لمى حوراني: تشربت الدمشقيات البصرية منذ طفولتي وشاهدت عظمة الحضارة المصرية القديمة

  سميرة عوض

 ترتحل المصممة لمى الحوراني بين مشارق الأرض ومغاربها، تحمل مدنها معها، وفي الوقت ذاته تعود محملة بمدن وأماكن اختزلتها «رسومات» وتخطيطات» في دفاترها، ووثقتها في عدسة كاميراتها، الأماكن التي تظهر جلية في «إعمالها» هي الأماكن التي اختزنتها، والتي عشقتها، ولمى لا فرق لديها بين مدينة وأخرى إلا بأيهما أكثر دهشة وجمالا.. فمن تنزانيا شدتها نساء قبيلة الماساي، ومن اليابان أدهشتها طقوس النساء المنتميات لبيئتهن الخاصة دونما انفصال عن آخر صيحات الموضة.
مع أماكن لمى حوراني التي احتفت مؤخرا بعشريتها الأولى في مجال التصميم والفن.. نرتحل.. بين شرق الأرض وغربها..
بين أحياء دمشق القديمة..

يظل المكان الأول والبئر الأولى للإبداع، ماذا علق بخيالك من مسقط رأسك، وأنت من مواليد دمشق؟.
– نعم ولدت في المزة «الفيلات الغربية»، أحد أحياء مدينة دمشق، والتي تعد أقدم مدينة مأهولة في العالم، وتمتاز بأبنيتها وأوابدها التي تعود لعدة عصور، بالإضافة إلى أماكنها الدينية من جوامع وكنائس عريقة، تعلمين أن أحياء دمشق القديمة تمتاز بأسلوب العمارة الدمشقية الشهيرة، وبطرزها المعمارية الفريدة، والمبنية على الطريقة الدمشقية القديمة، والتي تمتاز بفناء داخلي واسع، تحيطه الغرف وتتوسطه «بحرة» جميلة أو حوض ماء، يتكون البيت الدمشقي من طابق أو طابقين فيه الكثير من السمات المعمارية المميزة، حيث تطل نوافذه على الفناء الداخلي، المليء بالأشجار المثمرة، وبأحواض النباتات والأزهار، تتوسطه «البحرة» الدمشقية الشهيرة. وتحتوي دمشق القديمة الكثير من المساجد، والذي أشهرها الجامع الأموي، إضافة إلى كنائس ومدارس تاريخية ومكتبات ومقامات وأضرحة وقصور، إضافة إلى شوارعها المرصوفة بالحجارة، وحاراتها المسكونة بعبق التاريخ، ويعد «قصر العظم» من أهم الامثلة على البيت الدمشقي العريق.
أتذكر زيارتي إلى المسجد الأموي الكبير وكذلك إلى التكية السليمانية، والمتحف الوطني، حيث كنا نزور هذه الأماكن باستمرار، وخصوصاً عند حضور أصدقاء العائلة إلى دمشق.
تتميز مدينة دمشق بالصناعات الحرفية، ومنها صناعة الخزف، خصوصاً البالط الملون الذي يسمى «القيشاني»، بالزخارف الخشبية التي تسمى «العجمي»، إضافة إلى الزخرفة بتنزيل الملاط على الحجر، والتي تسمى «الأبلق»، فضلاً عن الفسيفساء الحجري المسمى «المشقّف»، وهناك صناعة ترصيع الأواني النحاسية أو زخرفتها بزخارف بارزة أو غائرة، أو مرصعة بخيوط من الذهب والفضة بأشكال هندسية ونباتية، وهناك زخرفة الأثاث الخشبي المزين بالذهب والفضة والمسمى «موزاييك». أما في مجال النسيج فقد برع الدمشقيون قديماً بصناعة السجاد الدمشقي نسيج «الدامسكو» والأقمشة الحريرية. ومن الصناعات الفنية نفخ الزجاج الذي تجمع في منطقة الشاغور، بالإضافة إلى الإبداع في الأواني الزجاجية وتزيينها. إلا أن أكثر الصناعات الفنية الدمشقية شهرة هي صناعة السيف الدمشقي، المؤلف من قبضته المزخرفة والمرصعة، ومن شفرته المصنوعة من الفولاذ الدمشقي المرن ذي التمشيح الطيفي اللون.
لقد تشربت من هذه الصناعات والحرف الفنية والبصرية منذ طفولتي، ولا أنسى أيضاً الفن التشكيلي المعاصر، ولا سيما أعمال الفنان نذير نبعة ودمشقياته الشهيرة، أو المرحوم فاتح المدرس الذي خلد الطبيعة الجبلية لشمال سورية بمئات الأعمال، وكلاهما كانا من أصدقاء العائلة.


