كاهن النعناع

جميل داري
كاهن النعناع الشاعر العامودي (عبدالمقصد الحسيني) كان معلّمًا للمرحلة الابتدائية يعلّم تلاميذه ما ما يا أنغاما، والحداثة الشعرية، وصيد العقارب ، وكان معتزًّا بلحيته التي يشذّبها يوم أي، ويوم لا ..
المهمّ ذات يوم طلب منه مسؤول بعثي كبير المقام أن يحلق لحيته، فرفض، فهدّده المسؤول بالويل والثبور وعظائم الأمر حتى كان حراك 2011 ،فطرد من التعليم هو ولحيته وبقيا في الشارع ، لا حول ولا قوة، فاضطرّ إلى العمل في بيع (البالة)، وكان مصرًّا أن يبقى في عامودا، لكن فيما بعد لظروف عائلية شدّ الرحال إلى بلاد الجرمان التي لم يتكيّف معها ، فليس فيها النعناع الذي كان يملأ حوشه، وتطير رائحته إلى أصقاع عامودا والعالم.
هل رأيتم إنسانًا يدافع عن لحيته حتى آخر رمق؟
كاهن النعناع، صديق الصبا، ورفيق الغربة، عسى أن نلتقي قريبًا في ربوع عامودا الشهداء والشعراء والمجانين، ونزور المسؤول الكبير لتريه لحيتك الصامدة البيضاء كثلج الصيف، عسى أن يتراجع عن أوامره ونواهيه وتعدّيه عليك، ويعتذر .
ولحيةٍ أصبحَتْ بيضاءَ شمَّاءَ كأنَّ صاحبَها ما راحَ أو جاءَ

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

غالب حداد

1. مقدمة: استكشاف “العالم الجميل الموجود”

تُقدّم مجموعة القاص والشاعر الكردي السوري عبد الرحمن عفيف، “جمال العالم الموجود”، نفسها كعمل أدبي ذي كثافة شعرية فريدة، يرسم ملامح مجتمع مهمش، ويحول تفاصيل حياته اليومية إلى مادة للتأمل الفني والوجودي. ويأتي تحليل هذه المجموعة، التي تمثل تطورا لافتا في مشروع عفيف الأدبي الذي تجلت ملامحه…

مصطفى عبدالملك الصميدي| اليمن

باحث أكاديمي

هي صنعاء القديمة، مدينة التاريخ والإنسان والمكان. من يعبر أزِقَّتها ويلمس بنايتها، يجد التاريخ هواءً يُتَنفَّس في أرجائها، يجد “سام بن نوح” منقوشاً على كل حجر، يجد العمارة رسماً مُبهِراً لأول ما شُيِّد على كوكب الأرض منذ الطوفان.

وأنتَ تمُرُّ في أزقتها، يهمس لك الزمان أنّ الله بدأ برفع السماء من هنا،…

أُجريت صباح اليوم عمليةٌ جراحيةٌ دقيقة للفنان الشاعر خوشناف سليمان، في أحد مشافي هيرنه في ألمانيا، وذلك استكمالًا لمتابعاتٍ طبيةٍ أعقبت عمليةَ قلبٍ مفتوح أُجريت له قبل أشهر.

وقد تكللت العمليةُ بالنجاح، ولله الحمد.

حمدا لله على سلامتك أبا راوند العزيز

متمنّين لك تمام العافية وعودةً قريبةً إلى الحياة والإبداع.

المكتب الاجتماعي في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في…

د. فاضل محمود

رنّ هاتفي، وعلى الطرف الآخر كانت فتاة. من نبرة صوتها أدركتُ أنها في مقتبل العمر. كانت تتحدث، وأنفاسها تتقطّع بين كلمةٍ وأخرى، وكان ارتباكها واضحًا.

من خلال حديثها الخجول، كان الخوف والتردّد يخترقان كلماتها، وكأن كل كلمة تختنق في حنجرتها، وكلُّ حرفٍ يكاد أن يتحطّم قبل أن يكتمل، لدرجةٍ خُيِّلَ إليَّ أنها…