعيد عام 1924، وتعرضوا للاعتقال والاغتيال والتهجير القسري، لذلك انضم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تأسس في سوريا عام 1957 وتعرض إثر ذلك للاعتقال والتعذيب من قبل السلطات آنذاك ولكنه ظل وفياً لقضية شعبه ولمبادئه القومية والوطنية.

من أبرز مواقفه السياسية:

أولاً: بعد انتسابه للحزب ونشاطه المميز مع رفاقه وإحيائهم لليلة عيد نوروز سراً تم اعتقالهم، وظل مخلصاً لرفاقه ونهجه ولم يعترف عليهم رغم الضرب والتهديد والوعيد ولولا إصدار عفو عام عنهم لكان قد أصدر بحقه حكماً قاسياً

ثانياً: عندما تعرض هو ورفاقه إلى الاعتقال مرة أخرى لأنه كان ينقل من رفاقه المنشورات الحزبية إلى مختلف القرى والنواحي التّابعة لمنطقة ديريك،

 وخلال الاستجواب كان المحقق يسأل كلاً منهم:

“يجب أن تؤكد لنا الآن هل أنت مسلم أم كردي؟” فكان يرد كل واحد منهم: “أنا كردي ومسلم” وكان عمر من الأشخاص المصرين على التأكيد على هذه المقولة لذلك عذبوه وضربوه وظلت آثار ذلك عليه بعد خروجه من السجن، وقد ظل لفترة طويلة طريح الفراش لا يستطيع السير على قدميه.

ثالثاً: كانت آثار هذه المرة عليه كارثية، لأنهم كانوا يضريون المعتقلين بوحشية وقسوة وبعد ذلك كانوا يقولون لكل واحد منهم:

“إذا صرخت أثناء الضرب والتعذيب وتوسلت إلينا وقلت آخ، وآه، آي” سوف نفرج عنك، عمر سيف الدين كان من الأشخاص الذين رفضوا قول ذلك، فازدادوا تعذيباً له حتى أنهم  طرحوه أرضاً وضربوه على صدره وكتموا أنفاسه، لكنه قال لهم:

“الرب واحد والموت واحد ولو ضربتموني حتى الموت لن أستسلم ولن أصرخ وسوف أظل مخلصاً لقضيتي وشعبي ولن أعترف لكم بكلمة واحدة لأننا أصحاب حق ويجب أن نعيش بحرية وسلام  “.

أصيب في المعتقل بالتهاب رئوي حاد وبعد خروجه منه حاول معالجة نفسه لكنه لم يعمّر بعد ذلك طويلاً وتوفي بمرض الربو وهو في ريعان شبابه.

رابعاً: عندما ذهب إلى دائرة النفوس لتسجيل ابنتيه دلبر ونارين، اعترض موظف الناس آنذاك على تسجيلهم بأسماء كردية واقترح عليه أن يسميهم بأسماء عربية دينية لكن المرحوم رفض ذلك رفضاً قاطعاً وأجبر الموظف على أن يعده بأن يسجلهم بهذه الأسماء “دلبر، نارين” وبعد عدة أشهر فوجئ بأن موظف النفوس قد نكث بوعده، واختار لهم أسماء عربية، فتوجه مباشرة إلى دائرة النفوس لبهدد الموظف ويجبره على إعادة تسميتهم بأسمائهم الكردية الحقيقية، لكنهم أخبروه هناك بأن الموظف انتقل من ديريك إلى مدينته الأصلية. بعد عودته إلى البيت أصر على زوجته وأولاده الكبار أن ينادوا الابنتين بأسمائهم الكردية، ووعدهم أن يصحح اسميهما فيما بعد، لكن الموت لم يمهله.

لهذه الأسباب وغيرها تؤكد عائلته والكثير من العائلات الأخرى في ديريك ونواحيها على أنه يمكن اعتباره شهيداً من شهداء المبادئ والدعوة إلى الحريات لأنه تعرض للتعذيب والعنف والضرب في المعتقل ما أدى إلى إصابته بالربو  ورحيله المبكر بعد خروجه من المعتقل وهو لم يتجاوز 47 عاماً من العمر.