أيام في فندق عائم..

تنقلت في غير دولة عربية، الآن.. كيف تنظرين على ذلك الترحال المبكر.. وكيف أعمل خيالك وقتها؟.
– إلى جانب سورية، التي تنقلت بين مدنها، ولا سيما حلب العريقة بحرفها وأسواقها القديمة المسقوفة واللاذقية وشاطئها الأزرق المميز، زرت مبكراً القاهرة، وبعد ذلك الأقصر وأسوان، وقضيت أياماً فيهما على فندق عائم، وكانت تلك من التجارب المميزة لي في شبابي المبكر، حيث شاهدت عظمة الحضارة المصرية القديمة، وفيما بعد زرت بلدان عربية وخليجية عديدة. لكن حلب والقاهرة كانتا أكثر ما ترك في نفسي من أثر.


ألمانيا.. وأنا في التاسعة..

 أول السفر أين كان؟. ولماذا؟. وكيف يحضر في البال؟.
– أول أسفاري كان، وأنا في التاسعة من عمري، إلى ألمانيا، حيث أرسلتني عائلتي لمخيم صيفي للأطفال هناك، وقد تأثرت كثيراً بهذه التجربة، ثم إلى ايطاليا بعد تخرجي من جامعة اليرموك، حيث درست في مدينة فيشينزا وحصلت منها على دبلوم في دراسة الأحجار الكريمة ودبلوم بتصميم المجوهرات، وبعدها عدت إلى ميلانو، حيث حصلت على درجة الماجستير في التصميم الصناعي.
عشقت ايطاليا بمختلف مدنها، ولا سيما فينيسيا وفلورنسا، وأعتبرها متحف مفتوح للفنون. لكن علاقة خاصة تكونت بيني وبين ميلانو التي قضيت فيها أكثر من عامين متواصلين، وأنا أحرص على زيارتها سنوياً، على ألأقل لمرة واحدة، وخاصة أثناء معرضها السنوي الخاص بالموضة والمجوهرات.


عمان بحر التفاصيل البصرية..

كيف هي علاقتك بعمان؟. وأنت قد أنجزت فيها حضورا مميزا؟.
– لقد وعيت ونضجت فنياً في عمان. وهي المدينة التي أنتمي إليها روحياً وليس مكانياً فقط. أعتبر عمان من أجمل المدن التي شاهدت أو عشت فيها. وللأسف أن العمانيين لا يقدرون القيمة الجمالية لمدينتهم، بتلالها وجبالها، والبيوت والعمائر التي تتسلسل من قمتها إلى وديانها في إيقاع جميل وتشكيلات لا متناهية التفاصيل.
لذلك فإني ألجأ، بين الحين والآخر، إلى الصعود إلى جبل القلعة لتأمل بانوراما عمان، وأسرح في تفاصيلها، كما لو كانت شاشة سينما كبيرة. وأفعل ذلك أيضا من «مصاطب» عديدة مطلة على عمان الشرقية والجنوبية، وخاصة في حي المصاروة وشارع خرفان، حيث أطل منهما على رأس العين وجبل نزال والأشرفية ووادي السير.
أنصح الفنانين والمصورين بتفحص جماليات عمان الاستثنائية، فهي بحر من التفاصيل والمصادر البصرية لأعمالهم التي تنتظر الانجاز.


زيارة المتاحف بند دائم..

بالمناسبة ما علاقتك بالمتاحف.. هل هي على قائمة الأماكن التي تزورينها.. وهل تستلهمين مقتنياتها؟.
– إن زيارة المتاحف هي بند دائم في جميع الرحلات التي أقوم بها إلى مدن العالم.


 متحف متروبوليتان الأكثر إدهاشا

أي متاحف العالم جذبك أكثر؟.
– إن أكثر المتاحف التي زرتها إدهاشاً ومتعة هو متحف متروبوليتان في نيويورك، وخاصة مقتنياته من الفن الحديث، وكذلك مقتنياته من الحلي القديمة والحديثة. إن مجموعته من الحلي الفرعونية القديمة من أجمل ما رأيت Moma NYC / Triennale-Milano.


