(بدايات غير موفقة) مسرحية لم تكتمل

سردار محمد رشيد
 
تمهيد إجباري

يـولد الناس  أحرارا ً،لكنهم مقيدون بالأغلال في كل مكان…
ولو اعتبرت أنا نفسي من أولئك الناس..فقيودي هي أن أغامر وأتجرأ على ما أود أن اكتب…
وهنا حاولت أن أسبح في بركة حرية دون قيد أو شرط، وحاولت أن أرفع عن رأسي ذاك القيد..لكنني وبصراحة..لم أستطع مغادرة محطتي الأولى… دون سبب…ربما لأنني أحب أن أبقى مقيدا ً..
أو  ربما لأنني لم أستطع خلق شخصية تستطيع أن تستمر في ذاك الظرف الذي خلقته أنا…فسامحوني لأنني علقت في البدايات فقط…!!
ولأنن لم أنهي ما بدأته.
Serdar      

الشخصيات:
1- العم حكمت: العمر 69 سنة           (يظهر)
2-أبو هلبست: العمر 52 سنة            (يظهر)
3- السيد آدم: العمر 45 سنة            (يظهر)
4- الدكتور نجيب: العمر 43 سنة      (يظهر)
5- الأستاذ ريبر: العمر 31 سنة          (يظهر)البداية الأولى
( غرفة معيشة فيها صوفا كبيرة في الوسط وصوفا صغيرة في كل طرف ، وإلى اليسار مكتبة ضخمة بعض الشيء ، السيد آدم منهمك في إخراج الكتب من المكتبة وترتيبها…والأستاذ ريبر يتصفح جريدة وهو جالس على الصوفا الكبيرة…، تمر لحظات)
ريبر: (من مكانه وهو يمعن النظر في صفحات الجريدة)..بصراحة           …يا سيد آدم … قد فكرت مليا ً البارحة بما سنتفق عليه اليوم… (وهو يلتفت إليه)..ولست أرى،غيرك أهلا ً لهذه المهمة…
آدم: (يقع كتاب من يده ، فيلتقطه مدعيا ً الانشغال بمكتبته).. أشكرك يا أستاذ ريبر على هذه الثقة…لكن تلك المسؤولية كبيرة نوعا ً ما…!!
ريبر: (متجها ًنحوه ، متملقا ًإياه)…يا سيد آدم.. الجمال محقٌ دوما ً باستعراضه.. فكفاك تواضعا ًيا صاحبي .. فالكل يدرك تماما ً أنك الأفضل لقيادتنا نحو الأفضل.
آدم: (وقد راقه الأمر)…. أحقا ً تقول…؟؟!
ريبر: ( مساعدا ً إياه في ترتيب الكتب)… بالطبع… فمشكلتنا دوما ً هي أننا لا نوكل الأمر إلى الرجل المناسب…ولا أقصد الإهانة إلى أحد بكلامي هذا ..بالطبع أنت تفهم ما أعنيه…؟
آدم: (مفكرا ً، وهو يتوجه نحو الصوفا الصغيرة إلى اليسار)… نعم .. نعم… أفهم ما تعنيه.
ريبر: ( لاحقا ً به ليجلس بجانبه على الصوفا الكبيرة) … بماذا تفكر..؟!..لا تقل لي بأنك لم تفكر بالأمر على هذا النحو …!!..  فمن الطبيعي جدا ًأن نسعى إلى الأمام.
آدم: لا ..لا..ليس الأمر كهذا .. بل…(يقاطعه ريبر)..
ريبر: (مقاطعا ً)…بل ماذا يا سيد آدم…؟!!
آدم: (مستسلما ً)…بصراحة..
ريبر: (فاقدا ً لأعصابه )…بصراحة ماذا…؟؟؟
آدم: …. بصراحة ، كنت أفكر منذ البارحة بأبي هلبست..(متوجها ً نحو المقدمة)…أنه مناسب جدا ً لهذه المهمة..وليس لأنني أراه الأفضل وحسب..لكنه (حائرا ً) إنه الأفضل يا أخي…!(يرن جرس الباب) ..
