يقول المفكّر إدوارد سعيد في ختام مقاله “التمنّع والتجنّب والتعرّف” التي نشرت في مجلّة / مواقف / البيروتيّة عام 1972 م :
“إن تجنّبنا التعرّف على ذاتنا وتمنّعنا عن رؤية هويتنا وتاريخنا وشعبنا مستقبلاً سيمنح الآخرين فرصة العثور علينا وللمرّة الثانية”.
انطلاقاً من هذه المقولة ورغبةً منّي في التعرّف على ذاتي أكثر لا تجنّبها وإحياء مَنْ ينتمون إلى ذاتي /ذواتنا ، وتبصيري بهويّتي وتاريخي وشعبي لا تمنّعي عن رؤيتهم ، ولأنّ مَنْ لا ذات له لا وجود له ، ومن ينكر ذاته ينكرُه الآخرين ويقمعونه ، ومن لا يرى هويّته وتاريخه وشعبه، بالتأكيد سيُطمس أكثر من قِبل الآخرين. ولهذا كلّه أنا هنا بصدد الحديث عمّنْ ينتمون إلى ذواتنا، هويّتنا، تاريخنا، شعبنا، مَنْ همّهم همّنا، آلامهم آلامنا، وجودهم وجودنا. أبتغي أن أصل إلى الروائيّ الكرديّ العالميّ يشار كمال لأنطلق من مقالة د. محمد على الصويركي الذي عرّف فيه هوية الروائي يشار كمال معنوناً مقاله: “هموم الإنسانية واحدة” والهموم أيّاً كانت شكلها أو نوعها، فالهموم تبقى هموم مشتركة بين بني البشر .
بعد قراءتي لرواية / صفيحة / أو / التنكة / عام 1955 م الصادرة حديثاً عن دار المدى للثقافة والنشر– دمشق- والتي ترجمها إلى العربية المترجم عبد القادر عبد اللي – طبعة أولى 2006 م وبعد قراءتي مقال الكاتب الأردني د. محمد علي الصويركي الذي نشره في صحيفة / الرأي / الأردنية بتاريخ 24/11/2006 م وصدقه مع قلمه الذي كشف للقرّاء عن حقيقة وهويّة هذا الروائي الرائع، خلق لديّ حافزاً للكتابة، لأغوص في جزءٍ من عالم يشار الروائي من خلال روايته / صفيحة /.
وهنا وقبل الدخول في أجواء الرواية أودّ أن أقارن بين تعريف كلٍّ من الكاتبين، لهوية يشار كمال.
حيث عرّفه د. محمد علي الصويركي بأنّه الروائي الكردي العالمي الشهير يشار كمال، وبأنّه من الكتّاب البارزين في الساحة التركية، بينما كتب المترجم عبد القادر عبد اللي على لوحة غلاف رواية صفيحة، بأنّ يشار كمال من أبرز الكتّاب الأتراك المعاصرين، ثمّ يُضيف د. محمد علي الصويركي: ولد يشار كمال غوكجلي الذي يعتبر أكثر الكتّاب المعاصرين شهرةً في تركيّة والخارج عام 1923 في قرية سيلينيس في كردستان تركيّا من عائلة كرديّة هناك. ثم انتقل به والده إلى قرية _ حيميت _ الواقعة في منطقة كيليكيا الخصبة التي تقع بين جبال طوروس وساحل البحر المتوسط ،ومنهم من يقول بأنه ولِد في هذه القرية، فحين ولد يشار لم يكن عدد سكان القرية يتجاوز الستين عائلة، جميعهم من البدو التركمان الذين هاجروا إليها من آسيا الوسطى، أو بلاد الرافدين سنة 1865 م وهكذا لم يولد يشار في بلاد كردية كما يشيع الظن، لأن أباه وأمّه فرّا من الأناضول الشرقية بعد احتلال الجيش الروسي لبحيرة وان، واستغرقا سنة ونصف السنة قبل أن يصلا إلى هذه القرية التي ولد فيها، والتي عُرفت باسم آخر فيما بعد وهو / شوكُروفا / كذلك لم يكن أحد في القرية ينطق بالكردية سوى أسرة يشار .