 

   حياته الأسرية والاجتماعية:

كان عمر سيف الدين ميسور الحال ومعروفاً لدى أهل ديريك والقرى والنواحي التابعة لها. كان يملك محل سمانة كبيراً في وسط المدينة ويشغّل ماله في تجارة المواشي والأغنام، وكان كريماً وسخياً يحب عائلته وأهله وجيرانه ويساعد المحتاجين وكانت  داره عامرة بالكرم والسخاء ومفتوحة للجميع والكثير من الناس في ذلك الوقت وحتى بعد وفاته كانوا يقولون: “بيت عمر سيف الدين مثل فندق يؤممه الناس بأريحية وهدوء”  لأن ديريك في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي كانت مدينة صغيرة ولم يكن فيها فنادق فكان أهل القرى يأتون إلى أهلهم ومعارفهم.

كان معروفاً بحكمته وآرائه القيّمة ومن بعض آرائه وتوقعاته الصائبة:

يقال إنه حين توفي كان الناس يقولون:

” رحم الله عمر، صحيح أنه رحل في عز شبابه ولكنه ترك نبعاً من المال والذهب لأولاده وزوجته لن يجف، ولكن الأقدار شاءت أن يجف النبع وتنقلب عليهم الأحوال ويبدو أنه توقع ذلك قبل رحيله حيث كان  يردد دائماً:

“أنا لا أخاف من الموت لأنه حق وكلنا للموت ولكنني أتوقع إذا رحلت من الدنيا في عز شبابي ألا يحكم أولادي التصرف بحياتهم وأمورهم وأن تسوء بهم الأحوال وتنال منهم المصائب. مع الأسف صدق في توقعاته، فعلى الرغم من حياة الغنى والعز التي عاشها أولاده من بعده لعدة سنوات إلا أن مصائب الدنيا أيضاً تمكنت منهم وتغيرت أحوالهم ويبدو أن حكمة الله شاءت أن يعيشوا الغنى والفقر والسعادة والتعاسة ونعيم الحياة وشقاءها، ولكنهم على الرغم من كل ذلك ظلوا وما زالوا محافظين على مبادئ وقيم والدهم، وخمسة من أولاده من أصل سبعة نالوا حظهم من التعليم والتحصيل العلمي والجامعي، ومنهم شعراء وكتاب أيضاً “عادل عمر سيف الدين الإنسان المثقف والشاعر، درس الأدب العربي في جامعة حلب في سبعينيات القرن العشرين وله ديوان شعري مطبوع بعنوان آزادا شيرين وقد غنى من أشعاره بعض الفنانين الكرد ومنهم محمد شيخو(٥) قصيدة آزادا شيرين وابنته  الكاتبة والأدبية والناشطة في مجال حقوق الإنسان والمرأة والطفولة نارين عمر” والتي لها مكانة هامة وبارزة في الحركة الثقافية والأدبية الكردية ولها العديد من الكتب المطبوعة تجاوزت ال”13″ كتاباً حتى الآن ما بين الرواية والشعر والمقالة والقصص القصيرة وكتب للأطفال والصغار. كما أن الأديبة نارين عمر حائزة على الكثير من الجوائز الكردية والعربية تكريماً لدورها الرائد في الحركة الثقافية والأدبية.

 

رحيله المبكر:

   رحل عمر سيف الدين عن هذه الدنيا مبكراً كما أسلفنا عام 1969، وكان ابنه الأكبر عادل طالباً  في المرحلة الثانوية وابنته الصغرى لم يكن عمرها قد تجاوز العشرين يوماً نتيجة تعرضه للضرب والتعذيب في المعتقلات، ولكن أولاده أكملوا مسيرته وذكره الطيب بين الناس من خلال تبنيهم فكره وطريقته في محبة وخدمه أبناء قومه والإخلاص لقضيه شعبه المظلوم والذي حرم منذ أزل التاريخ من أبسط حقوقه  وتكالبت عليه ضباع العالم وقسموا أرضهم ونهبوا خيراتهم و حاربوا وقتلوا كل ثائر أو مطالب بحقوقه أمثال عمر سيف الدين.

…………………

 

لمحة موجزة عن حياة پريخان عمر سيف الدين:

   لا شك أنه في حياة كل رجل امرأة تكون لها بصمة مميزة فيها سواء كانت أمه أو أخته أو زوجته، ومن خلال استعراضنا لمراحل حياة المناضل عمر سيف الدين سنجد ابنته ” پريخان” والتي كانوا ينادونها اختصاراً “پري” لعبت دوراً كبيراً في حياته وفي حياة إخوتها وأخواتها بعد رحيل والديها.

