دلكش مرعي
حسب الآيات في الجزء السابق فإن مصير الإنسان وكل ما يحصل له من خير أو شر في هذه الحياة هي مقدر له من السماء …. والسؤال المطروح هنا ألا يعتبر تشكيل أحزاب دينية وطائفية كالإخوان وغيرهم من الذين يعتبرون أنفسهم وكلاء لله على الأرض من دون صكاً مكتوب لهم من عند الله ألا يعتبر ذلك تدخلاً فيما قدر الله للبشر وأمر ؟ وهل الله العزيز الجبار ذو الانتقام الذي إذا أراد أن يقول لأي شيء كن فيكن هل يحتاج إلى حماية أرضية من قبل هؤلاء أو من يدافع عنه والتدخل باسمه في شؤون البلاد والعباد مثل أحمدي نجاد ومرشده الأعلى أو طيب أردوغان والعديد من فقهاء الطغاة والسلاطين كالبوطي ومفتي الجمهورية وغيرهم ؟ وما محل هؤلاء من الأعراب أصلاً بعد هذه الآيات ؟ ..
ولكن تظل النتيجة الأهم هنا والأخطر من كل ذلك هي التي تتمخض عن مضمون الآيات السابقة التي تأكد بأن كل ما يحصل للبشر في هذا الكون هو مقدر له من السماء لأن ذلك تؤدي إلى تعطيل وشل ملكات العقل وتخديره وجعله خامداً يكف في البحث عن ماهية الظواهر الاجتماعية والكونية أو البحث عن أسباب تشكلها أو النتائج التي تتمخض عنها … من هنا يمكننا القول بأن هذه الظاهرة هي التي سيطرة على ملكات العقل وطاقاته لدى شعوب هذه المنطقة عبر خمسة آلف عام ولم يشذ عن تلك القاعدة إلا قلة قليلة من البشر
ويمكن القول أيضاً بأن جذور المشكلات الثقافية التي يعاني منها الثقافة الكردية لا تكمن في المثقف ونتاجه في المعارف المختلفة بل إن جذر المشكلة تكمن في البنية الثقافية للمثقف ذاته فهناك تشابك بين القديم والحديث أي ما هو سائد في التراث من قناعات ومفاهيم وعادات وقيم وسلوكيات وما هو وافد من فكر حداثي تنويري …
فإنك تجد الحديث عن العلمانية والديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان وقبول الآخر وغير ذلك مما يطرح من قبل المثقف وتطرح هذه الأمور حتى في برامج الأحزاب ولكن من يلقي نظرة تحليلية سيلاحظ بأن الفكر الذي يحرك القوى الفاعلة داخل المجتمع وحتى المثقف هو الفكر السائد داخل التراث مع بعض الاستثناءات …. فالفكر الحداثي التنويري تركب تركيباً قصرياً على قيم المجتمع وما هو سائد في داخله أي أن القوة المهيمنة والمحركة للثقافة ولحركة المجتمع تستند وتنطلق بشكل عام من المنهل التراثي وهياكله التقليدية ..
وبصيغة أوضح فإن من يتابع الحركة الثقافية السائدة فأنه لن يشاهد سوى مظاهر شكلية وسطحية للحداثة والتنوير بينما القوى الفكرية الفعلية التي تحرك المجتمع ومؤسساته تنبع من فيروس ما هو غيبي وطائفي وأثني وقبلي وعشائري وعائلي وهذا الأمر ينسحب على معظم الحركات والأحزاب السياسية الكردية ومن يمثلها بالإضافة إلى معظم أحزاب هذه المنطقة …
ويمكن القول أيضاً بأن جذور المشكلات الثقافية التي يعاني منها الثقافة الكردية لا تكمن في المثقف ونتاجه في المعارف المختلفة بل إن جذر المشكلة تكمن في البنية الثقافية للمثقف ذاته فهناك تشابك بين القديم والحديث أي ما هو سائد في التراث من قناعات ومفاهيم وعادات وقيم وسلوكيات وما هو وافد من فكر حداثي تنويري …
فإنك تجد الحديث عن العلمانية والديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الإنسان وقبول الآخر وغير ذلك مما يطرح من قبل المثقف وتطرح هذه الأمور حتى في برامج الأحزاب ولكن من يلقي نظرة تحليلية سيلاحظ بأن الفكر الذي يحرك القوى الفاعلة داخل المجتمع وحتى المثقف هو الفكر السائد داخل التراث مع بعض الاستثناءات …. فالفكر الحداثي التنويري تركب تركيباً قصرياً على قيم المجتمع وما هو سائد في داخله أي أن القوة المهيمنة والمحركة للثقافة ولحركة المجتمع تستند وتنطلق بشكل عام من المنهل التراثي وهياكله التقليدية ..
وبصيغة أوضح فإن من يتابع الحركة الثقافية السائدة فأنه لن يشاهد سوى مظاهر شكلية وسطحية للحداثة والتنوير بينما القوى الفكرية الفعلية التي تحرك المجتمع ومؤسساته تنبع من فيروس ما هو غيبي وطائفي وأثني وقبلي وعشائري وعائلي وهذا الأمر ينسحب على معظم الحركات والأحزاب السياسية الكردية ومن يمثلها بالإضافة إلى معظم أحزاب هذه المنطقة …
أي أن مجموعة العناصر والمفاهيم والقيم الغيبية والطائفية والقبلية وعبر تاريخ شعوب هذه المنطقة هي التي كانت تنتج الشخصية العنفية المأزومة المتأله المتخلفة ومازالت تنتجها بكثافة إلى يومنا هذا بالرغم من التطور الهائل على مختلف صعد المعرفة وأنساقها في العالم المعاصر … فما هو غيبي يعطل الوعي وينتج الأنا المـتألهة… وما هو طائفي وقبلي تكرس العنصرية وعدم قبول الآخر حتى ضمن القومية الواحدة … وما هو عائلي تكرس حالة الوراثة أي انتقال الزعامة من الأب إلى الابن … فأن مجموعة هذه العناصر وتفرعاتها وتوابعها السائدة في قيم الشعوب تتجمع وتتحد في كيان معظم أفراد المجتمع من الذين ينهلون وينتمون إلى التراث ذاته هو الذي يدفع بالجميع بشكل عام ومن حيث الجوهر بأن ينهجوا في سلوكياتهم النهج ذاته فيمكن القول بأن التراث هو الذي يرسم لهم خطهم البياني من بداية حياتهم وإلى نهايتها كالشريحة المبرمجة التي تظهر ما بداخلها على الدوام لمن يبحث في إظهار محتوياتها وإن أي خروج من الخط البياني المذكور تصطدم بالخطوط الحمراء والمحاذير المكرسة في القيم الاجتماعية وفي العادات والتقاليد والعقائد الدينية.. هذا مع بعض الاستثناءات لدى قلة من الأفراد الذين تؤدي بهم بعض الأحداث أو الصدمات في حياتهم إلى التفكير بما يجري من حولهم أو قلة من الذين ينهلون من ثقافات معاصرة أي أن عجلة التطور تسير ولكن بشكل بطيء وبطيء جداً
….. يتبع
….. يتبع