قد وصل أحدهم … سأذهب لأفتح الباب..عن إذنك…
( يخرج من اليمين مسرعا ً).
ريبر:( ثائرا ً بهدوء )… غبي… ستبقى جبانا إلى الأبد …!!
(يدخل السيد آدم ومعه الدكتور نجيب )
نجيب: مساء الخير … يا أستاذ 00 (مصافحا ً إياه ) (جالساً )000كيف الحال 000 ألم يحضروا بعد 000؟
ريبر: مساء الخير 00 دكتور نجيب 00 أهلا بك 000
آدم : … هذا وقتهم 00 سيصلون في أية لحظة 000
نجيب : ( متوجها ًبكلامه نحو الأستاذ ريبر) : 000 ما أخبار التدريس والطلاب في هذه الأيام يا أستاذ ريبر ؟؟
ريبر: ..( جالسا ً ) أه 000 يا دكتور 000 بصراحة أنها ليست على ما يرام 000 فطلاب اليوم يركبهم الغرور 000 ويظنون أنهم ليسوا بحاجة إلى الدراسة 00ويدعون أنهم ناجحون بالفطرة 000ونحن المساكين مهرجون 000 نحمل الطباشير لنلون ذ لك اللوح الأخضر اللعين كالمجانين..!!
آدم : إنها العولمة يا صاحبي… ( ضاحكا ً) 
نجيب : هون عليك يا أستاذ ريبر 000 ( ضاحكا ً ) 000 وادعوا إلى الله أن ينجيك من الأعظم 000
ريبر : ( داعيا ً) 00 لا نسألك رد القضاء يارب 000 إنما اللطف فيه 000 ( يضحكون) 000
نجيب: ( بجدية ) بالطبع 000 أنتما تعلمان 000بأنه لا فرقا بنينا جميعا ً 000 ولا سيما أنه تجمعنا أمور كثيرة 000 وقد بتنا كعائلة واحدة 000 أليس كذلك 000؟
آدم : بالطبع يا دكتور  000 فأنتم تقضون كل وقتكم هنا 000 وكأنني زوجة الكل  000 ( يضحكون )000
ريبر : ( بشغف ) 000 أيتعلق الأمر بتصويت اليوم يا دكتور نجيب 000 ؟:
نجيب :نعم وقد رأيت 000 بأن أبا هلبست ..يستحق ، ولأكون أكثر وضوحا ً 000له كامل الحق في هذا المنصب 00 أكثر من أي شخص أخر بينا ..!!
آدم : ( مؤكدا ً) نعم الرأي يا دكتور .
نجيب : ( موجها ًبكلامه نحو الأستاذ ريبر ) 000 وأنت ماذا تقول يا أستاذ ريبر ؟
ريبر : أبا هلبست ، أبا هلبست 000 الرأي رأيكم0
نجيب: ( مستشعرا ًعدم الرضى منه) ما هذه النبرة يا أستاذ ريبر..!؟؟ (يرن الجرس)
آدم : (متوجها ً نحو اليمين ) أنا سأفتح 000
ريبر : وماذا عن والده ..؟؟؟!! يا دكتور000نحن في مرحلة حرجة كما تعلم 00 ولن نتحمل القال والقيل 00تصور أمين عام ابن عميل سابق لرجال الأمن …!!…ماذا سيكون ردنا000؟؟؟
نجيب :( برعب واضح) حسنا ً 00 حسنا ً00 قد جاوؤا 00 فيما بعد  فيما بعد.. ( يدخل العم حكمت وأبو هلبست والسيد آدم).
حكمت: السلام عليكم ..ما شاء الله..الكل هنا..!!
