توثيق للحركة الثقافية الليبية في كتاب جديد

تقرير: فراس حج محمد| فلسطين
 
صدر مؤخرا عن دار السراج للنشر والتوزيع في مدينة طرابلس الليبية، كتاب “جسور- أسئلة عن الأدب الليبي”، وهو الكتاب الثاني للصحفي والكاتب الليبي عبد السلام الفقهي، وصمم غلافه الفنان التشكيلي محمد الخروبي، ويقع في (230) صفحة من القطع المتوسط.
وتمثل مادة الكتاب كما جاء على الغلاف الأخير “تذكرة صعود إلى فضاءات تجمع بين صناع النصوص والأفكار التي شكلت نتاجهم. حيث نحلق في عوالم مختلفة التكوين، لكنها تشترك في الروح، وهي بالتأكيد روح الكتابة”.
يُعتبر الكتاب بمثابة توثيق لجزء من تاريخ المشهد الثقافي الليبي، حيث يضم مجموعة من الحوارات واللقاءات مع شخصيات ليبية فاعلة في مجالات أدبية متنوعة، منهم: الكاتب يوسف الشريف، والدكتور عبد الله مليطان، والشاعر مفتاح العماري، والناقدين عبد الحكيم المالكي والدكتور حسن الأشلم، والمترجمون: فرج الترهوني، عبد السلام الغرياني، محمد الدويب. ويُركز الكتاب على إبراز جوانب من تاريخ المشهد الثقافي الليبي من خلال حوارات مع هؤلاء المبدعين كل في مجاله، في الراوية والقصة والشعر والمسرحية والتوثيق والترجمة والنقد.
يسعى الكتاب إلى توثيق جزء من تاريخ المشهد الثقافي الليبي المعاصر، من خلال تسجيل شهادات وتجارب المبدعين الليبيين، ويُعرّف بالعديد منهم في مختلف المجالات الأدبية، ويُسلّط الضوء على منجزاتهم وإسهاماتهم، ولا يقتصر الكتاب على عرض التجارب، بل يطرح أيضاً أسئلة حول واقع الأدب الليبي وتحدياته وتطوره. كما يُساهم الكتاب في بناء جسور التواصل بين الأجيال المختلفة من المبدعين الليبيين، وبين الأدب الليبي والجمهور.
 يعدّ الكتاب وثيقة مهمة تسجل جزءا من تاريخ الأدب الليبي المعاصر، ومصدرا قيّما للباحثين والمهتمين بالأدب الليبي والدراسات الثقافية، يحافظ على ذاكرة المشهد الثقافي، ويُساهم في إبراز الهوية الثقافية الليبية، من خلال التعريف بمبدعيها ومنجزاتهم، كما أنه يُشجع الكتاب على الحوار والنقاش حول قضايا الأدب والثقافة في ليبيا.
ومن الجدير بالذكر أن المؤلف كاتب وصحفي مقيم في مدينة طرابلس، وسبق أن نشرت له دار السراج نفسها العام الماضي (2024) كتاب بعنوان: “المرآة والصورة- هوامش من ذاكرة النص الليبي”، والكتاب متوفر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الحالية الدورة (56)، في جناح اتحاد الناشرين الليبيين.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

هند زيتوني| شاعرة سوريّة

هبًّ البحرُ،
ينثرُ ملحه كتعويذة تطهّر جراح المدينة،
يغسلُها من الحزن،
ويسقيها من نبع الحياة قطرة أمل.
خرج الموتى،
يتمايلون في حلبة الريح،
يلقون النشيد المقدّس
على حقولٍ أثقلها التعب.
خرج الرسّامُ من المجزرة،
بيدٍ مقطوعة
ولوحاتٍ معفّرة برصاصٍ آثم،
وأحمرٍ خجول.
من يُعيد للألوان زهوها؟
غزةُ،
أيّتها المدينة العالقة
بين فكّي (الميركافا)
وعويل الطائرات،
كيف تحيا الذاكرةُ
حين يُشفق علينا النسيان؟
هناك،
كان الزمنُ يجلدُ نفسه،
والأشرارُ يحملون
صخرة سيزيف
من القاع إلى القمّة،
لتسقطَ…

إبراهيم محمود

في سجل محكوميتي وأنا على قيد الحياة، كما أنا الآن، أعني ” في قيد الحياة بدقة أكثر” سلسلة من الجرائم، أنا طريدها ليل نهار، منها:
محكومٌ بسفك دماء مائة قصيدة وقصيدة عن الصباح، لأن كل صباح فيها شهد ارتكاب أكثر من مذبحة حياتية بحق أطفال قيّض لهم أن يصبحوا نوابغ مجتمعاتهم
محكوم من أطفال لا أكثر…

بدرية دورسن

وَلِيدَاتُ القَهْرِ وَالْخُبْزِ المُسَافِرِ بَيْنَ
خُطُوطِ الطُّولِ وَالْعَرْضِ
بَيْنَ حُمْرَةِ الْخَجَلِ عَلَى وَجَنَتَيِ الْوَرْدِ
بَيْنَ الْخُضْرَةِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا عُنْوَانٌ
وَلِيدَاتُ الشَّوْقِ وَالتَّشَتُّتِ
الَّتِي لَيْسَ لَهَا عِناقٌ
وَالحَلُّ
وَالحَلُّ بَيْنَهُمَا دَرْبٌ مِنَ الوَهْمِ وَالسَّرَابِ
فَكُلُّ مَا يُقَالُ كَلِمَاتٌ
كَلِمَاتٌ لَا شَيْءَ سِوَى كَلِمَاتٍ
كَلِمَاتٌ تَسْبَحُ لِلْهُرُوبِ مِنْ أَنْغَامِ الْأَحْزَانِ
كُلُّ شَيْءٍ تَشَابَهَتْ كُلُّ شَيْءٍ
فِي ذُرْوَةِ الْحَيَاةِ فِي قِمَّةِ الْمَوْتِ
وَلِيدَاتُ التَّمَزُّقِ فِي الْهَوَى
التَّنَهُّدَاتِ فِي التَّأَمُّلِ
وَكَأَنَّنَا خُلِقْنَا…

ابراهيم البليهي

من حرارة التساؤل ومن عمق الاستشكال ومن استصحاب الشك ومن ديمومة الرغبة العارمة في الادراك والمعرفة والفهم نبع التفكير الفلسفي الخلاق لذلك فإن التفكير الفلسفي يستحيل أن يُعَلَّم فحين يجري تعليم الفلسفة فيجب أن لا نتوقع تخريج فلاسفة ……
الفلسفة حتى في منشئها في اليونان لم تتحول إلى ثقافة عامة للمجتمع وإنما كانت نشاطًا فكريا فرديا…