اعتز بوجود أعمالي فيها

دخلت أعمالك العديد من المتاحف. ما الذي يعنيه ذلك في مسيرتك الإبداعية؟. كيف تنتقي المتاحف الأعمال المعاصرة؟.
– من حسن الحظ أن هذه المتاحف هي التي تبادر إلى الاتصال بي وتطلب أعمالي، ولا أقوم عادة بعرض أعمالي على المتاحف المذكورة أو غيرها. وطبعا اعتز بوجود أعمالي فيها.


زرت قبيلة ماساي الإفريقية

ليس للفن وطن، ومن هنا أطلقت الاسم الإفريقي «ماساي» على المجموعة الجديدة.. حديثنا عن مكان عيش هذه القبيلة.. هل زرت المكان؟.
– نعم، لقد زرت موطن قبيلة ماساي الإفريقية، ويعني أسمها بالعربية «القبيلة المرقطة»، في تنزانيا. وهي قبيلة تقطن في مناطق السافانا الاستوائية، الموزعة ما بين جنوب غرب كينيا وتنزانيا. وهي قبيلة معروفة جداً، وخضعت لدراسات عديدة، ويزورها السياح عندما يذهبون إلى محمية «سيرنجيتي» في تنزانيا، وتصل مساحتها إلى 14,6 ألف كيلو متر مربع. ولقد أطلقت اسم ماساي على أحد مجموعاتي الجديدة تكريماً لنساء هذه القبيلة اللواتي يرتدين حلي من الخرز على شكل حلقات بيضاء توضع على الرقبة. وبالمناسبة فإن رجال الماساي يعتمدن على النساء في معظم الأعمال مثل جلب الحطب وإشعال النار وإعداد الطعام.
تأثرت بزيارتي لليابان..
 أيضا حضرت اليابان في مجموعتك لخريف وشتاء 2010..؟.
– نعم تأثرت بزيارتي لليابان كثيرا وستجدين مجموعات جديدة عن اليابان في مجموعة ربيع صيف 2011، مجموعة خريف شتاء 2010 تضمنت إيحاءات من اليابان حيث أدخلت القماش المطرز برموزي إلى العقود، والتفت هذه الأقمشة المطرزة حول الرقبة ولتحمل الحلي والأحجار ذات الألوان المنسجمة مع خيوط الحرير المطرزة. والبروش المطرز أيضا والمطعم بالفضة والأحجار الكريمة، ولكن تأثيرات زيارتي اليابان ستظهر بشكل اكبر في مجموعة 2011.

أنا سفيرة للأردن أينما ذهبت

ظهرت في إعلان ترويجي للسياحة في الأردن.. كيف تنظرين لمهمة الفنان في الترويج للمكان.. مكانه…؟.
– كل إنسان أو فنان يجب أن يكون سفيرا لبلده، وأنا أشعر أني سفيرة للأردن أينما ذهبت، ولا أوفر فرصة للترويج لبلدي. ليس فقط من باب الحب لبلدي، وإنما عن إيمان راسخ أننا بلد طيب ومضياف ويستحق الزيارة.


أعشق طبوغرافية السلط

للمكان الأردني خصوصيته لديك.. حديثنا عنها.. وأي الأماكن إليك اقرب؟.
– أعشق السلط ببنائها وشبابيكها وأبوابها وطبيعتها الطبوغرافية، وأواصل زيارتها بين الحين والآخر، إني أحرص على اصطحاب أصدقائي العرب والأجانب إلى مدينة السلط لأريهم هذه المدينة الجميلة. كذلك أعشق البتراء ووادي رم وأزورهما سنوياً.


أستلهم تأثيرات الزمن

يحضر المكان بشكل واضح لديك… كيف تستلهمين المكان بشكل عام؟.
– أستلهم من الملامس والألوان وتأثيرات الزمن على الأسطح، وجميعها تظهر في أعمالي بصورة أو بأخرى.

 «أضيع» في المدينة لاكتشفها

كيف تتعاملين مع المدن/ الأماكن التي تزورينها للمرة الأولى؟. هل لديك طقوس معينة؟. وهل تختلف بين مكان وأخر؟.
– عادة أترك نفسي «لأضيع» في المدينة، وأمشي لساعات حتى أكتشفها بنفسي، ثم بعدها أستعين بالخارطة للتعرف على الأماكن التاريخية والمتاحف، ولكن أولا أحب أن أكتشفها بنفسي.


ايطاليا تعطيني الإحساس بالدفء..