أبو هبلست : مساء الخير جميعا ً00
نجيب : أهلا ً بكما 00 تفضلا 00
ريبر : عليكم السلام 00 أهلا ًياعم حكمت 000 كيف الحال يا أبا هلبست ..؟
أبا هلبست : بخير 00 الحمد لله 00 دكتور نجيب كيف حالك 00وأنت يا أستاذ ريبر 00 ما أخبار الزواج.. ؟
نجيب : الحمد لله، شكرا ً أبا هلبست 0
ريبر : للضرورة أحكامها 000 والزواج قانون دنيوي 00 لا مفرمنه0
حكمت : (ضاحكا ً ) 000 هذا جزاء من لا يعمل بنصيحتي يا أستاذ ريبر 00 (يضحكون ) 00 ( يتوجب بكلامه نحو أدم ) 000 إياك أن تضعف 00 وتسلك طريقنا الشائك0
آدم : إن سألوك عن الزلازل… يوما ًفقل إنها الطبيعة ،
وإن سألوك عن الموت… يوما ًفقل إنه القدر،
وإن سألوك عن المصائب…. يوما ًفقل إنها زوجتي…( يضحكون).
حكمت : ( مداعبا ً) أرى أنك 00 ستنازع أبا هلبست في الشعر يا سيد آدم ..!!
أبوهلبست : قد أرعبتني  ياعم حكمت 00 فالتحدي الفطري الذي يملكه السيد آدم يصنع المعجزات …!!
آدم : ( بتواضع ) لقد أخجلت تواضعي يا رجل .( يضحكون)
نجيب : ( متوجها ً بكلامه نحو أباهلبست ) 000 لا أحد ينازع أبا هلبست في شعره 00 فالبارحة قرأت له قصيدة على موقعÇARPARÇA ،..بعنوان (وينتهي الحلم بصرخة ) عن نفسية الأطفال وهم يرون الكوابيس 00 ويحاولون عبثا ً تفسيرها لنا نحن الكبار 00 بالفعل كانت رائعة 00 يا أباهلبست ..!!
ريبر : ( مؤكدا ً ) 00نعم 00نعم 00قد قرأتها أنا الآخر 00وبصراحة قد ذكرتني بأيام الطفولة 000
حكمت : أيه يا دنيا000 أذكر أنّ أبا لوند رحمه الله 00كتب قصيدة له على ظهر ابنه وأحضره معه إلى إحدى الأمسيات.. لأنهم كانوا يفتشونه دوما ً قبل دخوله المدنية … واليوم تستطيعون أن تسافروا إلى أقاصي الدنيا طريق سلك الهاتف فقط …!!!
آدم : إنه الإنترنت ياعم حكمت…!!!
أبا هلبست : ( متأثرا ً ) على ظهر ابنه ياعم حكمت …!!!
بالفعل صدق من قال :
حتى لو جرت الرياح بما لا تشتهي السفن فالسارية أبدا ً لن تغرق.
حكمت : صدقت يا بني …صدقت..
نجيب : (مداعبا ً) حسنا ً… ما رأيكم لوننتقل إلى موضوع الأكل يا جماعة 000 بصراحة لم أغادر العيادة منذ الصباح .
ريبر : ( مداعبا ً ) أنت رجل المواقف الصعبة يا دكتور … إنك تنفذنا في اللحظات الحاسمة .
نجيب : (منتبها ً) إنه دورك يا أبا هلبست …أليس كذلك ..يا سيد آدم..؟؟
آدم : نعم إنه دوره.
أبا هلبست :(قائما ً من مكانه) أمري إلى الله ..سأعود بسرعة ..عن إذنكم ..( يخرج من اليمين ).
