محمد باقي محمد أطلق القطار صفارته الأخيرة إيذانا بالانطلاق ، لتمتص ّالفضاءات الوسيعة الظمأى عويله المترع برعشات الوداع ، ثمّ تململ متحركاً ببطء ، فأغلق جوان عينيه ، وانسحب نحو الأغوار السحيقة للنفس متمترسا بجدرانها الكتيمة ، على أمل الهرب من التفاصيل المحكومة بلوعة الغياب ، فيما انسربت أفكاره خلف الأيام الهاربة ،…