ا. د. قاسم المندلاوي
يؤكد علماء التربية على اهمية التعاون بين البيت والمدرسة بهدف النهوض الافضل بمستوى التلامذة. ولو تابعنا المشهد اليومي لوضع البيت والانشطة التي تجري داخل المدرسة لوجدنا اختلافا بين الجانبين.
هناك اتهام من قبل المدرسة على غياب اولياء الامور وابتعادهم عن المساهمة الجادة للجوانب السلوكية والدراسية والرياضية والفنية لابنائهم من التلاميذ، وفي الوقت نفسه فان اولياء الامور يؤكدون على ان دور البيت الاكبر في تنمية شخصية التلميذ، ويلقون المسؤولية على المدرسة وادارتها ومعلميها وحجم المعطى من المقررات الدراسية والانشطة الرياضية والفنية وغيرها.
في حين يرى خبراء التربية ان المسؤولية تضامنية ومشتركة بين البيت والمدرسة. فترى اين تكمن المشكلة؟ هل القصور يقع كليا على اولياء الامور لغيابهم واهمالهم في متابعة اولادهم في المدرسة؟ وما هو السبب في ذلك؟ هل حقا لضيق الوقت وانشغال الاهل بالامور الحياتية والمعيشية وتكاليفها الباهظة؟ هل السبب في جهل اولياء الامور بدورهم الايجابي المهم للتواصل مع المدرسة؟
هل هناك تعاون حقيقي بين اولياء الامور والمدرسة لمواجهة المشكلات ومعالجتها؟ ماذا عن الجو الديمقراطي في الاسرة؟ وماذا عن المدرسة وادارتها؟ هل حقا تقوم هذه الادارات بواجباتها بالشكل الصحيح والمطلوب؟ هل يتم اختيار مدير المدرسة طبقا لمعايير (الرجل المناسب في المكان المناسب) وليس على اساس المحسوبية والحزبية وغيرها؟
وماذا عن رغبة واندفاع وكفاءة المعلم في التعليم وايصال المعلومات الى اذهان التلاميذ؟ وماذا عن معاناة المعلم المادية التي تنعكس على هيبته وشخصيته بين التلاميذ والمجتمع؟ هل حققنا للمعلم ظروفا جيدة لرفع مستواه التعليمي والاكاديمي عن طريق الدورات والندوات والمحاضرات والمؤتمرات وغيرها؟
ويبقى جانب مهم اخر، التلميذ، نعم التلميذ: هل هيأنا له الجو والمناخ المناسب والجيد لتحسين وتطوير ادائه في المدرسة علميا وتطبيقيا وفنيا ورياضيا؟ كل تلك الاسئلة مهمة ومؤثرة في بناء شخصية التلميذ.
وبناء على التساؤلات المذكورة اعلاه:
اولا: على اولياء الامور:
المتابعة والتواصل المستمر مع المدرسة وتفعيل دورهم بشكل حقيقي وايجابي ومفيد لدعم وتشجيع ابنائهم لكسب العلم والمعرفة وتطوير قدراتهم ومواهبهم الفكرية والفنية والرياضية ليتمكنوا من المشاركة في بناء المجتمع ورقيه الى اعلى المراتب.
ثانيا: على المدرسة:
-
بناء علاقة جيدة مع الاهالي، وبمعنى آخر بناء شراكة حقيقية مع اولياء امور التلاميذ، مما يساهم بشكل كبير في زيادة نجاح ابنائهم والمواظبة على الدوام والانتظام في ممارسة الانشطة الاجتماعية والادبية والفنية والرياضية وبتفوق.
-
الاهتمام بالرياضة الحرة وتدريب المواهب.
-
ان ممارسة التمارين والالعاب خلال درس الرياضة مهمة جدا لرفع اللياقة البدنية والمحافظة على الصحة، فهي تقلل من خطورة الاصابة بامراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر وامراض اخرى. وبالرياضة يكسب الجسم القوة والمرونة والرشاقة والسرعة وتنمية العضلات وتقوية العظام والاربطة لتحمل المزيد من القوة والتوازن والتناسق، كما تساعد على ازالة التوتر والضغط العصبي وتعالج التشوهات والعيوب والام الرقبة والعمود الفقري، وتساعد في التحكم في وزن الجسم لانها تؤدي لحرق السعرات الحرارية الزائدة وبذلك المحافظة على الوزن الطبيعي للجسم.
-
على المدرسة فتح ابوابها امام التلاميذ للمشاركة في الانشطة والفعاليات الفنية والرياضية ايام العطل بدلا من ضياع الوقت في امور غير مفيدة.
-
على ادارات المدارس وضع العطلة المدرسية ضمن اهتماماتها لاعداد وتهيئة التلاميذ للمراحل الدراسية القادمة، ومن الضروري تهيئة الصفوف والقاعات والساحات والملاعب لكي يستطيع التلميذ التوجه اليها في العطلة وممارسة هوايته المفضلة.
ثالثا: على الجهات المسؤولة في الدولة:
زيادة رواتب المعلم بهدف تحسين اوضاعه المعيشية والصحية. ان اصلاح اوضاع المعلمين المادية وتأهيلهم وتطوير قدراتهم العلمية هي القاعدة الاساسية لاجل بناء نهضة علمية وفنية و رياضية شاملة في البلاد.
رابعا: على وزارة التربية:
وضع خطط علمية تطويرية للنهوض بالجوانب العلمية والفنية والرياضية، ومن الضروري ان يتابع السيد وزير التربية بنفسه وبجد واهتمام ما يجري من امور وانشطة وفعاليات مختلفة داخل المدرسة على ارض الواقع، الامر الذي سيؤدي الى نجاح التعليم والرياضة والفن وغيرها.