( تخفت الإضاءة شيئا ًفشيئا ً) البداية الثانية
( غرفة معيشة فيها صوفا كبيرة في الوسط وصوفا صغيرة في كل طرف ، وإلى اليسار مكتبة ضخمة بعض الشيء ، السيد آدم منهمك في إخراج الكتب من المكتبة وترتيبها…والدكتور نجيب يتصفح جريدة وهو جالس على الصوفا الكبيرة…، تمر لحظات)
نجيب: (من مكانه وهو يمعن النظر في صفحات الجريدة)..بصراحة…يا سيد آدم … قد فكرت مليا ً البارحة بما سنتفق عليه اليوم… (وهو يلتفت إليه)..ولست أرى،غيرك أهلا ً لهذه المهمة…
آدم: (يقع كتاب من يده ، فيلتقطه مدعيا ً الانشغال بمكتبته).. أشكرك يا دكتور نجيب على هذه الثقة…لكن تلك المسؤولية كبيرة نوعا ً ما…!!
نجيب: (متجها ًنحوه ، متملقا ًإياه)…يا سيد آدم.. الجمال محقٌ دوما ً باستعراضه.. فكفاك تواضعا ًيا صاحبي .. فالكل يدرك تماما ً أنك الأفضل لقيادتنا نحو الأفضل.
آدم: (وقد راقه الأمر)…. أحقا ً تقول…؟؟!
نجيب: ( مساعدا ً إياه في ترتيب الكتب)… بالطبع… فمشكلتنا دوما ً هي أننا لا نوكل الأمر إلى الرجل المناسب…ولا أقصد الإهانة إلى أحد بكلامي هذا ..بالطبع أنت تفهم ما أعنيه…؟
آدم: (مفكرا ً، وهو يتوجه نحو الصوفا الصغيرة إلى اليسار)… نعم .. نعم… أفهم ما تعنيه.
نجيب: ( لاحقا ً به ليجلس بجانبه على الصوفا الكبيرة) … بماذا تفكر..؟!..لا تقل لي بأنك لم تفكر بالأمر على هذا النحو …!!..  فمن الطبيعي جدا ًأن نسعى إلى الأمام.
آدم: لا ..لا..ليس الأمر كهذا .. بل…(يقاطعه نجيب)..
نجيب: (مقاطعا ً)…بل ماذا يا سيد آدم…؟!!
آدم: (مستسلما ً)…بصراحة..
نجيب: (فاقدا ً لأعصابه )…بصراحة ماذا…؟؟؟
آدم: …. بصراحة ، كنت أفكر منذ البارحة بالأستاذ ريبر..(متوجها ً نحو المقدمة)…أنه مناسب جدا ً لهذه المهمة..وليس لأنني أراه الأفضل وحسب..لكنه (حائرا ً) إنه الأفضل يا أخي…!(يرن جرس الباب) ..
قد وصل أحدهم … سأذهب لأفتح الباب..عن إذنك…
( يخرج من اليمين مسرعا ً).
نجيب:( ثائرا ً بهدوء )… غبي… ستبقى جبانا إلى الأبد …!!
(يدخل السيد آدم ومعه أبو هلبست)
أبو هلبست: مساء الخير … يا دكتور .. (مصافحا ً إياه ) (جالساً )000كيف الحال 000 ألم يحضروا بعد 000؟
نجيب : مساء الخير 00 أبوهلبست 00 أهلا بك 000
آدم : … هذا وقتهم 00 سيصلون في أية لحظة 000
أبو هلبست: ( متوجها ًبكلامه نحو الدكتور نجيب) : 000 ما أخبار المرض والدنيا في هذه الأيام يا دكتور نجيب ؟؟
نجيب: ..( جالسا ً ) أه 000 يا أبا هلبست 000 بصراحة أنها ليست على ما يرام …
آدم : وهل تريد أن يمرض الناس يا رجل..؟؟… ( ضاحكا ً) 
أبو هلبست : هون عليك يا دكتور نجيب 000 ( ضاحكا ً ) 000 وادعوا إلى الله أن ينجيك من الأعظم 000
نجيب : ( داعيا ً) 00 لا نسألك رد القضاء يا رب 000 إنما اللطف فيه 000 ( يضحكون) 000
أبو هلبست: ( بجدية ) بالطبع 000 أنتما تعلمان 000بأنه لا فرقا بنينا جميعا ً 000 ولا سيما أنه تجمعنا أمور كثيرة 000 وقد بتنا كعائلة واحدة 000 أليس كذلك 000؟
آدم : بالطبع يا أبوهلبست  000 فأنتم تقضون كل وقتكم هنا 000 وكأنني زوجة الكل  000 ( يضحكون )000
نجيب :( بشغف )أيتعلق الأمر بتصويت اليوم يا أبوهلبست 000 ؟:
أبو هلبست:نعم وقد رأيت 000 بأن الأستاذ ريبر ..يستحق ، ولأكون أكثر وضوحا ً 000له كامل الحق في هذا المنصب 00 أكثر من أي شخص أخر بينا ..!!
