صدور ترجمة  كتاب ” علم الأخلاق ومأساة الكينونة ” لإيمانويل ليفيناس، لكل من عزيز توما وإبراهيم محمود

عن دار الحوار ” اللاذقية ” صدركتاب ” علم الأخلاق ومأساة الكينونة ” لعام ” 2025″ للفيلسوف إيمانويل ليفيناس” 1906-1995 “، عن الفرنسية، بترجمة كل من الباحثين: عزيز توما وإبراهيم محمود، وفي ” 336 ” صفحة من القطع الوسط، والعنوان الأصلي للكتاب هو ” الأخلاق واللامتناهي ” عبارة عن حوارات مع الفيلسوف ليفيناس من قبل الباحث والمفكر الفرنسي ” فيليب نيمو “
يقع الكتاب في جزئين:

ما يخص ” جسم الكتاب ” وهو يخص نصه الرئيس، وهو بترجمة عزيز توما، ويشغل ثلث الكتاب، وما يخص توسيعاً لفكر الفيلسوف وتعميقاً له ، وهو عبارة عن ترجمة نصوص في هذا المجال، إضافة إلى المقدمة والتي تخص إبراهيم محمود، ويشغل ثلثي الكتاب..

 

  أما عن فهرس الكتاب فيتضمن العناوين التالية:

إيمانويل ليفيناس وشغف اللامتناهي ” تقديم “

 مقدمة لـ فيليب نيمو

1-        الكتاب المقدس والفلسفة

2-        هيدغر

3-        L'((il y a))

4-        عزلة الكينونة

5-        الحب والبنوَّة

6-        السر والحرية

7-الوجه

8-المسؤولية تجاه الآخرين

9-مجد الشهادة

10-قسوة الفلسفة وعزاء الدين

 

-إضاءات لعالم إيمانويل ليفيناس:

فيليب سفاندرا: مقدمة لفكر إيمانويل ليفيناس. الرعاية أو القلق غير القابل للاختزال من مسؤولية لانهائية

شارل ندومبي كابويا:إشكالية الآخر على أنه لامتناه ٍ في فلسفة إيمانويل ليفيناس

باك فيلو 2015 ، الجلسة الثانية (2/4): الشرح: إيمانويل ليفيناس ، “الأخلاق واللامتناهي”*

ديفيد بانون:ليفيناس ، مفكر يهودي أو يهودي من يفكر*

موريل بريانكون : معنى مشروع ليفيناس: روحانية إلحادية عالمية لنموذج جديد؟*

مايكل من سانت تشيرون: ليفيناس من منظور البيئة والنباتية ، مايكل دي سانت تشيرون

توماس دي كونينك:واجب الصداقة، كان إيمانويل ليفيناس يعارض القتل الرحيم*

جان سوكول: التواجد هناك لدى إيمانويل ليفيناس*

روجر بول رايت:لمسة ليفيناس ، أو لغز المداعبة *

إيمانويل ليفيناس ” حوار سريع “

نيكولا انتينات:الاحترام والضعف لدى ليفيناس*

كريستوبال بالبونتين غالو ” 1 “: ضد كراهية الجنس البشري ، ليفيناس وإمكانية وجود يهودية عالمية *

فيليب نيمو – فلسفة الضرائب*

ناتالي النائب مايير :”الجمهوريتان الفرنسيتان” فيليب نيمو*

مقابلة مع فيليب نيمو: حول الجمهوريتين الفرنسيتين

سيرة ذاتية للمترجمين

ويمكن أخْذ فكر عن الكتاب ومناخه الفلسفي، من خلال مقاطع وردت في المقدمة

إيمانويل ليفيناس وشغف اللامتناهي ” تقديم “

النصوص الفلسفية التي تبدي مقاومة لمن يقبِل على قراءتها، وتقلق قارئها،تشبه القلاع المحصَّنة التي يكون دخولها صعباً ومكلِفاً أيضاً على صعيد التفكير المضاعف وبذْل الجهد النفسي المركَّز. تلك ميزتها الكبرى في التعريف بها،وما أن يصبح قارئها داخلها حتى تتضح حقيقة الأمر، وقد أبصر ذلك الجمال المهيب، حيث إن الذي ينكشف له، يأتي بعد الإحاطة بمغزى نصوص كهذه في عمقها.

نعم، لكل نص قارئه أو قراؤه، والنصوص التي تعرَف بمقاومتها، إنما تفرض شروطها، من خلال لغتها الشبكية .

ليس من نص بسيط، أو أحادي الجانب، وإنما ينطوي كل نص مكتوب فلسفياً، يتشرب نسيجه الفكري على أكثر من حبْر فلسفي تليد.

هناك الرحابة، هناك العمق، وهناك الفضاء، أي جغرافية كاملة، ولها إحداثياتها اللغوية التي تنبني على علاقات تصل ما بين أمكنة وأزمنة، بين مفاهيم قديمة – جديدة، ورؤى وتصورات تعزّزها.

