أحمد جويل
طفل تاه في قلبي
يبحث عن أرجوحة
صنعت له أمه
هزّازة من أكياس الخيش القديمة…
ومصاصة حليب فارغة
مدهونة بلون الحليب
ليسكت جوعه بكذبة بيضاء.
شبل بعمر الورد
يخرج كل يوم…
حاملًا كتبه المدرسية
في كيس من النايلون
كان يجمع فيها سكاكر العيد
ويحمل بيده الأخرى
علب الكبريت…
يبيعها في الطريق
ليشتري قلم الرصاص
وربطة خبز لأمه الأرملة.
شاب في مقتبل العمر،
بدر جميل،
يترك المدارس…
بحثًا عن عمل
يُجنّبه الحاجة إلى الآخرين
ويختلس بعض النقود
من تعبه
تحسّبًا لتكوين عائلة
ولمهر الزواج.
رجل شاخ في قلبه
سنبلة قمح عاقر
شجرة التوت بأوراقها القلبية
دون حبات الثمر…
كهل محدودب الظهر
يسنده عكازه من غصن
شجرة الزيتون
يتحسّس بيديه فضاءات العمر
فيجني حفنة من الحنظل البري
في مشواره الحفيف بالمخاطر والأنين.
شاخ الطفل وما زال رضيعًا
لم يرضع من حضن الوطن
سوى الشعارات
والتجاعيد على كفّيه المقدّستين.
ترك الرحلة
وبقي بلا هوية
ولا بطاقة سفر.
مات وحيدًا،
وعلى وجنتيه عاش الحجر.
٧/٩/٢٠٢٥