حوار: محمود عبدو عبدو
حين يكون الشّعر مشروعاً كما في “مجلة أبابيل” ومرور خمسة أعوام على انطلاقتها, وما بذله ويبذله الشّاعر عماد الدين موسى “صاحب المشروع ورئيس التحرير” من جهدٍ وبحث دؤوب عن الملفت والمثير من الملفات, وتبني تجارب شابة وأخرى ناضجة لتثبت الأيام اللاحقة دقة الإختيار ونجاعته , مشروع خصّه للشّعر وفنونه لنجد ” عالم صغير – عائلة القصيدة – أشجار عالية – قوارب الورق – بورتريه – متابعات – دوريّات ” كأبواب تعبق بها المجلة دورياً، إضافة إلى ملفّات هامّة ومتميّزة, والأشدّ تميّزاً تخطّيها لكلّ الحواجز اللونيّة والمكانيّة فكانت “أبابيل” بتنوّع شعرائها وكتابها عالماً من الشّعر العالمي الجميل مستعيناً بشريان هذا العصر “النت” وجريان روحه التّواصليّة, وإنطلاقاً من شمعتها الخامسة تم إحداث سلسلة شعريّة وفق منتج “ديوان” شعريّ كلّ شهر على مدار سنة كاملة بعد تحوّلها من مجلة إلكترونيّة إلى ورقيّة (العام الماضي) فكان هذا اللقاء مع صاحب المجلة الشّاعر عماد الدين موسى لتسليط الضّوء على ألف باء المشروع وسلسلته المُحدثة ؟
حين يكون الشّعر مشروعاً كما في “مجلة أبابيل” ومرور خمسة أعوام على انطلاقتها, وما بذله ويبذله الشّاعر عماد الدين موسى “صاحب المشروع ورئيس التحرير” من جهدٍ وبحث دؤوب عن الملفت والمثير من الملفات, وتبني تجارب شابة وأخرى ناضجة لتثبت الأيام اللاحقة دقة الإختيار ونجاعته , مشروع خصّه للشّعر وفنونه لنجد ” عالم صغير – عائلة القصيدة – أشجار عالية – قوارب الورق – بورتريه – متابعات – دوريّات ” كأبواب تعبق بها المجلة دورياً، إضافة إلى ملفّات هامّة ومتميّزة, والأشدّ تميّزاً تخطّيها لكلّ الحواجز اللونيّة والمكانيّة فكانت “أبابيل” بتنوّع شعرائها وكتابها عالماً من الشّعر العالمي الجميل مستعيناً بشريان هذا العصر “النت” وجريان روحه التّواصليّة, وإنطلاقاً من شمعتها الخامسة تم إحداث سلسلة شعريّة وفق منتج “ديوان” شعريّ كلّ شهر على مدار سنة كاملة بعد تحوّلها من مجلة إلكترونيّة إلى ورقيّة (العام الماضي) فكان هذا اللقاء مع صاحب المجلة الشّاعر عماد الدين موسى لتسليط الضّوء على ألف باء المشروع وسلسلته المُحدثة ؟
إثر النجاحات التي نتلمّسها بصورة جليّة في مشروعك الشّعري “أبابيل” دعنا نعود خمس سنوات للخلف ولنتذّكر بدايات المشروع, والأيادي البيضاء الّتي ساندتك أو الأيادي السّوداء التّي حاولت إعاقة صدور المجلّة؟
الحديث عن البدايةِ أشبهُ بحديث سارد الحلم إذ لا يتذكر من حلمه سوى أنه جميلٌ وحسب .
إنطلاقة أبابيل كمجلة إنترنيتية كانت نتيجة طبيعية لما وصل إليه مجتمعنا الحديث من تقدم تكنولوجي إذ لا بدّ من أن يكون لنا صوت في هذا العالم .
“أبابيل” منذ البداية كانت مشروعاً جماعياً وكل من ساهم فيها كان صاحباً لهذا المشروع، والعكس ليس صحيحاً، إذ لا يمكننا إعتبار من لم يساهم في أبابيل أو يساندها عدوّاً لها.
خلاصة القول إنّك مارست الشّعر كتابة ومناخاً من خلال توظيفك جلَّ وقتك وعملك على جامعٍ وملتقى شعري “أبابيل”, ما رأيك بالشّعر حين تكون الذّات الشّاعرة أداة فيها؟
العمل في “أبابيل” أغنى تجربتي أكثر مما ينبغي، رغم عدم إهتمامي الكافي بنصوصي أو طبع أي مخطوط من مخطوطاتي، وأشير إلى أهميّة الإحتكاك بتجارب الآخرين من الشعراء والنقاد ممن ساهموا في أعداد أبابيل أو كانوا مجرد قراء أو متابعين لها، هذه المتابعة كانت حافزي الوحيد لبقاء “أبابيل” على قيد الحياة على مدار أربعة أعوام، وتأجيل دائم لإصدار ديواني الموسوم “حياتي زورق مثقوب”.