بينما يقول المترجم عبد القادر عبد اللي بأن يشار كمال من مواليد 1922 م قرية / حميدة _ ناحية عثمانية _ محافظة أضنة / واسمه الحقيقي كمال صادق غوجلي .
وهنا نلاحظ الفرق ونلاحظ التخبّط…!!!
ونعود هنا لندخل في عالم رواية صفيحة / التنكة.
في رأيي لو كان اسم الرواية / التنكة / لكان أقرب إلى ذهن القارئ من / صفيحة / التي تبدو لأوّل وهلةٍ وكأنّها صُّحَيفَة : إناءٌ يُشبع الرّجل الواحد ، وصَّحِيفَة : ما يكتب فيه من ورقٍ ونحوه ويطلق على المكتوب فيها، أو صفيحة، التي تدلّ في معناها العامّيّ على تلك الوجبة السريعة. والتَّنَك: صفائح من حديدٍ رقيق مُعالجٍ بالقصدير.
ترك يشار كمال الدراسة في الصف الثالث الإعدادي، عمل في أربعين مهنة منها، عامل بناء، ناطور ماء في مزارع الأرز في منطقة شوكُروفا إلى جانب الكتابة وغيرها من الأعمال، إلا أنّه في كلّ مهنةٍ عمل فيها اكتسب شخصيةً كلّ واحدةٍ منها هي عالم بأسره، تختلف وتأتلف، تتقابل وتتناقض، لِتُكوِّن فيما بعد شخصيّة روائيٍّ عالميٍّ شهير أشبه بحصنٍ منيعٍ مُدافعٍ بقلمه عن كلّ إنسان مقهور مظلوم .
المحاولات الأولى له كانت في كتابة الشعر حوالي عام 1939 م وأوّل رواياته /محمد الناحل/ ترجمت إلى العربية ، وبعدها صفيحة.
حوّل رواية / صفيحة / إلى مسرحية، وحاز على جائزة / إلهان اسكندر / عنها عام 1966 م، رواياته فاقت العشرين وترجم له إلى أكثر من ثلاثين لغة، حصل على العديد من الجوائز التركية والعالمية، وكان مرشحاً في أوائل الثمانينات لجائزة نوبل في الآداب. وحجبت عنه إلى الآن…!!!
تمتاز روايته بوصف وعرض العلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع التركي الحديث، والكشف عن المشكلات الدائرة في الأوساط الريفية والمدنيّة التي هي مزيج من التقليد والتطوير.
وإن كانت كتاباته باللغة التركيّة وليس بلغته الكرديّة، فهذا لا يعني بأن هناك عائقاً وحاجزاً بينه وبين آلام وهموم شعبه، الذي يتوق إلى الحريّة، بل على العكس عالمه الروائي منسوج من هموم وآلام شعبه، آمال وأماني شعبه، هذا ما يجعلنا ويجعل كل من يتوق إلى الحريّة على وجه البسيطة أن يغوص في عالم يشار كمال لتتوحّد هناك رايات الحريّة .
يعرض الكاتب في رواية / صفيحة / المعاناة والمأساة التي تتعرض لها قرية / صاظلي درّة / من قِبل الآغاوات والإقطاعيّين .
قرية صاظلي درّة تقع في منطقة شوكُروفا ذات الطبيعة الجميلة، والتي قضا فيها يشار كمال طفولته وشبابه، أغلب قاطني القرية من الأكراد، وهم من طبقة الفلاحين الفقراء، حيث يعيش فلاحو القرية مع حيواناتهم، يأكلون البرغل بدون زيت، وفي الربيع يغلون الأعشاب ويأكلونها، بيوتهم من القش فوق مستنقع من المياه الراكدة التي تحيط بالقرية من الأطراف الأربعة باعثة الروائح الكريهة والبعوض، والتي بدورها تنقل الملاريا، فيموت جرّاء ذلك آلاف الأشخاص سنويّاً .
ما هذا القدر العجيب حتّى الطبيعة تبدي غضبها على هؤلاء المساكين، وترسل إليهم هذا الوباء ؟!
