فرحان مرعي
قرأت الرواية، استمتعت بقراءتها، عبر كاتبها بدقة عن مكنونات نفسه، كشخص شرقي ومهاجر. إنه في الواقع صراع بين ثقافتين مختلفتين، واقع أوروبي، هنا ألمانيا، يتسيد فيها الكلاب عرش العائلة المفقودة، حيث تأتي الكلاب في الدرجة الثالثة بعد الأطفال والمرأة من حيث الرعاية والأهمية، بشكل مختلف عن نظرة الشرقيين الذين يعتبرون حتى لمس الكلاب من النجاسة، ولا تتطهر منها إلا بالماء والتراب.
ويخشى الكاتب من الاندماج من طرف واحد. الالتزام بالقانون شيء، والاندماج الكلي شيء آخر، أو ما يشبه الانصهار، وهذا مرفوض كما يرى الكاتب، حيث لا بد من الحفاظ على ثقافات المجتمعات المهاجرة ولغاتها مع الالتزام بقوانين الدولة المضيفة.
تنتهي الرواية من خلال علاقة حميمية لبطل الرواية مع امرأة ألمانية يتصادقان على طول الرواية. في النهاية، تذهب المرأة الألمانية بشكل مفاجئ إلى المشفى وتموت كلبها حزنا عليها، ويتهم آلان نقشبندي، بطل الرواية، ويستدعى إلى المحكمة أكثر من مرة، كمتهم، على خلفية مخطوطات من عهد هتلر يطلعون عليها – بطل الرواية والمرأة الألمانية – في جلساتهم الحميمية.