نصف قرن على رحيل الشاعر الكاتب ملا أحمدي نامي  

خالد بهلوي

 بحضور جمهور غفير من الأخوات والإخوة الكتّاب والشعراء والسياسيين والمثقفين المهتمين بالأدب والشعر، أقام الاتحاد العام للكتّاب والصحفيين الكُرد في سوريا واتحاد كردستان سوريا، بتاريخ 20 كانون الأول 2025، في مدينة إيسين الألمانية، ندوةً بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل الأديب الشاعر سيدايي ملا أحمد نامي.

أدار الجلسة الأخ علوان شفان، ثم ألقى كلمة الاتحاد الأخ/  حفيظ عبد الرحمن، بعدها تحدث بإسهاب الأخ سامي ابن المرحوم عن حياة والده ، ثم ألقى الأخ جميل إبراهيم كلمته متحدثا عن جوانب من سيرة ونضال الراحل، كما  اضاء الأخ/  إبراهيم اليوسف لمحات من تاريخه الادبي والسياسي  ثم الأخ/  صلاح محمد عن كتاب حريق سينما عامودا  من ترجمته  وتدقيق ومراجعه الأخ /  إبراهيم اليوسف.

أشاد الجميع بدور المرحوم في محاربة الجهل، وتوجيه المجتمع نحو التعليم، وأهمية تعليم الفتاة إلى جانب الفتى، إضافةً إلى نشاطه السياسي ودخوله السجن عدة مرات بسبب مواقفه في نشر الوعي القومي والدفاع عن حقوق  الكورد . كما جرى التأكيد على الدور الكبير الذي لعبه مع الشاعر جكرخوين في النضال لتحقيق الطموحات الوطنية وتخفيف معاناة الشعب من خلال النضال السلمي، وإبراز دور العلم وأهمية توعية الشعب بحقوقه المشروعة.

وتناولت جميع المداخلات لمحة عن حياة ملا أحمد نامي بن محمود، المولود عام 1906 في كردستان تركيا، حيث بدأ دراسته الدينية في المدارس الدينية في كل من عامودا، كرجوسي، كري سوير، تل شعير (إشيتا)، ثم أصبح إماماً وخطيباً لمسجدها.

أقام في مدينة قامشلي منذ عام 1952 وحتى عام رحيله 1975، ودُفن في قامشلو– قدوربك.

كما أنشأ مدرسة دينية في قرية تل شعير (إشيتا)، وفي هذه المدرسة نشأت صداقة قوية بينه وبين الشاعر جكرخوين، حيث جمعتهما الأفكار والطموح والرؤية المشتركة. وقد دوّن في نتاجاته بعض الصفحات عن حياته السياسية والمواقف المهمة، ومن مؤلفاته المطبوعة:

لأنه في ذاكرتي (Çiko li birim)   قصة حريق سينما عامودا  – القواعد الكردية –  قاموس كردي–عربي وعربي–كردي بعنوان (كوزار) –  الى جانب  دراسات ومخطوطات في التعليم والدين وحقوق المرأة

وإلى جانب الشعر، مارس النشاط السياسي والاجتماعي، وبسبب مواقفه وأفكاره الصلبة سُجن مرات عديدة، وكان لذلك أثر بالغ في تكوينه السياسي والفكري، فجاءت أشعاره وطنية وقومية وسياسية.

كان أحمد نامي يهدي حبه لشعبه ووطنه بعيداً عن المفاهيم الشوفينيه والعنصرية والأنانية، وكانت صرخته دائماً موجهة إلى جيل الشباب، باعتبارهم عماد الوطن ومستقبله، والقادرين على تحقيق أهداف الشعب الكوردي.

إن الأعمال التي كتبها ملا أحمد نامي بلغته الكردية، تستحق كل واحدة منها دراسة أدبية ونقدية معمقة، وهو ما يتطلب ناقداً متمرساً في الأدب والنقد الكرديين، إذ ستظل هذه الأعمال حاضرةً في ذاكرة الكرد لزمن طويل.

وفي ختام الجلسة، دار حوار بين جمهور الحضور والمحاضر سامي ملا أحمد نامي، حيث جاءت الأجوبة والحوارات والمداخلات مقنعة ومعبرة، واختصرت حياة ونضال الأديب الشاعر ملا أحمد نامي.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

فراس حج محمد| فلسطين

لست أدري كم سيلزمني لأعبر شطّها الممتدّ إيغالاً إلى الصحراءْ
من سيمسك بي لأرى طريقي؟
من سيسقيني قطرة ماء في حرّ ذاك الصيف؟
من سيوصلني إلى شجرة الحور والطلع والنخلة السامقةْ؟
من سيطعمني رطباً على سغب طويلْ؟
من سيقرأ في ذاك الخراب ملامحي؟
من سيمحو آخر حرف من حروفي الأربعةْ؟
أو سيمحو أوّل حرفها لتصير مثل الزوبعة؟
من سيفتح آخر…

حاوره: طه خلو

 

يدخل آلان كيكاني الرواية من منطقة التماس الحاد بين المعرفة والألم، حيث تتحوّل التجربة الإنسانية، كما عاينها طبيباً وكاتباً، إلى سؤال مفتوح على النفس والمجتمع. من هذا الحدّ الفاصل بين ما يُختبر في الممارسة الطبية وما يترسّب في الذاكرة، تتشكّل كتابته بوصفها مسار تأمل طويل في هشاشة الإنسان، وفي التصدّعات التي تتركها الصدمة،…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

لَيْسَ الاستبدادُ حادثةً عابرةً في تاريخِ البَشَرِ ، بَلْ بُنْيَة مُعَقَّدَة تَتكرَّر بأقنعةٍ مُختلفة ، وَتُغَيِّر لُغَتَهَا دُونَ أنْ تُغيِّر جَوْهَرَها . إنَّه مَرَضُ السُّلطةِ حِينَ تنفصلُ عَن الإنسانِ ، وَحِينَ يَتحوَّل الحُكْمُ مِنْ وَظيفةٍ لِخِدمةِ المُجتمعِ إلى آلَةٍ لإخضاعه .

بَيْنَ عبد الرَّحمن الكواكبي (…

عبدالجابر حبيب

 

يا صديقي
بتفصيلٍ ثقيلٍ
شرحتُ لكَ معنى الأزقّةِ،
وكيفَ سرقتْ منّي الرِّياحُ وجهَ بيتِنا الصغيرِ،
لم يكنْ عليَّ أن أُبرِّرَ للسّماءِ
كيفَ ضاعتْ خطواتي بينَ شوارعَ غريبةٍ،
ولم يكنْ عليَّ أن أُبرِّرَ للظِّلالِ
كيفَ تاهتْ ألوانُ المساءِ في عينيَّ،
كان يكفي أن أتركَ للرِّيحِ
منفذاً خفيّاً بينَ ضلوعي،
أو نافذةً مفتوحةً في قلبي،
فهي وحدَها تعرفُ
من أينَ يأتي نسيمُ الحنينِ.
كلُّ ضوءٍ يُذكِّرُني ببيتِنا…