تحاول افين إبراهيم المقيمة في الولايات الأمريكية المتحدة منذ عشرين عاما، في مجموعة كتاباتها المنشورة في النت التخلي عن ذاكرتها الطفولية والتنّكر لمنبتها الأول مدينتها (القامشلي) وأصالة خيالها الأول لتدخل إلى عوالم وحيوات جديدة وغريبة عنها، وذلك عبر عجن صور الماورائيات مع الحالات الذهنية المعقدة وطحن الرؤى وتشكل الحلم من خلال طرح مفردات عصية على اللغة.
بعض من نصوص افين إبراهيم الجديدة:
حب ينكمش كالضباب
1
يغفو على حلم بارد
يحمله الموج لبحور غريقة
يغط في غيبوبة الشعر بعيدا هناكô
في زاوية الوجع
طفل يرتدي ابتسامة سريعة
يفتش عن حزنه العتيق بملل جديد ..
يلصق جسده الضئيل
بجسد أم تضارع نوماً مليئا برائحة الموتى واليتامى
تسأل عن صوت قديم
بصدى الآهات المغادرة
تصفعها زرقة فجر ملتبس
يُقوّس الحزن حاجبيها
فتزيح عن جبين الحب
أحضانها اليائسة
هناك في قلب العتمة
طفل يرتدي الابتسامة
يتمنى ويتمنىô
ليسقط على مقصلة السؤال
إجابة عرجاء؟!
تخرج من مرآة الروح
لا تملك وقتاً يتسع الدوران
2
يتلعثم الحب في شفتيك
ليتها علمتك
مضغ الحب ..
ورغم الكبرياء
ينكمش كوجه الصوف
في وهج النار
يخاف الأشباح ..
تلك المتسربة من ثقب بابٍ
في عتمة كثيفة
يناديك الأصدقاء
فتبحث عن حضن
يعلـّق عينيك أبداً
في صدى سماء باردة أكثر ارتعاشاً.
أفتح قلبك الموصد
أرتمي في أحاسيسي ِ أخرس كالسؤال.
على مقعد شاحب كفيف
لا تعنيك جغرافية العالم
ولا الشعارات الوطنية
قلب الطريق
أسأل الأموات، علـّهم يبترون
أصابع الليل المترقب
دعه ُ، يسمع نبض حرمانه
في خطوات الحصى
ليستيقظ شاباً
ينعى وطنا حرمه أمه!!
شبح طفل تعذبه الكلمة
غصة من زمن البعد الآخر
أنطقها اليوم
تلامس يدها المتشققة
شعرهُ الأبيض
ينفجر البكاء
يعزز الوشم الداكن
سؤال آخر أحمق
يخيم صمت الجواب
أحبك أمي ..
أشكرك بلادي
صنعتَ لي أما بلا حضن
تجيد هندسة العمر
في زمن لا يجيد العبور
تابع .. تنفس اختناقي فيك
هذه جسوري
وانتظر موائد الفجيعة
هناك زمني الهستيري المختبئ
تحت عشقك الهلامي
هناك كلي
دعني أُرثيني وأرثيك
تدوسني بقدميك
أغبرني
ككل سيول الكلمات العاجزة
ضفتي نجمة لزرقتك السوداء
ربما لم تكتمل سيرة هبوبي
لوطن غاب قبل التاريخ
سراب قادم يمتحن وجودي
يمتحن الغارقين في النوم
والغارقين في خرائط العتاب
دعك مني يا وطن غريباً
فأنا أكره استنساخ الجبال
في باحة البشر
لن أكون حلماً ينتظر النحر
نم هنّياً مادام قلبك ينبض فيّ
كل عام وأنت
تنكرني ولا تتذكر.
تحدق طفلاً يرتدي الابتسامة هاجساً
ثم يتبخر.
”” شاعر من سورية