في حضرةِ الشعر، حيث يتناسلُ المعنى من رمادِ الكلمات، وحيث يشعلُ الحرفُ فتيلَ الوجود، يولد هذا الديوان: جحيم الأمل.
ليس عنواناً عابراً ولا استعارةً تلقى على عتبة الصدفة، بل هو صرخةٌ تتناوبُ فيها النارُ والندى، وتتعانقُ فيها خيبةُ التاريخ مع شغفِ الإنسان الذي لا يعرفُ الاستسلام.
“جحيم الأمل” انعكاسٌ للروح حين تلقى في أتونِ الأسئلة الكبرى، في…
عِصْمَتْ شَاهِين الدُّوسَكِي
يَقُولُونَ
: لِمَاذَا تَكْتُبُ قَصَائِدَ حَزِينَةً
دَمْعُ هُمُومٍ مَآسِي رَهِينَةٍ
قُلْتُ : مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ
مَنْ جَمَعَ الْبَشَرَ عَلَى السَّفِينَةِ
قَالُوا : حِكَايَاتٌ رِوَايَاتٌ
قُلْتُ : تَوَارَثْنَا الْعُرَى
نَمْشِي عَلَى أَرْضٍ جَرْدَاءَ قَرِينَةٍ
هَذَا الْوَطَنُ
كُورٌ فِيهِ كُلُّ الْأَجْنَاسِ رَغْمَ أَنِينِهِ
عَرَبٌ أَكْرَادٌ مَسِيحٌ تُرْكْمَانٌ صَابِئَةٌ
بِأَلْوَانِ بَنَاتِهِ وَبَنِينِهِ
مِنْ حَضَارَاتٍ ذَهَبٍ وَصُولْجَانٍ
وَفُرْسَانٍ وَقَادَةٍ
تُخْرِجُ الْأَسَدَ مِنْ عَرِينِهِ
………….
ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُ الْمَآذِنِ
دُقَّتْ أَجْرَاسُ الْكَنَائِسِ
وَتَجَلَّتْ أَلْوَاحُ السَّمَاوَاتِ
طَافَتْ وَهَبَّتِ الْفَيْضَانَاتُ
عَلَى الْخَنَاجِرِ…