تنكزار ماريني
تاريخ في التقويم هو أكثر بكثير من مجرد رقم – يوم اللغة الكردية يضيء مثل نجم في ظلام النسيان. إنه رمز قوي للمقاومة الثقافية، وهو تذكير صامت بأهوال القمع الذي عانى منه الكرد لقرون. إنه يحتفي بالأوجه المتعددة للهوية المنسوجة معاً مثل نسيج ملون.
كانت هناك أوقات في تاريخ الكرد عندما تم خنق صوتهم، خاصة بعد الأسلمة، عندما تم حظر كل ما هو غير عربي من الحياة الاجتماعية. وفي خضم هذا الحداد على حظر لغتهم وثقافتهم، يأتي يوم اللغة الكردية كتشجيع ودعوة لتكريم حقوق جميع الكرد.
تتألق اللغة الكردية، وهي جوهرة في عائلة اللغات الهندو-أوروبية، بلهجاتها المتعددة – من الكرمانجي إلى الصوراني والزازاكي – وهي في قلب الهوية الكردية. إلا أن ازدهارها غالبًا ما كان محاطًا بالعواصف السياسية والاضطرابات الاجتماعية في التاريخ الحديث، والتي مزقت الكرد إلى أمم مختلفة وقسمت أماكن معيشتهم.
في المناطق التي يعيش فيها الكرد، لا سيما في تركيا وإيران والعراق وسوريا، غالبًا ما كانت اللغة الكردية هدفًا للقمع الممنهج. فقد أُغلقت المدارس وأُسكتت وسائل الإعلام ولم يعد مسموحًا للأصوات الكردية أن تُسمع. أدى ذلك إلى خلق انقسام: أدت محاولة القضاء على الهوية الكردية إلى مزيد من الاغتراب المؤلم.
كان 15 مايو 1932 شعاع نور في هذه الظلمة. في هذا اليوم، قام جلادت بدرخان بثورة عقلية بإدخال الحرف اللاتيني للغة الكردية. وهي خطوة جريئة لم تسهّل الوصول إلى الكتابة فحسب، بل أطلقت موجة أدبية أغنت الحياة الثقافية للكرد. ومع ذلك، فقد اتسم هذا التقدم بالتوترات، حيث تصادمت اللهجات وأساليب الكتابة المختلفة مما جعل الطريق إلى الوحدة أكثر صعوبة.
ولكن يبقى هذا اليوم راسخًا في قلب المجتمع الكردي، ورمزًا للامتنان لكل من ناضل من أجل لغتهم وتراثهم. إنه يوم للذكرى، حيث يمكن للكرد أن ينظروا إلى تاريخهم بفخر واعتزاز، وفي الوقت نفسه يدافعون عن حقوقهم وحرياتهم. تتكشف الفعاليات والأنشطة لتعريف الشباب بأهمية اللغة الكردية وجمالها، فهي النور الذي يضيء دروب المستقبل.
لا يزال النضال من أجل الاعتراف باللغة الكردية والحفاظ عليها ملحًا أكثر من أي وقت مضى. فالحركات السياسية والمبادرات الاجتماعية ترفع صوتها وتدافع عن حقوق الكرد، فالحفاظ على التراث الثقافي أصبح شريان حياة للأجيال القادمة.
وبالتالي، فإن يوم اللغة الكردية ليس مجرد احتفال بالكلمات، بل هو احتفال بالجهود الدؤوبة التي يبذلها الشعب الكردي. والتزامهم القوي بهويتهم وثقافتهم التي لا تزال حية رغم عقود من الاضطهاد. في هذا اليوم، يتم تكريم اللغة الكردية، وتذكرنا روح الكرد، التي يوم اللغة الكردية: رمز مضيء للمقاومة الثقافية
في قلب التاريخ، يومٌ يتجلى كصفحة من أستنار، كنجمة ساطعة في سماء الذاكرة، إنه يوم اللغة الكردية، احتفالٌ يتجاوز الأرقام وكلمات الزمن، ليكون رمزًا فريدًا لفعل المقاومة الثقافية على مر العصور. يكتب في سجلات الأيام ليكون دليلًا على ثَبات شعبٍ أُقصي صوته تحت وطأة الظلم والقمع لعقود طويلة.