هل عجزت الطبيعة عن أن تستلطف وترأف لحالهم قليلاً ؟
هل عجزت فرضخت لمشيئة هؤلاء الطغاة مصّاصي الدماء ؟
هذا الجوع والقهر والظلم الذي يعاني منه أهالي قرية صاظلي درّة نتيجة فتح المياه طيلة أشهر السنة من قبل الإقطاعيّين والآغاوات، الذين يتحكّمون بمصير هؤلاء المساكين ليرووا أكبر مساحة ممكنة من الرز المزروع متجاوزين بذلك الحد المسموح لهم والمرخّص من قبل القائممقامية في البلدة، ويبقى حال أهالي القرية هكذا، يعيشون صراعاً دائماً بين الفقر والملا ريا لا حول لهم ولا قوّة، بينما الآغاوات لا همّ لهم سوى جمع أكثر ما يمكن من الأرباح .
هذا الأمر ليس غريباً في مجتمعٍ ساده الظلم والاستغلال طوال عقود قد خلت ولا زال هذا الحال بارزاً في الساحة التركيّة وضمن المجتمع الأتاتوركي، حيث الاضطهاد والتطهير العرقي ونفي الآخر من الوجود بشتّى الوسائل،ويبقى في الميدان الإقطاع بكل أشكاله مدعوماً ومسنوداً من الحكومات الأتاتوركيّة المتتالية والمتماهية والمطبوعة والمجبولة جَبْلاً كماليّاً وعصمتيّاً، هذه الأجواء المأساويّة والمعاناة الطويلة، والتي عايشها يشار كمال طوال سنين كثيرة حرّكت في نفسه كل معاني القهر والإذلال والخنوع، فأفرغها بدوره في الصفحات البيضاء لتصبح سوداء كتلك الأيّام التي عاشها ويعيشها في ظل استبداد وإذلال وهضم لكل نوع من أنواع الحقوق التي يتوق إلى تحصيلها كل إنسان / الإنسان الكردي على وجه الخصوص / .
تلك الصفحات التي اسودّت لا بدّ أن تستيقظ يوماً ما، ناقمةً متمرّدةً تعصف في وجه كل عتيدٍ جبّارٍ يريد أن يطفئ نور الشمس بيده، وأنّى له ذلك ؟ لتتجلّى بعد ذلك أنوار الحريّة محتضنةً كلّ توّاقٍ إليها .
نعود إلى قرية صاظلي درّة حيث لا يوجد في البلدة قائممقام منذ ثلاثة أشهر، ويقوم كاتب الديوان رسول أفندي بالوكالة، وقد حان وقت التراخيص لزراعة الأرز، ورسول أفندي رجل خواف ولا يريد أن يدسّ نفسه في أمور التراخيص ويعلق مع هؤلاء الآغاوات الإقطاعيّين عديمي الشرف، إلى أن يحين مجيء القائممقام الجديد إلى البلدة فكرت إرمقلي.
القائمقام شاب في مقتبل العمر وهو عديم الخبرة بأمور زراعة الأرز، فيستغل هؤلاء الآغاوات عدم خبرته، فتمنح الرّخص ويوقع القائمقام على تلك التراخيص دون أن يفهم شيئاً، ويدّعي الآغاوات بأنهم حريصون على ثروة الوطن والمواطنين، وبأن محصولهم يشكل أساساً من اقتصاد الوطن، أيّ وطن هذا..؟ ووطن مَنْ ؟ هل هذا الوطن لكل المواطنين ؟ هل المواطنون متساوون في هذا الوطن ؟ هل يحق لهم أن يتساووا أصلاً ؟ هل خيرات هذا الوطن تعود لكل المواطنين ؟ هل هناك حقوق في هذا الوطن ؟ الحقوق التي أصبحت تحتفظ بحقّها بأن تبقى في الصفحات مرسومة، وتنطق وتقول: أنا اسمي حقوق لا أحد يتساوى عندي في هذا الوطن، دعوني، لا تمسّوني، لا تحرّكوني، لا تزعزعوا عليّ سكوني، فلم يبقَ لي سوى حق واحد، هو أن أبقى على الصفحات بدون حق.. !
