غرائب نشاط الدماغ البشري

 ابراهيم البليهي

إن غرائب نشاط الدماغ البشري تدل على هشاشة الإنسان وقابليته للعطب في أهم عضو فيه وهو دماغه الذي يعتمد عليه في أهم شيء في حياته وهو الوعي والتعقل …..
يعرف المهتمون بأن العقود الثلاثة الماضية قد شهدت اهتمامًا عظيمًا ببحوث الدماغ البشري فأمريكا قد اعتمدت مشروعًا ضخما لبحوث الدماغ وسَمَّوا العقد الأخير من القرن العشرين بعقد الدماغ ….
وأوروبا هي الأخرى تبنت مشروعًا ضخمًا لبحوث الدماغ وعلى المستوى الفردي اهتم عدد من علماء الأعصاب والأطباء النفسيين بتقديم معارف مفصلة عن العقل والدماغ في حالات الصحة وفي حالات الاضطراب وتتلقى المكتبة العالمية فيضًا من المؤلفات عن العقل والدماغ حيث يقدم العلماء معرفة علمية طازجة في هذا المجال المهم ……
ولأنني شديد الاهتمام بكل ما يُنشر عن العقل والدماغ فإني أتابع ما يستجد أولا بأول ومن آخر الكتب التي قرأتها عن الدماغ كتاب (الدماغ الليلي) لطبيب الأعصاب البريطاني الدكتور جاي لشزينر وهو كتاب حافل بأغرب النماذج عن اضطرابات الدماغ وما ينتج عنها من تصرفات في غاية الغرابة وقد أثبت الأطباء بأن أجزاء الدماغ تعمل بمعزل عن أجزاء أخرى ……
إن الكتاب زاخر بحالات كثيرة موغلة في الغرابة وكلها تؤكد هشاشة الإنسان وقابليته للعطب لكن هذه الهشاشة تقابلها إيجابيات قابلية العبقرية ومرونة الدماغ وقابلية الدماغ بأن يعيد ترميم نفسه وإصلاح ذاته ………..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

كانت الورشة ساكنة، تشبه لحظة ما قبل العاصفة.

الضوء الأصفر المنبعث من المصباح الوحيد ينساب بخجل على ملامح رجلٍ أنهكه الشغف أكثر مما أنهكته الحياة. أمامه قالب معدني ينتظر أن يُسكب فيه الحلم، وأكواب وأدوات تتناثر كأنها جنود في معركة صامتة.

مدّ يده إلى البيدون الأول، حمله على كتفه بقوة، وسكبه في القالب كمن يسكب روحه…

صدر حديثاً عن منشورات رامينا في لندن كتاب “كلّ الأشياء تخلو من الفلسفة” للكاتب والباحث العراقيّ مشهد العلّاف الذي يستعيد معنى الفلسفة في أصلها الأعمق، باعتبارها يقظةً داخل العيش، واصغاءً إلى ما يتسرّب من صمت الوجود.

في هذا الكتاب تتقدّم الفلسفة كأثرٍ للحياة أكثر مما هي تأمّل فيها، وكأنّ الكاتب يعيد تعريفها من خلال تجربته الشخصية…

غريب ملا زلال

بعد إنقطاع طويل دام عقدين من الزمن تقريباً عاد التشكيلي إبراهيم بريمو إلى الساحة الفنية، ولكن هذه المرة بلغة مغايرة تماماً.

ولعل سبب غيابه يعود إلى أمرين كما يقول في أحد أحاديثه، الأول كونه إتجه إلى التصميم الإعلاني وغرق فيه، والثاني كون الساحة التشكيلية السورية كانت ممتلئة بالكثير من اللغط الفني.

وبعد صيام دام طويلاً…

ياسر بادلي

في عمله الروائي “قلعة الملح”، يسلّط الكاتب السوري ثائر الناشف الضوء على واحدة من أعقد الإشكاليات التي تواجه اللاجئ الشرق أوسطي في أوروبا: الهوية، والاندماج، وصراع الانتماء. بأسلوب سردي يزاوج بين التوثيق والرمزية، يغوص الناشف في تفاصيل الاغتراب النفسي والوجودي للاجئ، واضعًا القارئ أمام مرآة تعكس هشاشة الإنسان في مواجهة مجتمعات جديدة بثقافات مغايرة،…