توقيع ديوان “خلخال الكلام” للشاعر حفيظ عبدالرحمن في إيسن بحضور جماهيري واسع

بدعوة من لجنة الأنشطة في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا، وممثلية اتحاد كتاب كردستان سوريا، أقيم يوم التاسع من آذار في قاعة كاريتاس بمدينة إيسن الألمانية حفل توقيع المجموعة الشعرية الأولى للشاعر حفيظ عبدالرحمن، التي جاءت تحت عنوان “خلخال الكلام”، بحضور جماهيري كبير من الكتاب والمثقفين ومحبي الشعر.

أدار الندوة الكاتب علوان شفان، الذي قدم رؤية حول مسيرة الشاعر وأدار حوارًا معمقًا حول تجربته الإبداعية، فيما قدم الناقد مروان مصطفى قراءة نقدية للديوان، متناولًا أسلوب عبدالرحمن الشعري، لغته الغنية، وصوره المؤثرة. وخلال الأمسية، قرأ الشاعر قصيدتين من مجموعته، وسط تفاعل الحضور الذين استمتعوا بملامح تجربته المتفردة في المشهد الشعري الكردي.

حفيظ عبدالرحمن، أحد أبرز شعراء جيل الثمانينات في سوريا، تميز بكتابته للشعر الحديث، وهو أيضًا أحد أعضاء أسرة تحرير مجلة “آسو” التي صدرت في التسعينات، حيث ساهم مع زملائه في طباعة عشرات الكتب الكردية، من بينها قاموس علي سيدو كوراني، في الوقت الذي لم يتمكن فيه من طباعة كتبه الخاصة.

لم تقتصر مسيرته على الإبداع الأدبي، بل كان من أوائل مدرسي اللغة الكردية منذ التسعينات، ما جعله عرضة للملاحقة الأمنية. ففي آذار 2010، اعتُقل بسبب عمله في مجال حقوق الإنسان وتدريس اللغة الكردية، حيث صادر الأمن السوري جميع مخطوطاته، حاسوبه، فيديوهات عائلية، إلى جانب ترجماته ومجموعاته الشعرية والقصصية غير المطبوعة، مما شكّل خسارة ثقافية كبيرة.

ورغم هذه المحن، ظل حفيظ عبدالرحمن شاعرًا مؤثرًا بلغته العميقة وصوره القوية، ليبقى اسمه حاضرًا في المشهد الأدبي الكردي كأحد الأصوات التي لم تكسرها القيود، فيما شهد الحفل احتفاءً واسعًا بتجربته، وسط تفاعل كبير من الحاضرين الذين أثنوا على إبداعه ومسيرته الثقافية.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…