شكرا لقد شربت الماء قبل قدومي إلى هنا .. – – يكمل حمو الطعام الذي سلم من هذا الذئب الذي يصول وهو جائع ,وهو ينادى ابنه .. هات الدواء
– فتح حمو علبة الدواء وهو يستحلف رمو أن يتناول منه حبتان …كما طلب منه بان لا يخذله كمرات سابقة..؟ لك ذلك يا صديقي فامسك بالدواء وتناوله حبة بعد حبة وكان حمو مشغولا في إخراج الشوكة من راحة قدميه فرجت العلبة فلم يسمع صوت خشخاشها , وقال بغضب ماذا فعلت يا مجنون وبعد دقائق امسك رمو ببطنه كبرج الدبابة وهو يصرخ أريد الخروج إلى الحمام . ولكنه كان محاصرا فافرغ ما في أمعائه على موكيت الغرفة ويكاد صوت هديره يخطف إذني حمو من هول هذه الصاعقة السديمية .
– إلحاحك هذا يا حمو قادني الى الانتحار ,ولكن لاباس الصديق في وقت الضيق ولقد برهنت لك محبتي.. نصف العلبة من اجل الدعوة للغداء اما النصف الاخر فمن اجل الدعوة لشرب الماء .. فانظر ماذا فعل تلك الحبوب اللعينة وهذه الراحة الكريهة التي يختبئ في جوفنا ولا ندري باننا جيفة اذا لم نحسن التصرف بهذا العقل النفيس .. من ثم دخل رمو في غيبوبة غائرة
ففي تلك البرهة حضر رجل داعياً نغسه بأنه من أذكياء القرية .. سأل بغرابة شديدة ما الذي جرى لرمو … أجاب حمو انه ابتلع علبة الدواء عن بكرة ابيها دفعة واحدة…
الذكي : هذه مشكلة..؟! كان يجب عليه ان يتناول الحبوب قبل أن يبدأ بأكل الطعام والمسكين تناولها بعد الطعام لذلك على المريض أن يقرأ بإمعان النشرة الموجودة في داخل علبة الدواء ليئلا يتناوله في غير اوقاته و من ثم ليدرك فائدته من مضرته ولكن تركيبة الدواء الذي تناوله رمو ربما كان الصيدلاني الذي يركب الدواء قد اخطئ في نسبة المادة المسموحة لكل كبسولة لاننا في عصر الربح السريع ولا يهمنا حالة المواطن في دفع فاتورة الوصفة الطبية ولو ذرب في شوارع العالم كله .فهذا الامر المحير في هذا الزمن المحير هو من صنع طمعنا , لذا سوف يموت هذا العالم فقيرا