حِوَارُ الْعِشْقِ

عِصْمَتْ شَاهِين الدُّوسكي

 

قُلْتُ لَهَا  :

خُذْي مِنَ الرُّوحِ شِغَّافَ الرُّوحِ

وَطَرِزْي وِشَّاحَ الشِّتَاءِ

وَغَطِّي الْجُرُوحَ

كُلُّ فَصْلٍ مِنْ فُصُولِ الْحَيَاةِ

تَنْمُو فِيه سَنَابِلُ الْبَوْحِ

لَا .. كَفَى … تَغْتَالِي

سَنَابِلِي الْحُبْلَّى بِثِقْلِهَا الْمَجْرُوحِ

بِعِنَادِ خَرِيفٍ يَتَذَمَرُ

يَمْنَعُ الْمَطَرَ وَالنَّوْحَ

نَعَمْ ضُمِينِي لِكُلِّ فُصُولِكِ الْجَرِيئةِ

وَأَزَيحِي سِتَاَرَ الثَّلْجِ الْمَطْرُوحِ

قَدْ يُدَفِينا وَنُدَاوي شَوْقَ الرُّوحِ

***********

قَالَتْ :

آهٍ مِنْكَ وَمِنَ النَّوَى

أَسْمَعُ صَوْتَكَ ، قَلْبِي يَهْوِى

وَالرُّوحُ تَعْشَقُ حَتَّى لَوْ كَانَ أَعْمَى

لَا تَشْكُو الضَّرَا وَالسَّرَا

أَنْتَ الْحُبُّ وَفِيكَ اكْتَوَى

مَهْمَا سَالَتِ الْعَبَرَاتِ

فَالْخْدُودُ ضَرِيحَةٌ بِمَا تَهْوَى

**************

قُلْتُ لَهَا :

غَرَامُكِ يَا مَولَاتِي

أُسْطُورَةُ حَيَاتِي

حَضَارَةٌ تَذُوْبُ فِي حَضَارَاتِي

شَوْقُّكِ لَهِيْبٌ يَحْرِقُ أَعْمَّاقِي

وَشَهْدٌ يُحَلّى صَبَاحَاتِكِ

أَمْطَارُكِ كَالُؤُلُؤِ لَامِعَةٌ

تَزْهُو فِي مِحْرَابِ كَلِمَاتِي

تَجِفُّ الرُّوحُ دُونَكِ

فَأسْتَغِيثُ مُسْرِعَاً إلَيْكِ مَوْلَاتِي

**************

قَالَتْ :

حَبِيبِي

مَا زَالَ طَيْفُكَ يَقْطَعُ سَبِيلَا

أَلْقَاكَ لَهْفَةً مِنْ وَرَاءِ سَفَرٍ مُسْتَحِيلَا

تُدَاهِمُ وَحْدَتِي حِرْمَانِي

فَلَا أَجِدُ دُونَكَ دَلِيلًا

أَيَّانَ أَنْظُرْ أَجِدْ فِيكَ الْجَمَّالَ جَمِيلًا

كُلُّ آيَاتُ أَحْلامِي نَائِيَةٌ

وَصَدْرِي يَتَنَهَّد عَلِيلًا

مَا طَيْفُكَ إلَّا نَبْضَاً مُرَتَّلًا

يُدَّاهِمُ قَلْبِي تَرْتِيلًا

***********

قُلْتُ :

يَا عَاشِقَتِي

عَبَثَكِ صَمْتَكِ تَمَرُدَك رِزْقَا

أَوْتَارُ قَلْبِي تَعْزِفُ لَحْنَ عِشْقِكِ شَغَفَاً وَرِقَا

أَرْقُصُ مُتَّرَنِحَا لَهْفَةً وَشَوْقَا

أَكْتُبُ وَالْحُرُوفُ تُبْحِّرُ مَعِي وَتَغْرَقُ غَرَقَا

أُدَاعِبُ خَيَّالَكِ كَيْفَمَا أَشَاءُ

أَهْمِسُ أُحِبُّكِ حَقًّا

يُغْرِقُنِي هَذَا الْعِشْقُ

يُبَعْثِرُنِي يُحْرِقُنِي حَرْقَا

لَا أَلُومُ عِشْقَكِ

فَقَدْ عَشِقْتُكِ قَبْلَ أَلْفِ عَامٍ عِشْقَا

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

فَلسفةُ الجَمَالِ هِيَ فَرْعٌ مِنَ الفَلسفةِ يَدْرُسُ طَبيعةَ الجَمَالِ والذَّوْقِ والفَنِّ ، في الطبيعةِ والأعمالِ البشريةِ والأنساقِ الاجتماعية، وَيُكَرِّسُ التفكيرَ النَّقْدِيَّ في البُنى الثَّقَافيةِ بِكُلِّ صُوَرِهَا في الفَنِّ، وَتَجَلِّيَاتِها في الطبيعة ، وانعكاساتِها في المُجتمع، وَيُحَلِّلُ التَّجَارِبَ الحِسِّيةَ، والبُنى العاطفية ، والتفاصيلَ الوِجْدَانِيَّة ، وَالقِيَمَ العقلانيةَ ،…

إبراهيم اليوسف

الكتابة البقاء

لم تدخل مزكين حسكو عالم الكتابة كما حال من هو عابر في نزهة عابرة، بل اندفعت إليه كمن يلقي بنفسه في محرقة يومية، عبر معركة وجودية، حيث الكلمة ليست زينة ولا ترفاً، مادامت تملك كل شروط الجمال العالي: روحاً وحضوراً، لأن الكلمة في منظورها ليست إلا فعل انتماء كامل إلى لغة أرادت أن…

أعلنت دار الخياط – واشنطن عن صدور رواية جديدة للكاتب والباحث السوري مازن عرفة بعنوان «نزوة الاحتمالات والظلال»، لتضاف إلى سلسلة أعماله الأدبية التي تجمع بين العمق الفكري والخيال الجامح، وتفتح أفقاً جديداً في السرد العربي المعاصر.

وتطرح الرواية، التي جاءت في 190 صفحة من القطع الوسط، عالماً غرائبياً، تتقاطع فيه نزوات الطغاة مع رغبات الآلهة،…

غريب ملا زلال

أحمد الصوفي ابن حمص يلخص في تجربته الفنية الخصبة مقولة ‘الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح’، وهو كثير الإنتماء إلى الضوء الذي يحافظ على الحركات الملونة ليزرع اسئلة محاطة بمحاولات إعادة نفسه من جديد.

يقول أحمد الصوفي (حمص 1969) في إحدى مقابلاته : “الفن رؤيا جمالية وبدائل لفساد الروح”، وهذا القول يكاد ينبض في…