تولت پري تربية اخوتها بعد رحيل أمها في سنّ مبكرة أيضاً والتي لم تتحمل رحيل زوجها المحب لها ثم رحيل شقيقها الأصغر محمد في حادثة أليمة، وكانت لهم الأم الحنون والأب العطوف إلى جانب شقيقها عادل الذي كان يكبرها بسنتين؛ وبسبب غياب عادل عن البيت بحكم الدراسة والعمل والوظيفة تولت هي تربية وتنشئة اخوتها فكانت خير معين لهم، أنارت لهم سبل الحياة ودروب العيش القويم في المجتمع، وحثتهم على التمسك بالأخلاق والدين القويم واحترام الآخرين مهما كانت جنسياتهم وأديانهم، وأهم شيء كانت تركز عليه كان تعليمهم، فكانت تشدّد عليهم بوجوب التعليم والدراسة والحصول على الشهادات العليا لأنها كانت ترى الشهادة ضماناً للشخص من كل النواحي، على الرغم من أنها لم تجلس على مقاعد المدرسة سوى لفصل واحد، ولشدة ذكائها وتعلقها بالعلم فقد درست منهاج الصف الأول الابتدائي ذاتياً في البيت، وتعلمت قراءة القرآن، بل وتعلمت في البيت الحروف الكردية اللاتينية، وبذلك بدأت تساعدها اخوتها في تجاوز الصف الأول من المرحلة الابتدائية بنجاح، وتؤكد شقيقتها نارين على ذلك بالقول:

(( عاهدت پري نفسها على أن تكون خير أم واب لنا، وكانت تحرص على مراقبة دراستنا وكتابة وظائفنا وهي التي علمتنا الحروف العربية والكردية، وبفضلها تابعت دراستي إلى أن أنهيت المرحلة الجامعية، ووصلت اختي دلبر إلى المرحلة الثانوية وعملت كمعلمة وكيلة، وأختنا الصغرى أسمر درست معهد المعلمين واستمرت في وظيفتها كمعلمة إلى أن هاجرت مع أسرتها إلى ألمانيا، وبفضلها وصل أخي لقمان إلى المرحلة الاعدادية)).

ثم تتابع الأديبة نارين قائلة:

(( كل ما توصلتُ إليه في حياتي يعود الفضل إليه فيه إلى أختي پري التي كانت تؤكد لي على أنني قادرة على متابعة تعليمي بتفوق والحصول على الشهادة الجامعية  وهي التي شجعتني على دخول عالم الأدب والكتابة بعد أن لاحظت حبي للقراءة ومطالعة الكتب وهي ما تزال بالنسبة لي الأم والأب الحقيقيين، وتعيش معي  على الدوام وما أزال أشعر بها وبأنفاسها على الرغم من رحيلها منذ أعوام طويلة،  وأسرد حكمها وحكاياتها على أولادي ليستفيدوا منها)).

تزوجت پري بعد أن تجاوزت الثلاثين عاماً لأنها كانت قد عاهدت نفسها أن تهتم بتربية ورعاية اخوتها إلى أن يكبروا ويستطيعوا الاعتماد على نفسهم، وداومت على السير على درب والدها بتعليمهم على محبّة الوطن والشعب والأرض والحفاظ على القيم والمبادئ الكردية الأصيلة، فكانت تحث اخوتها على الاستماع إلى  القسم الكردي في إذاعة بغداد ليتعرفوا على الفنانين والكتاب الكرد وعلى الفلكلور والتراث الكردي، وكذلك كانوا يستمعون معاً إلى إذاعة ايريڤان في الفقرة الخاصة بالأغاني الكردية وإلى إذاعة الثورة الكردية حينذاك، وقد خلفت ابنتين تعيش كل منهما في الوطن مع زوجها وأولادها.

لم تقتصر رعاية پري على اخوتها فقط بل كانت رفيقة والدها وصديقته وبيت أسراره، ترافقه في رحلة مرضه إلى قامشلي وحلب وغيرها من المدن لأن والدتها كانت تتولى في غيابها رعاية أولادها الصغار، وعندما ألّم المرض بوالدتها بدأت ترعاها وتهتم بها إلى أن رحلت من هذه الدنيا.

كانت تحفظ معظم حكايات وقصص ألف ليلة وليلة ومن التّراث والفلكلور الكردي كانت قد حفظتهم من الرجال الذين كانوا يزورون مجلس والدها باستمرار، وكانت تقصها عل  اخوتها وضيوفهم من الأهل وبعض الجيران المقربين كل ليلة.