رغم صدور المجلّة بالشّكل الورقيّ أيضاً, إلّا إنهّا لا زالت تحمل تعدّد الأقلام والدّول وتنوّع التّجارب وتفرّدها, حدّثنا عن دلالة التّنوع القلمي في المجلّة ؟
في كل عدد جديد أقدّم شيئاً جديداً لا على مستوى القارئ المحلي إنما العالمي (سبق وقدمنا شاعراً روسياً شاباً يترجم لأول مرة إلى العربية هو : إيليا تورين)، أيضاً نقدّم أسماء شابة من جميع أنحاء العالم، ولعل أهم ما يميّز “أبابيل” الترجمة من اللغة الأصلية لا من الفرنسية أو الإنكليزية.
أيضاً أحاول عدم تكرار الأسماء قدر المستطاع، والنشر للأسماء الشابة إلى جانب الأسماء المعروفة، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المشاركات.
الذّات المبدعة أين تكون في العمل الإداريّ – الثّقافيّ – فعليّاً, ونخصّ تجربتك, بكونك شاعراً أولاً ومؤسّساً ومحرّراً وناشراً ثانياً؟
العمل الصحفي يرهق الشاعر إبداعياً، ويقلّل من أهميّة تجربته، مع ذلك أتعامل مع كل نص يصلني وكأنه نصي، ولا أجد حرجاً في تنقيحه أو وضع عنوان جديد له منتقاة أغلب الأحيان من سياق النص نفسه وبموافقة الكاتب طبعاً، لذلك أعتبر كل أعداد أبابيل (الصادرة أو التي ستصدر لاحقاً) بأنها دواويني.
عملت ما لم تقم به مؤسّسات حكوميّة من ملفّات وما لم تخضه صحف وملاحق ثقافية من طرح ملفات إشكاليّة ومفارقة في آن ” شعراء من النمسا والصين ” – ” الغيوم / شِعراً ” – ” الطيور / شِعراً ” – ” القبلة / شِعراً ” – ” قصائد إيروتيكية ” – ” الأدب الأمريكي الأسود” – “شعراء بريطانيون يكتبون عن حربي العراق وأفغانستان” وغيرها؟
من خلال بحثي الدائم عن تقديم الجديد والمميّز مع صدور كل عدد جديد ومع دخول المجلة عامها الثاني في حينها نشرت ملف “قصائد لشعراء من النمسا” مع ملف “قصائد لشعراء من مدينة عامودا” في عدد واحد، وبعد إزدياد عدد زوار الموقع بعيد نشر الملفين ووصول عدد هائل من الإيميلات التي تشجع على هكذا ملفات، وجدت من الضروري نشر ملفات أخرى كتتمة لما بدأنا به فكان ملف”قصائد لشعراء من مدينة الحسكة” وملف “الأدب الأمريكي الأسود” وغيرهما، بالإضافة إلى ملفات جديدة كملف “القبلة/شِعراً” أو “الغيوم/شِعراً”، وأخيراً ملف “قصائد لشعراء من بريطانيا عن حربي العراق وأفغانستان”.
المشهد الشّعريّ العربيّ عموماً كيف تراه والسّوريّ منه على وجه الدقّة؟
الشِعر العربي ومنه السوري لا يزال يحبو، لم أجد حتى الآن تجربة شِعرية مكتملة – لدينا – كما لدى الفرنسيين على سبيل المثال (رامبو أو بودلير).
هناك تجارب شِعرية شديدة الأهميّة إلا أنها غير مكتملة، ولم تأخذ حقها الطبيعي في الظهور حتى على مستوى القارئ المحلي: (دعد حداد، سنيّة صالح، ومحمود البريكان)، وهذا يعود إلى طبيعة مجتمعنا وعاداته، من يعلم لماذا حتى الآن لم تنشر الأعمال الشِعرية الكاملة لدعد حداد رغم مرور أكثر من ستة عشر سنة على وفاتها.
كذلك لم يترجم شِعرنا إلى اللغات العالمية، باستثناء مختارات قليلة جداً، وفي وقت متأخر.
