اللقاء الأخير

زاغروس خليل     

رياحُ الغربِ البكرِ

رياحُ الغربِ البكرِسكون تخدشهُ
ذرات غبار مهملٍ
في الفراغاتِ
خصلات من الشعرِ
الأسودِ
تَقسُم الهواءَ
ما بيني و بينها
لهفةُ اللقاءِ
لوعةُ الفراقِ
أرضٌ هلامٌ

تتفتتُ ذراتها
تحت وقعِ أقدام ٍ
تُسرعُ نحو الفراقِ
حياةٌ تأبى أن تعطينا المزيدَ
تُسابقنا، تُلاحقنا
محكومونَ نحنُ
بالزمنِ الضائعِ منا
أم هل نحنُ يا پيمانْ
من بعناهُ
رميناهُ في أزقةِ السماسرةِ
تجارُ البشرِ
نَكفرُ بكل أعرافهم
نبني لشمسٍ غابت عنا
ذاك اليومَ
خجلةً من عروسٍ هي پيمانْ
عروسٌ أبت ارتداءَ الأبيضِ
إلا ساعةَ تقديمِ القرابين
للوطنِ المسروقِ
ضحكاتٌ
تُسكت … تُسكت
أعيناً تتطفلُ
على من هم أَضحيةُ الغدِ
نهجرُ الأمسَ
نغادرُ اليوم َ
نتجاوزُ الغدَ
نحوَ الانعتاقِ من
آياتِ الأسرِ
طفلةُ قطرانيكْ
مرابعُ لهوكِ
هُجرتْ
يَسكنها ليلٌ ضريرٌ
هَجرهُ دفءًُ
أحلامِكِ المتكسرةُ
على دروبِ الأملِ

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

أعلنت منشورات رامينا في لندن، وبدعم كريم من أسرة الكاتب واللغوي الكردي الراحل بلال حسن (چولبر)، عن إطلاق جائزة چولبر في علوم اللغة الكردية، وهي جائزة سنوية تهدف إلى تكريم الباحثين والكتّاب المقيمين في سوريا ممن يسهمون في صون اللغة الكردية وتطويرها عبر البحوث اللغوية والمعاجم والدراسات التراثية.

وستُمنح الجائزة في20 سبتمبر من كل عام، في…

في زمنٍ تتكسر فيه الأصوات على صخور الغياب، وتضيع فيه الكلمات بين ضجيج المدن وأنين الأرواح، يطل علينا صوتٌ شعريّ استثنائي، كنسمةٍ تهبط من علياء الروح لتفتح لنا أبواب السماء. إنه ديوان “أَنْثَى عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيحِ” للشاعرة أفين بوزان، حيث تتجلى الأنوثة ككائنٍ أسطوري يطير فوق جغرافيا الألم والحنين، حاملاً رسائل الضوء، ونافخاً في رماد…

ماهين شيخاني

كان مخيم ( برده ره ش ) يرقد بين جبلين صامتين كحارسين منسيّين: أحدهما من الشمال الشرقي، يختزن صدى الرياح الباردة، والآخر من الغرب، رمليّ جاف، كأنّه جدار يفصلنا عن الموصل، عن وطنٍ تركناه يتكسّر خلفنا… قطعةً تلو أخرى.

يقع المخيم على بُعد سبعين كيلومتراً من دهوك، وثلاثين من الموصل، غير أن المسافة الفعلية بيننا…

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…