كأن الأماكن تشبه البشر، منها ما نأتلف معه، ومنها ما نختلف معه. أي الأماكن «صادقتك» منذ اللحظة الأولى.. وأيها بقيتما على غير وفاق؟.
 – ايطاليا بلد يعطيني الإحساس بالدفء، وكانت، لسنوات، بمثابة موطني الثاني، أحن إليها وأسافر إلى هناك كثيراً، والآن أتردد كثيراً على اسبانيا، ولا سيما برشلونة، التي باتت مكان إقامتي الثاني، بعد عمان، وهي مدينة مميزة بعمارتها وساحاتها وشوارعها ومعالمها الثقافية.


اليابان بلد مدهش

ما أكثر الأماكن دهشة بالنسبة لك.. وعلى نحو أدق وجدتيه أجمل من تخيلك له؟.
– اليابان بلد مدهش بكل المعايير، فهو يجمع ما بين التقليد والحداثة، والشعب الياباني شعب مهذب، كما أدهشتني النساء اليابانيات بطقوسهن وملابسهن. إنهن لا يترددن في ارتداء «الكيمونو» التقليدي مع آخر صيحات الموضة من حقائب وأحذية وإكسسوارات أخرى.


سأبدأ بزيارة للبرازيل..

ماذا عن المكان الحلمي الذي تتمنين زيارته؟.
– قارة أمريكا اللاتينية، وسأبدأ بزيارة للبرازيل، البلد الأكبر في القارة، وذلك الشهر القادم «شباط».
 مقاطع من السيرة
لمى حوراني من مواليد دمشق، عام 1979، حاصلة على درجة الماجستير من معهد مارانغوني بميلانو بعد أن تخصصت في تصميم المنتجات الصناعية. وقبلها كانت قد حصلت على دبلومين في الحجارة الكريمة وتصميم المجوهرات من معهد GIA في مدينة في فيشنزا بإيطاليا. اما شهاداتها الجامعية الأولى فقد كانت في التصوير وحصلت عليها من كلية الفنون، جامعة اليرموك الأردنية عام 2000. أقامت المعرض الأول لتصاميمها في الحلي في نفس عام تخرجها، في قاعة مؤسسة نهر الأردن.
بدأت لمى في تصميم وإنتاج الحلي العام 2000 في عمان، وأطلقت قاعتها الخاصة في جاليري»رؤى 32» في نيسان/أبريل 2004.
كتبت «نيويورك تايمز» عن مجموعاتها من المجوهرات، كما كتب عنها الموقع الإلكتروني المختص بأنماط التصميم Coolhunting . ولها معروضات في معرض دائم في محل Harvey Nichols العالمي في دبي.
شاركت في الأسبوع الثقافي الأردني «اكتشف الأردن» الذي أقيم بميلانو الإيطالية2009، بالتزامن مع الزيارة الملكية لإيطاليا، كما استضافت صالة «تجليات» في دمشق مجوهرات لمى حوراني2010 و2011.
وخلال أقلّ من عقد حققت انجازات مهمة، إذ أقامت ما يزيد على الثلاثين معرضاً شخصياً، في عمان ومدن المنطقة مثل حلب، دمشق، الكويت، القاهرة، البحرين، بيروت ودبي، شاركت في العديد من التظاهرات الثقافية دولية الطابع، مثل معرض Aichi-Japan في اليابان، ومهرجان أرابيسك لفنون العالم العربي الذي نظمه مركز جون. ف كندي، في العاصمة الأمريكية، واشنطن، و «مهرجان الفن و المجوهرات الشرق اوسطي»، الذي استضافته ولاية فلوريدا، حيث عرضت ابداعات لمى حوراني في متحف «نورث وود» في فلوريدا عام 2008، وفي ميامي أيضا بمشاركة فنانين من أنحاء العالم، فضلا عن مشاركاتها المتكررة في أسابيع الموضة والأزياء العالمية في ميامي، ميلانو ونيويورك.
عرضت أعمالها في عدة متاحف منها: متحف هناو في ألمانيا، وفي العام 2002 عرضت أعمالها في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، وفي العام 2003 في متحف الفن الحديث في سنسناتي بالولايات المتحدة، وفي العام نفسه في متحف أتاوا للحضارات الإنسانية في العاصمة الكندية، إضافة إلى محلَّين في مدينة ميلان في إيطاليا يعرضان أعمال حوراني، ومحلين آخرين في الولايات المتحدة.

الراي 9/1/2011

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…