آدم : ( مؤكدا ً) نعم الرأي يا أبا هلبست .
أبو هلبست : ( موجها ًبكلامه نحو الدكتور نجيب ) 000 وأنت ماذا تقول يا دكتور نجيب ؟
نجيب : ريبر ، ريبر 000 الرأي رأيكم0
أبو هلبست: ( مستشعرا ًعدم الرضى منه) ما هذه النبرة يا دكتور نجيب..!؟؟ (يرن الجرس)
آدم : (متوجها ً نحو اليمين ) أنا سأفتح 000
نجيب: وماذا عن أخته ..؟؟؟!! يا دكتور000نحن في مرحلة حرجة كما تعلم 00 ولن نتحمل القال والقيل 00تصور أمين عام أخ لفتاة عاهــ…!!…ماذا سيكون ردنا000؟؟؟
أبو هلبست :( برعب واضح) حسنا ً 00 حسنا ً00 قد جاوؤا 00 فيما بعد  فيما بعد.. ( يدخل العم حكمت والأستاذ ريبر والسيد آدم).
حكمت: السلام عليكم ..ما شاء الله..الكل هنا..!!
ريبر: مساء الخير جميعا ً00
أبو هلبست : أهلا ً بكما 00 تفضلا 00
نجيب: عليكم السلام 00 أهلا يا عم حكمت ، كيف الحال يا أستاذ ريبر ..؟
ريبر : بخير 00 الحمد لله 00 دكتور نجيب كيف حالك 00وأنت يا أبا هلبست00 ما أخبارك؟
أبو هلبست: الحمد لله، شكرا ً أستاذ ريبر 0
نجيب : الحمد لله…ها نحن نعيش…
أبو هلبست : (مداعبا ً) حسنا ً…  وبعد السلام..ما رأيكم لو ننتقل إلى موضوع الأكل يا جماعة 000 بصراحة لم أغادر العيادة منذ الصباح .
نجيب : ( مداعبا ً ) أنت رجل المواقف الصعبة يا أبا هلبست … إنك تنفذنا في اللحظات الحاسمة .
أبو هلبست: (منتبها ً) ما رأيكم لو تكون هذه المرة على حساب الأستاذ ريبر …؟؟
البقية :..( يرفعون أياديهم )….
أبو هلبست :…بالإجماع….ممتاز.. ها..ماذا قلت يا أستاذ..؟؟
ريبر :(قائما ً من مكانه) أمري إلى الله ..سأعود بسرعة ..عن إذنكم ..( يخرج من اليمين ).