بالإضافة إلى أنها كانت تتقن صنعة الخياطة والحياكة على الصوف، وخبز التنور والصاج الذي كانت تتقنه كثيراً.

جدير بالذكر أنه كان لديها هواية زراعة الورود والأزهار والأشجار  في حوش بيت والدهم الذي كان كبيراً جداً والواقع على الطريق الرئيس الذي يربط ديريك بقرية عين ديور – وكان في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أحد أهم الشوارع في ديريك لأنه كان يربط ديريك ليس بعين ديور(8) فقط بل بعشرات القرى والبلدات التابعة لمنطقة ديريك- وقد قامت بذلك في البيت الثاني الذي انتقلوا إليه والذي اشتروه فيما بعد من شقيقتهم فاطمة وزوجها بعدما انتقلوا إلى قامشلي.

وافاها الأجل عام 1996 في ديريك بعد معاناة مع المرض

رحمها الله وطيّب ثراها.

………………………………….

  • وردت المقالة في كتاب ” رجال لم ينصفهم التاريخ” الذي شارك في إعداده بعض من الكتاب الكرد وصدر عام 2025
  • ميلان قرية كردية تقع في باكور كردستان، وهي تابعة لمدينة سيرت. 

(3,2) سرخت، بنخت: وتعني باللغة الكردية فوق الخط وتحت الخط في إشارة إلى خط الحدود الوهمي الذي رسمته كل من فرنسا وبريطانيا بين شمال وغربي كردستان، فما هو فوق الخط يعني باكور وما هو تحت الخط يعني روژآفا.

(4) قرية تل خنزير: قرية كبيرة تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة ديريك على مقربة من جنوب كردستان وسكانها من الكرد، وقد قدمت العديد من الشهداء والمثقفين افي سبيل القضية الكردية.
(5) محمد شيخو: فنان كردي مشهور، ولد في قرية خجوكي بريف قامشلو عام 1948 وغنى العديد من الأغاني الكردية، كما شارك في النضال الكردي ضد محتلي كردستان في باشور و روژ هلات، حيث اعتقلته السلطات الايرانية، وبعدما تم الإفراج عنه عاد إلى قامشلو. رحل في العام 1989.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

كردستان يوسف

هل يمكن أن يكون قلم المرأة حراً في التعبير؟ من روح هذا التساؤل الذي يبدو بسيطاً لكنه يعكس في جوهره معركة طويلة بين الصمت والكلمة، بين الخضوع والوعي، بين التاريخ الذكوري الذي كتب عنها، وتاريخها الذي تكتبه بنفسها الآن، فكل امرأة تمسك القلم تمسك معه ميراثاً ثقيلا ً من المنع والتأطير والرقابة، وكل حرف…

الشيخ صبحي نابو*

يمثل موضوع مكانة الشمس في الإيزيدية واحدة من أكثر المواضيع التي شابها الالتباس وسوء الفهم، وغالباً ما كان ذلك بسبب تباين الآراء داخل الوسط الإيزيدي نفسه. فحين يسأل أحدهم عن علاقة الإيزيديين بالشمس، تأتي الإجابات متباينة بين من يرى أن الإيزيديين “أبناء الشمس”، ومن يعتقد أنهم “يعبدونها”(شمس به ره ست) ، أو…

ماهين شيخاني

كانت الورشة ساكنة، تشبه لحظة ما قبل العاصفة.

الضوء الأصفر المنبعث من المصباح الوحيد ينساب بخجل على ملامح رجلٍ أنهكه الشغف أكثر مما أنهكته الحياة. أمامه قالب معدني ينتظر أن يُسكب فيه الحلم، وأكواب وأدوات تتناثر كأنها جنود في معركة صامتة.

مدّ يده إلى البيدون الأول، حمله على كتفه بقوة، وسكبه في القالب كمن يسكب روحه…

صدر حديثاً عن منشورات رامينا في لندن كتاب “كلّ الأشياء تخلو من الفلسفة” للكاتب والباحث العراقيّ مشهد العلّاف الذي يستعيد معنى الفلسفة في أصلها الأعمق، باعتبارها يقظةً داخل العيش، واصغاءً إلى ما يتسرّب من صمت الوجود.

في هذا الكتاب تتقدّم الفلسفة كأثرٍ للحياة أكثر مما هي تأمّل فيها، وكأنّ الكاتب يعيد تعريفها من خلال تجربته الشخصية…