هذه المآسي هيّجت أهالي القرية المسحوقين من قِبل هؤلاء الإقطاعيّين، الإقطاع الذي يهدد بشكل مستمر، الإقطاع الذي يسدّ أفواه المسؤولين بالرشاوى بينما أهالي القرية الفقراء لا يملكون قوتهم اليومي، فكيف بهم الوقوف في وجه الحكومة والإقطاع، إلاّ أنّ هذا الوضع المأساوي خلق تمرّداً في القرية، فينهض محمد علي الكردي والمرأة / زينو/ في وجه هؤلاء عديمي الشرف والضمير، هؤلاء الآغاوات الإقطاع، ليمنعوا تمديد استغلالهم أكثر من ذلك .
محمد علي الكردي الذي كان مطارداً في الجبال حتّى عام 1933 م، وقد استفاد من العفو العام الصادر بمناسبة ذكرى تأسيس الجمهوريّة الأتاتوركيّة الشوفينيّة ومرور عشر سنوات عليها، محمد علي الكردي الذي هو ملاذ وملجأ لهؤلاء المساكين، وخنّاق وصّاد لهؤلاء الدمويّين، والذي أصبح شوكةً في أعينهم .
يرى القائممقام ماذا حلّ بالقرويين المساكين جرّاء ما فعل الآغاوات الإقطاعيّين، من فتح المياه على أهالي القرية حتّى غدت القرية بحيرة، يتنبّه القائممقام ويصحى ضميره، فيعرف بأنه مخدوع وسط الآغاوات الإقطاعيّين مصاصي الدماء خبيثي النفس، وعرف بأنّه استُغِلّ من قِبلهم لعدم معرفته وعدم خبرته بأمور الزراعة، فيبادر إلى تصحيح ما صدر منه، فيقطع الماء على الزرع الذي يحوّل القرية إلى مستنقع تتجمّع فيه البعّوض والذي ينقل بدوره الملاريا إلى الأهالي، ويستخدم القائمقام الدرك لأجل حراسة الماء، الأمر الذي أزعج الآغاوات وهيّجهم فسعوا إلى طرد القائمقام من البلدة، فيذهب مرتضى آغا إلى وزير الداخلية للإيقاع بالقائمقام، فيقدّم تقريره المحرّف للوزير والذي بدوره اتّخذ الإجراء اللازم ونقل القائممقام .
فيودّع القائمقام بقرع الصفائح، مئة وخمسون تنكة، هذه هي العادة عند توديع الآمرين، حيث يتجمّع أطفال كثر فيقرعون بكل قوّتهم على الصفائح، ليكون هذا القرع هو لحن الوداع .
طرد ثلاثة وأربعون قائممقام من البلدة في مدّة خمس وثلاثين سنة.. (أي بمعدّل قائممقام وربع كل سنة تقريباً) .
يشار كمال في هذه الرواية وفي جميع رواياته ينطلق من واقعه الأليم ومجتمعه القروي الذي تتجسّد فيه كل تلك الصور، يتوق دائماً إلى نيل الحريّة لجميع الشعوب المضطهدة ورفع الظلم عنهم، همّه همّ شعبه الكردي المحروم من أبسط حقوقه، يتألم بألم شعبه الراسخ الطالب لحقّه ما دامت هناك شمس تشرق .
يمتاز أدبه بأنّه أدب رفيع المستوى وخاصّة في وصفه للطبيعة، حيث تترسم ملامح أدبه من خلال وصفه لسفوح جبال طوروس، وسهول المترامية الأطراف، ومنطقة شوكُروفا التي عاش فيها طفولته وشبابه، هذا هو يشار كمال مرهف الحس، خصب الخيال، الخيال المطبوع بجمال وروعة جبال طوروس .
ترد الكثير من الجمل بروح كرديّة وبمعاني كرديّة، أي أن القارئ الكردي يحضره المعنى في كل كلمة فور قراءته، فطبيعي أن تكون كتاباته بروح كرديّة وبقلم كردي الروح .
الكاتب متابع دائماً لكل المتغيّرات والمتحوّلات التي حصلت مذ أبصرت عيناه النور وحتّى عصره الحالي، فهو دائماً ينقل للقارئ ويصوّر له الأحداث الحاصلة في الساحة التركية .