 
( تخفت الإضاءة شيئا ًفشيئا ً)
البداية الثالثة
( غرفة معيشة فيها صوفا كبيرة في الوسط وصوفا صغيرة في كل طرف ، وإلى اليسار مكتبة ضخمة بعض الشيء ، السيد آدم منهمك في إخراج الكتب من المكتبة وترتيبها…أبا هلبست يتصفح جريدة وهو جالس على الصوفا الكبيرة…، تمر لحظات)
أبا هلبست: (من مكانه وهو يمعن النظر في صفحات الجريدة)..بصراحة…يا سيد آدم … قد فكرت مليا ً البارحة بما سنتفق عليه اليوم… (وهو يلتفت إليه)..ولست أرى،غيرك أهلا ً لهذه المهمة…
آدم: ( يقع كتاب من يده ، فيلتقطه مدعيا ً الانشغال بمكتبته ).. أشكرك يا أبا هلبست على هذه الثقة …لكن تلك المسؤولية كبيرة نوعا ً ما…!!
أبا هلبست: (متجها ًنحوه ، متملقا ًإياه)…يا سيد آدم.. الجمال محقٌ دوما ً باستعراضه.. فكفاك تواضعا ًيا صاحبي .. فالكل يدرك تماما ً أنك الأفضل لقيادتنا نحو الأفضل.
آدم: (وقد راقه الأمر)…. أحقا ً تقول…؟؟!
أبا هلبست: ( مساعدا ً إياه في ترتيب الكتب)… بالطبع… فمشكلتنا دوما ً هي أننا لا نوكل الأمر إلى الرجل المناسب…ولا أقصد الإهانة إلى أحد بكلامي هذا ..بالطبع أنت تفهم ما أعنيه…؟
آدم: (مفكرا ً، وهو يتوجه نحو الصوفا الصغيرة إلى اليسار)… نعم .. نعم… أفهم ما تعنيه.
أبا هلبست: ( لاحقا ً به ليجلس بجانبه على الصوفا الكبيرة) … بماذا تفكر..؟!..لا تقل لي بأنك لم تفكر بالأمر على هذا النحو …!!..  فمن الطبيعي جدا ًأن نسعى إلى الأمام.
آدم: لا ..لا..ليس الأمر كهذا .. بل…(يقاطعه أبا هلبست)..
أبا هلبست: (مقاطعا ً)…بل ماذا يا سيد آدم…؟!!
آدم: (مستسلما ً)…بصراحة..
أبا هلبست: (فاقدا ً لأعصابه )…بصراحة ماذا…؟؟؟
آدم: …. بصراحة ، كنت أفكر منذ البارحة بالدكتور نجيب..(متوجها ً نحو المقدمة)…أنه مناسب جدا ً لهذه المهمة..وليس لأنني أراه الأفضل وحسب..لكنه (حائرا ً) إنه طبيب يا أخي…!(يرن جرس الباب) ..
قد وصل أحدهم … سأذهب لأفتح الباب..عن إذنك…
( يخرج من اليمين مسرعا ً).
أبا هلبست:( ثائرا ً بهدوء )… طبيب..عاقل… حكيم ..لقد مللت.!!
(يدخل السيد آدم ومعه الأستاذ ريبر)
ريبر: مساء الخير … يا أبا هلبست 00 (مصافحا ً إياه ) (جالساً )000كيف الحال 000 ألم يحضروا بعد 000؟
أبا هلبست: مساء الخير 00 أستاذ ريبر 00 أهلا بك 000
آدم : … هذا وقتهم 00 سيصلون في أية لحظة 000
ريبر: ( متوجها ًبكلامه نحو أبا هلبست) : 000 ما أخبار دكانك في هذه الأيام يا أبا هلبست ؟؟
أبا هلبست: ..( جالسا ً ) أه 000 يا أستاذ ريبر 000 بصراحة أنها ليست على ما يرام …
آدم :صدقني لا ولن يشتري منه أحد..؟؟… ( ضاحكا ً) 
ريبر : هون عليك يا أبا هلبست 000 ( ضاحكا ً ) 000 وادعوا إلى الله أن ينجيك من الأعظم 000
أبا هلبست : ( داعيا ً) 00 لا نسألك رد القضاء يارب 000 إنما اللطف فيه 000
( يضحكون) 000
ريبر: ( بجدية ) بالطبع 000 أنتما تعلمان 000بأنه لا فرقا بنينا جميعا ً 000 ولا سيما أنه تجمعنا أمور كثيرة 000 وقد بتنا كعائلة واحدة 000 أليس كذلك 000؟
آدم : بالطبع يا أستاذ ريبر 000 فأنتم تقضون كل وقتكم هنا 000 وكأنني زوجة الكل  000 ( يضحكون )000
 أبا هلبست: ( بشغف ) 000 أيتعلق الأمر بتصويت اليوم يا أستاذ ريبر 000 ؟:
ريبر:نعم وقد رأيت 000 بأن الدكتور نجيب ..يستحق ، ولأكون أكثر وضوحا ً 000له كامل الحق في هذا المنصب 00 أكثر من أي شخص أخر بينا ..!!
