سلمان إبراهيم الخليل
تبدلت ملامحي على دروب الرحيل
ثمة أنفاس تلهث خلف الذكريات
تركض خلف أسفار حزني المستدام
الأرصفة وحدها من تشعر بأنات جسدي
وهو يئن من لهيب المسافات
المطر الأسود ينهش في جغرافيا الروح
وهي تعزف للريح تراتيل الغربة
وأنا ألملم شظايا أحلامي بخرقة هشة
لأتوه في دهاليز المجهول
أمد نظري في الأفق البعيد
أمد يدي لمرابع الطفولة
انتظر لهفة أمي وأبي
لكن ما من أحد يصافح
لقد تاهت بي الدروب والعابرون كثر
ثمة بيوت كانت عامرة
واليوم أصبحت مهجورة
بدون حب ولا لهفة
ولا صلوات ولا حتى تراتيل فرح
ولا مناكفات
تتوالى ولائم الحنين في كل زاوية من الأمكنة
استرجع تفاصيلي وأعيد ترتيبها
يغزوني الغياب بوحشية
يستبيح الذكريات
يسرق الدفء من زوايا الروح
ورماد الشوق يكتم أنفاسي
أشم بقايا عطرك كي تعزف حواسي المنهكة
نايات الحب وترانيم العناقات البعيدة
في عتمة الغياب