ونصوص الفيلسوف إيمانويل ليفيناس ” 1906-1995 “، من هذا القبيل. ففي كتابته، ثمة قارىء عنيد ما كان له أن يدشّن كهذه، لولا إقامته لعلاقاته متنوعة مع نصوص سابقة عليه، لمفكرين، أو فلاسفة كبار، ولثقافات فاعلة في محيطه، وأديان ومذاهب ومعتقدات، ليتمازج الدنيوي والأخروي، وتكون إمضاءة الكاتب وحدها في المحصّلة، كما الحال هنا، مع ليفيناس.

ثمة أصداء لثقافات تترى، لرموز فلسفة معتبَرة: كانط، هيغل، هيدغر، هوسرل، وهي أصوات تؤكد حيوية نصوصها إلى الآن، كما لو أن ليفيناس بإبراز قراءته لنصوص هؤلاء، وبتفاوت، إنما كان يرمي إلى تحقيق هدف له نجاعته، وهو جواز نطقه بالفلسفة، وإجازته في كتابة النص الفلسفي، وقد أحسن تدبير قائمة نصوص كهذه، وقد أفصح في مناقشاته لتلك، وسعيه إلى التحرر من غوية التبعية والتقليد، عن أنه يستحق أن يكون في ضوء ذلك : فيلسوفاً!

ماذا يعني أن يكون فيلسوفاً؟ يعني أن نصوصه حين تقرَأ لا يفكَّر إلا في شخصه، في حقيقة في حقيقة أمره، في جبلّته الفكرية، في الكيفية التي أقبل بها على تحرير نصوصه، وطرح أفكاره أيضاً.

ومن يتصفح المواقع الانترنتية ” في الفرنسية، كنموذج ” يتأكد له ذلك من خلال مئات العناوين التي تشير إليه، وهي تتراوح ما بين مقالات وأبحاث وكتب وتحريرها بالمقابل، وكيف أنه مارس تأثيراً في محيطه، جهة من لهم حضور فكري حينها ولاحقاً، كما هو مذكور في ثنيات سطور ضمها هذا الكتاب.

ليفيناس الشغوف باللانهاية، والمعرَّف به حريصاً على الكلية، على الوجود، إنما هو إشعار آخر، بلزوم توسيع قاعدة الكتابة، بلزوم النظر عميقاً وبعيداً، لحظة التفكير في موضوع ما، ومن ثم منحه حقه في القول والفعل، حيث يشمخ به الخيال، ويمتد به المسلك .

والأقرب، من خلال هيدغر بعموده الفقري الشهير في فكره: الدازاين، الذي يقابل الوجود خارجاً، دفعاً بالنظر إلى تجاوز زاوية رؤية الموجود، ليكون مقيماً خارج جسده الذاتي الضيق مساحة، كما هو الحال مع هوسرل، في بحثه المنطقي استناداً إلى الفينومينولوجيا، أي الظواهرية، كما لو أن هناك حواراً قاعياً وفضائياً بين كل من الدازاين الماضي بعيداً بقارئه وكاتبه، وقد أبرز في ذاته ما يتعدى ذاته اليومية والعرَضية، والظواهرية التي تراهن على الخفي وعلى العميق تجاوز القائم الحسي .

عناوين مؤلفاته تعلِمنا بذلك، من درسه الأول حول هوسرل، ومن ثم رهانهنه الكبير على الكلية واللامتناهي، وما في ذلك، من نقد واضح للتصورات الفكرية المؤدلجة وضيق أفقها واقعاً.

وليس الحديث عن الأخلاق، والحرية الصعبة، والفلسفة، والتعالي، والتركيز على الآخرية إلا هذا التفكير العنيد والطامح إلى المغاير!

والذي لا يُشَك فيه، أن هذا الكتاب/ الكتيّب الصغير: الإتيكا واللامتناهي ( وقد أردناه، بعد التوضيح/ الأخلاق واللامتناهي، وما في ذلك من إبراز البعد النظري الفلسفي فيه ) يتعزز بمثل هذه المقولات الفلسفية، بهذه المغامرية البرمائية، إن جاز التعبير، بهذا التحليق بمفهوم اللامتناهي والمتحصّل الفكري جرّاء كل ذلك.

والكتاب وهو في طابعه الحواري ربما ينشّط الذاكرة أكثر، ويحفز على المتابعة، والنظر في المسافة الفاصلة بين السؤال والجواب.

ولعل المفكر فيليب نيمو ” تولد 1949 “، لا يخفي ثراء قراءته، ليس لفكر ليفيناس، وإنما لقائمة المفكرين الذين انشغل بهم محاوره.

مفكر مع فيلسوف، حيث تنوعت أوراق المناقشة في تعددية مغذياتها: التاريخية، الاجتماعية، السياسية، الدينية، النفسية…إلخ.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…