عبد الجابر حبيب
(مئةُ عامٍ من القهرِ المزروعِ في أحلامِنا،
مئةُ خنجرٍ في خاصرةِ التاريخ، مئةُ حكايةٍ تُفيضُ نهرَ الضوء على عتباتِ يأسِنا.)
في السطرِ الأوّل،
رمادُهُ يُفتّشُ عن نفسه
بين فجواتِ الكلام،
وإبهامُهُ يُجسّ ضلوعَ المعنى،
يبحث عن وطنٍ تُخفيهُ الخرائطُ بخجلٍ عثمانيّ،
عن شجرةِ نسبٍ
لم تُذعنْ لجذور الإنكار،
عن لهجةٍ
تحمل في نبرتها
خرابَ الإمبراطوريات وتوقَ القبائل.
قال الشيخُ
حين انشقّ الهواءُ عن المقصلة:
“طلبنا العدالة…”
فاستيقظت…
فواز عبدي
عاد شاهين إلى بيته بعد يومٍ طويلٍ من العمل. كان الليل قد فرد عباءته الثقيلة على المدينة، والريح تزحف من النافذة الضيقة كيدٍ تتلمّس طريقها في عتمة غرفةٍ باردة. خلع معطفه بتثاقل، كأنما يخلع عبء النهار عن كاهله. وقبل أن يذوب في صمت المساء، اخترق رنين الهاتف سكون الغرفة كنقطة ضوء مرتعشة في قاعة…