من المعروف بأنّ الترجمة لا تنقل لنا الصورة كاملة كما لو بقيت الكتابة بلغتها المكتوبة، ونستطيع أن نسمي الترجمة بأنها خيانة للنص، ويرجع ذلك إلى خصوصيّة وطبيعة كل لغة من حيث بناؤها وتركيبها والمعاني والألفاظ التي تحتويها، إلا أن هذا لا يمنع أن نتلمّس ونتذوّق أدب يشار الروائي، أدبه الذي يتميّز بلغة شاعريّة خاصّة ينفرد به عمّن سواه .
ونلفت الانتباه إلى بعض الأخطاء الكتابية / المطبعيّة / والتي تفقد الكلمة معناها الأصلي وتشتت ذهن القارئ ولا تؤدّي بذلك إلى الترابط بين الجملة والجملة، مثلاً:
ورود اسم القائممقام على لسان رسول أفندي بـ فكرت إرتعلي ص17 /، وورود اسمه عندما يُعرّف عن نفسه بـ فكرت إرمقلي ص22 /، كذلك ورد بأن عمر القائممقام أربع وعشرون سنة في الصفحة 31 وورد مرّة أخرى بـ ست وعشرون سنة ص39 .
هذا الخطأ لا يجوز كون القائممقام الشخصيّة المحوريّة والأساسيّة في الرواية، وكون الأحداث ضمن المكان والزمان الروائي نفسه، فإن كان هذا من الكاتب فذلك خطأ، وإن كان من المترجم فهو خطيئة، إذ كان لا بد من التثبيت على اسم وعمر محدّدين، أو توضيح سبب ذلك في الهامش .
وهنا أريد أن أوجّه بعض الأسئلة للمترجم عبد القادر عبد اللي :
عندما ترجمت رواية صفيحة من اللغة التركيّة إلى اللغة العربية، وكتبت على لوحة غلاف الرواية يشار كمال من أبرز الكتّاب الأتراك المعاصرين .
1 – هل سيقول المثقف العربي وكل الناطقين باللغة العربية بأن يشار كمال كرديّ الأصل بعد تجاهلك لأصله الحقيقي، وكون الكتاب مترجم من اللغة التركية ؟
وأرجو أن لا يُفهم من قولي هذا بأنّي أنطلق من عصبية أو تعصّب منبوذ عندي ، ولكن أقل ما يجب أن يُقال الصدق مع الذات ومع الآخر حين الحديث عنه .
2 – هل يا تُرى لا يحق حتّى للأقلام الكرديّة أن تنطق وإن كانت بغير لغتها ؟
3 – هل في تجاهل أصل الشخص تغطية على أصله، انتمائه، لغته، تاريخه، ثقافته، نطق جوارحه بكلمة حريّة ؟!
4 – أليس من المفروض أن تكتب يشار كمال من أبرز الكتّاب الكُرد المعاصرين ، وليس الأتراك وإن كتاباته باللغة التركيّة ؟
ألم يتّضح بعد لكل مَن على وجه الأرض بأن القوميّة الكرديّة غير القوميّة التركيّة وغير العربيّة وغير الفارسيّة وغير كلّ قوميّة أخرى ؟
تُرى إلى متى سيسعى /الساعون/ إلى حجب نور الشمس بأياديهم ؟ وهل ستكفي أيادي مَنْ في الأرض جميعاً لحجب هذا النور ؟ وهل يا تُرى ستكفي أيادي أكوانٍ أخرى ؟!
أختم بقول لزرادشت:
إنّ على كلّ شخص أن يسعى حتّى يتغلّب من خلال النوايا والأقوال والأفعال التي توازي تغلّب الحياة على الموت، الخير على الشر، الجميل ضدّ القبيح، والعلم على الجهل، والنور على الظلام، والعدل على الظلم .
ثمّ بعد هذا القول أحث نفسي ونفس كل من يسعى إلى كمال هذا العالم إلى الاقتداء بهذا الدعاء للزرادشتين : “اعمل كي نكون من زمرة الأشخاص الذين يساهمون في سبيل رقي وكمال هذا العالم” .