تاريخ الكرد ملون، ممتزجٌ بين الظلمات والنور، حيث كانت هناك أوقاتٌ أُسكت فيها أصواتهم تمامًا، خاصةً بعد أن حُرمت هويتهم من الوجود. عندما حُظر، تبقى اللغة الكردية صرخة صامتة في أفئدة أبناء الشعب، وفي خضم هذا الحزن المعتم، يطل علينا يوم اللغة الكردية بمنزلة شعلة تُضيء الطريق، تطالب بانتزاع الحقوق الفكرية والثقافية لكل كردي.
اللغة الكردية، نجمةٌ في عائلة اللغات الهندو-أوروبية، تتلألأ بلهجاتها المتعددة التي تعبر عن تعددية الهُوِيَّة، من الكرمانجية إلى السورانية والزازاكية، جميعها تتداخل كخيوط نسيجٍ غني. لكن هذه اللغة، جوهر الهُوِيَّة الكردية، شهدت محاولات عدة لطمس جمالها ووجودها، حين أمطرها تاريخٌ من الصراعات السياسية والاضطرابات الاجتماعية، التي شتّت شمل الكرد ومزّقت أوطانهم.
وفي الأقاليم التي يحتضنها هذا الشعب، وخصوصًا في تركيا وإيران والعراق وسوريا، كانت الكلمة الحلوة للغة الكردية هدفًا للاحتقار. أُغلقت المدارس وكُرسٍ إعلامٌ صامت، حتى تم حجب الصوت الكردي عن السمع. لقد عاش الشعب في كابوسٍ من النسيان، حيث كانت محاولة تذويب الهوية الكردية والمساس بلغتهم سببًا لتفاقم الاغتراب وازدياد الجراح.
ولكن في 15 مايو 1932، وكأنه شعاع من أمل يتسلل إلى عتمة الحياة، أطلق جيلاديت بديرخان ثورةً جديدة، خطَّ بيده الحرف اللاتيني ليكون أداةً نضالية للغة الكردية، تلك الخطوة الشجاعة لم تكن مجرد بادرة لتحسين الكتابة، بل أطلقت فيضًا أدبيًا جدد الحياة الثقافية للكرد. ولذا، على الرغم من الصراعات والتوترات التي واجهها هذا التحول، إذ تصارعت اللهجات واللغات في تجاذبٍ صعب، إلا أن هذا اليوم صار خرمًا مشعًا للذكريات والفخر.
في سياق هذه الأحداث، يبقى يوم اللغة الكردية عالقًا في نبض القلوب، كنجمة تجسد شكرا لكرد لأولئك الذين قدموا أرواحهم فداءً للكلمة والهوية. إنه يوم للجميع، حيث يتجلى في المجتمعات الكردية جو من الاحتفاء والاعتزاز بماضيهم، واستمرار نضالهم من أجل الحريات والحقوق. تتفتح الفعاليات، تُعقد الأنشطة، تجتمع القلوب لتعليم الجيل الجديد جمال اللغة الكردية، ذلك الأجمل في مقاصد الأمل.
وفي سبيل استمرار هذا النضال، تتصاعد الأصوات الحية من الحركات السياسية والمبادرات الاجتماعية، تُبقى على لغة الفخر حية في قلوب الأجيال. حيث يُعتبر حماية التراث الثقافي عمود فقري للأجيال القادمة.
ومن هذا المنطلق، يبقى اليوم رمزًا للسعي الدؤوب، ليس مجرد احتفال بالألفاظ، بل احتفال بجهود وتضحيات الشعب الكردي. إنه تأكيدٌ لمكانتهم في التاريخ، وهوية تعكس التحدي والوحدة رغم السنين العجاف. في هذا اليوم، تُكرم اللغة الكردية، وتُستَحضَر روح الكرد، المنبعثة بلا ملل وكأنها نجم يمضي نحو السماء، حاملًا رايات الثقافة واللغة كوسائل للحرية والحفاظ على الهوية.
وعليه، تظل الأيدي المرفوعة، تزرع الأمل والتجديد، جاعلة من اللغة الكردية عرشًا للكرامة والحرية، وموطنًا للذكريات التي لا تُنسى. وبذلك، تستمر المسيرة، محروسةً بأصوات وقلوب الكرد، الذين لن يُكسروا أو يُنسوا.