آدم : ( مؤكدا ً) نعم الرأي يا أستاذ ريبر .
ريبر: ( موجها ًبكلامه نحو أبا هلبست) وأنت ماذا تقول يا أبا هلبست ؟
أبا هلبست : نجيب ، نجيب 000 الرأي رأيكم0
ريبر: ( مستشعرا ًعدم الرضى منه) ما هذه النبرة يا أبا هلبست..!؟؟ (يرن الجرس)
آدم : (متوجها ً نحو اليمين ) أنا سأفتح 000
أبا هلبست: وماذا عن ساقه ..؟؟؟!! يا دكتور000نحن في مرحلة حرجة كما تعلم 00 ولن نتحمل القال والقيل 00تصور أمين عام أعرج…!!…ماذا سيقول الناس ..حزب الأعرج..؟؟؟
ريبر:( برعب واضح) حسنا ً 00 حسنا ً00 قد جاوؤا 00 فيما بعد  فيما بعد.. ( يدخل العم حكمت والدكتور نجيب والسيد آدم).
حكمت: السلام عليكم ..ما شاء الله..الكل هنا..!!
نجيب: مساء الخير جميعا ً00
ريبر : أهلا ً بكما 00 تفضلا 00
أبا هلبست: عليكم السلام 00 أهلا ًيا عم حكمت 000 كيف الحال يا دكتور نجيب ..؟
نجيب : بخير 00 الحمد لله 00 أبا هلبست كيف حالك 00وأنت يا أستاذ ريبر ما أخبارك؟
ريبر: الحمد لله، شكرا ً دكتور نجيب 0
أبا هلبست: الحمد لله.
ريبر : (مداعبا ً) حسنا ً…  وبعد السلام .. ما رأيكم لو ننتقل إلى موضوع الأكل يا جماعة 000 فزوجتي كانت في بيت أهلها…
أبا هلبست : ( مداعبا ً ) ملك تقول ذلك بخجل..نحن نعرف أي رجل أنت.. .(يضحك الكل)
ريبر: (منتبها ً) حسنا ً..ما رأيكم لو تكون هذه المرة على حساب الدكتور نجيب …؟؟
البقية :..( يرفعون أياديهم )….
ريبر :…بالإجماع….ممتاز.. ها..ماذا قلت يا دكتور..؟؟
نجيب :(قائما ً من مكانه) أمري إلى الله ..سأعود بسرعة ..عن إذنكم ..( يخرج من اليمين ).

( تخفت الإضاءة شيئا ًفشيئا ً)

 
شرح مفردات
1)والده: المرحوم شكيب..يعود إليه الفضل في حل أغلب مشاكل المنطقة..كانت له علاقات مع جميع الطائف والقوميات..وهو معروف بكردو.
2)فتاة: جيان..درست علم النفس في جامعة دمشق ..وتخرجت بمعدل 67%..أحبت جوان الطبيب..ورفضه أهلها…فهربا معا ً..وهما الآن يديران مشفى في كردستان العراق.
 
 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…