إبراهيم محمود
يشمخ عُرفُه إلى عنان السماء
يستحم في بريق ريشه
طائفاً حول ظله الصناعي
تتراقص على جانبيه النجومُ
منقاره رعّاد
كل ريشة فيه عتاد حرب
جناحاه ضفتا بحر
جسمه المتصاعد كوكب
محلّق بإيروسه
رجْلاه تشدّان مركز الأرض إليه
نحن الألى على هذه الأرض..
يرددها على مسمع من دجاجاته
لحمنا نحن الطيور الأهلية أول اتصال بالشواء
وتذوّق نكهة للحم
أول الحضارة فينا
ترفع الدجاجات مؤخراتهن المكهربة عالياً
صاعدات برغباتهن المسفوحة إلى مقام الديك
لقد جمّلنا لك حركاتنا في الهواء العاري
ينتشي الديك بسماع أصوات إناثه
يمد بجناحيه
منطلقاً بخياله الديكي
تنظر الدجاجات إلى بعضهن بعضاً زهواً
بمعطيات ديكهن المتوارث منذ فجر ما قبل التاريخ
ريشه ينقّط شهوات
تتبرك بها الدجاجات بالجملة
نهر من الريش عاصف بمكنونه
وقد فاض على سطحه
الهواء نفسه يتمسح بنقنقاتهن
الهواء الهازىء مما يحدث
وحده الديك قائم على أعلى سلم سماوي لخياله الشبقي
إلى محلات التجميل يا دجاجاتي
هيّفن خصوركن
عطَّرن مؤخراتكن
ليكون لكنّ بيض مبارك
وسلالات مباركة من الصيصان السابحات في الشهرة
مؤمّمات أنتن طوع سفاد لا يبلى
سأرث الأرض
والعرش العظيم
وأنتن نزيلات شهواتي الأبدية
التاريخ ديك في أول تصريح باسمه
الجغرافية صنعة ديك في أول مواجهة لها مع اسمها
العرش موهوب لمنقاري النافذ في المستحيل
كلْن من الحَبّ ما شئتن
اشربن من الماء
وعيونكن
ماخرات عينيّ العميقتين
لتشتهيكن رغباتي دون حساب
تتبختر دجاجات الديك في مشيهن
ساخرات من سماء ذاهلة عما ترى
تمرجِح مؤخراتها
مثبتة أذيالها عالياً بزاوية قائمة
نزولاً عند رغبات الديك المنزَّلة
الزمان عالق في الطين
عاجز عن الاهتداء إلى نفسه
الساعة خردة
والمكان استواء الخراب بكامله
اللغة انتحار الآتي