دُرَّةُ البَحْرِ

عِصْمَت شَاهِين الدُّوسْكِي

 

دُرَّةُ البَحْرِ وَالنُّورِ وَالقَمَر

دُرَّةٌ فِيكِ الشَّوْقُ اعْتَمَر

كَيفَ أُدَارِي نَظَرَاتِي

وَأَنْتِ كُلُّ الجِهَاتِ وَالنَّظَر

***

أَنْتَظِرُ أَنْ تَكْتُبِي وَتَكْتُبِي

أَشْعُرُ بَيْنَنَا نَبْضَ قَلْب

بِحَارٌ وَمَسَافَاتٌ وَأَقْدَارٌ

وَحُلْمٌ بَيْنَ أَطْيَافِهِ صَخَب

       ***

 دَعِينِي أَتَغَزَّلْ وَأَتَغَزَّل

فِي عَيْنَيْكِ سِحْرُ الأَمَل

مَهْمَا كَانَ النَّوَى بَعِيدًا

أُحِسُّ أَنَّكِ مَلِكَةٌ لَا تَتَرَجَّل

      ***

 دُرَرٌ فِي بَحْرِي كَثِيرَةٌ

لَكِنَّكِ أَجْمَلُ الدُّرَرِ الغَزِيرَةِ

أَقِفُ أَمَامَ الشَّاطِئِ

لَعَلَّ مَقَامَكِ يَتَجَلَّى كَأَمِيرَةٍ

      ***

 أَنْتِ مَلِكَةُ البَحْرِ وَالجَمَالِ

لَا يَصْعُبُ الهَوَى وَالدلالُ

لَوْ خَيَّرُوكِ بَيْنَ الأُمْنِيَاتِ

لَاخْتَرْتِ الحُلْمَ وَالخَيَالَ

     ***

 ادْخُلِي عَالَمِي بِلَا أَبْوَابٍ

خُطُوَاتُكِ دُرَرٌ عَلَى صَوَابٍ

تَغَارُ مِنْكِ الأَمِيرَاتُ

فَأَنْتِ صَبِيَّةُ حُبٍّ وَأَحْبَابٍ

    ***

 الشِّعْرُ فِيكِ يَتَرَنَّمُ

مِحْرَابُ الحُلْمِ مُتَيَّمٌ

وَالخَيَالُ فِيكِ يَتَنَفَّسُ

وَقُلُوبُ العُشَّاقِ تَتَحَطَّمُ

    ***

 بِأَلْوَانِ الإِلْهَامِ وَالحَيَاةِ

تَتَجَمَّلُ فِي ثَغْرِكِ الكَلِمَاتُ

كَعَسَلٍ يَنْسَابُ لَهْفَةً

مَا أَحْلَى عَسَلًا كَقَطَرَاتٍ

     ***

 شُكْرًا لِشَعْرِكِ المُسْدَلِ عَلَى كَتِفَيْكِ

لِجَبِينِكِ لِخَدَّيْكِ لِشَفَتَيْكِ

شُكْرًا لِهَذِهِ الفَرَاشَاتِ المُلَوَّنَةِ

تَحُومُ حَوْلَكِ عَاشِقَةً لِعَيْنَيْكِ

     ***

 مَهْمَا تَكُونِي حُلْمًا أَوْ خَيَالًا

أَوْ دُرَّةَ البَحْرِ ارْتَجَّالَا

تَاجُكِ المَلَكِيُّ ظَاهِرٌ

فَطِيبِي مَقَامًا، قَمَرًا أَوْ هِلَالًا

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

 

 

صبحي دقوري

 

حكاية

 

كان “دارا” يمشي في شوارع المدينة الأوروبية كما يمشي غريبٌ يعرف أنه ليس غريباً تماماً. العالم لا يخيفه، لكنه لا يعترف به أيضاً. كان يشعر أنه ككلمة كورديّة ضائعة في كتاب لا يعرف لغتها. ومع ذلك، كان يمشي بثقة، كما لو أن خطواته تحمل وطأة أسلافه الذين عبروا الجبال بلا خرائط.

 

في تلك الليلة، حين…

فواز عبدي

حين وقعت بين يديّ المجموعة الشعرية “مؤامرة الحبر، جنازات قصائد مذبوحة”[1] للشاعر فرهاد دريعي، وأردت الكتابة عنها، استوقفني العنوان طويلاً، بدا لي كمصيدة، كمتاهة يصعب الخروج منها فترددت في الدخول، لكن مع الاستمرار في القراءة وجدت نفسي مشدوداً إلى القصيدة الأولى بما تحمله من غنى وتعدد في المستويات، فهي تكاد تكثف فلسفة…

فراس حج محمد| فلسطين

لا أقول صدفة، فأنا لا أحبّ موضوع الصدف، ولا أومن فيه، لكنّ شيئاً ما قادني إلى هذا الكتاب، وأنا أتصفّح أحد أعداد جريدة أخبار الأدب المصريّة (عدد الأحد، 26/10/2025)، ثمّة نصّ منشور على الصفحة الأخيرة لـ “نجوان درويش”، بعنوان “بطاقة هُوِيّة”، لوهلةٍ التبس عليّ الأمر فبطاقة هُوِيّة اسم قصيدة لمحمود درويش، وهي…

مصطفى عبدالملك الصميدي/اليمن*

تُعدّ ترجمةُ الشَّعر رحلة مُتفَرِّدة تُشبه كثيراً محاولة الإمساك بالنسيم قبل أن يختفي سليلهُ بين فروج الأصابع، بل وأكثر من أن تكون رسماً خَرائِطياً لألوانٍ لا تُرى بين نَدأَةِ الشروق وشفق الغروب، وما يتشكل من خلال المسافة بينهما، هو ما نسميه بحياكة الظلال؛ أي برسم لوحة المعاني الكامنه وراء النص بقالبه…