مؤسساتنا الثقافية همّها الوحيد تعريب الأدب العالمي، والكل يعيد ترجمة ما ترجم منذ سنوات وطبع أكثر من طبعة، أما ينبغي على هذه المؤسسات أن تقوم بترجمة أدبنا إلى اللغات العالمية، أليس من الأفضل أن نكف عن ترجمة رامبو (إذ لكل قصيدة من قصائده أكثر من عشرين ترجمة).
الشِعر لدينا لا يزال في الهامش، بسبب عدم الإهتمام الكافي به من قبل وزارتي التربية والتعليم العالي في المناهج المقررة، وإختيار نماذج غير متوافقة لذائقة طلبة يعيشون في عصر ما بعد الحداثة.
لنقترح مختارات برسم منهاج الأدب والنصوص على مستوى الشِعر: خير الدين الأسدي، سنية صالح، محمد عمران، سليم بركات، رياض صالح الحسين، شيركو بيكه س، جورج شحادة، عزمي موره لي، زكريا محمد، وديع سعادة، أنسي الحاج، وليد خزندار، رينيه شار، بابلو نيرودا، أوكتافيو باث، فرناندو بيسوا، يانيس ريتسوس، سيلفيا بلاث، باول تسيلان، وريلكه.
أيضاً لكي نعيد ثقة القارئ بالشِعر من جديد، يفترض أن نقيم أمسيات شِعرية في مدارسنا وجامعاتنا يشارك فيها الطلاب إلى جانب شعراء من كافة أنحاء العالم، وأن نستغل زيارة كل شاعر عربي أو عالمي يأتي لزيارة بلدنا للقاء بهولاء الطلاب.
إذ ذاك قد نستعيد الثقة المفقودة بالشِعر.
في كلّ عدد جديد تحمل أبابيل اسماً جديداً وتجارباً تنشر للمرّة الأولى, ما الدّور الّذي قمتم به لدعم المهمّشين كتابياً وممّن وجدتم فيهم بذرة صالحة للمستقبل ؟
من نسميهم اليوم بالرواد كانوا شباباً، وعندما إنطلقت مجلة “شِعر” من بيروت وبعدها مجلة “مواقف”، أغلبهم نشروا فيهما أولى قصائدهم.
اليوم بعد دخول “أبابيل” عامها الخامس يحدثني بعض الأصدقاء – ممن باتوا معروفين على الساحة الثقافية وحصلوا على جوائز وأصبح لديهم عدة كتب – بأنّ إنطلاقتهم كانت من “أبابيل”، حيث نشروا فيها أولى نتاجاتهم، وهذا ما أريده وأعمل عليه.
لنوجز ولنشر إلى ما تحمله الصّفحات الثّقافيّة من منتج وصفحات محشوة إلى أيّ مدى عكّست هذه الصّفحات والملاحق الواقع الفعليّ والحراك الحقيقيّ الأدبيّ والثقافيّ السّوريّ؟
يبدو أنك تريد تحريك “السكين المغروس في الجرح”، باختصار من يشرف على هذه الصفحات أو الملاحق الثقافية (في صحفنا) عبارة عن موظف عادي كأي موظف لا علاقة له بالثقافة، عكس ما هو دارج في بعض الصحف العربية، في لبنان الشاعر عباس بيضون يشرف على (ملحق السفير الثقافي) والشاعر عقل العويط(ملحق النهار) وفي مصر يشرف الروائي جمال الغيطاني على(أخبار الأدب) وآخرون.
ولا أريد أن أطيل الحديث بهذا الخصوص فأظن الكل بات على علم بما يجري في ملاحقنا وصفحاتنا الثقافية من فساد منذ زمن بعيد.
عامودا التي أنجبتك ترى هل للمكان من زمرة دم وهل حقّاً زمرة دم عامودا الـ”نثر” حقاً؟
لا شك للمكان دوره في تكويننا الثقافي والحيوي، ومدينة كعامودا لها أشد التأثير على أبناء المدن والقرى المجاورة لها، فكيف لا تؤثر على تكوين أبنائها.
ما تتميّز به هذه المدينة عن غيرها أن أغلب أبناءها شعراء وإن لم يدوّنوا قصائدهم أو يصدرونها في دواوين، هؤلاء يعيشون حياة شِعرية حقيقية.
الحديث عن البدايةِ أشبهُ بحديث سارد الحلم إذ لا يتذكر من حلمه سوى أنه جميلٌ وحسب .
إنطلاقة أبابيل كمجلة إنترنيتية كانت نتيجة طبيعية لما وصل إليه مجتمعنا الحديث من تقدم تكنولوجي إذ لا بدّ من أن يكون لنا صوت في هذا العالم .
“أبابيل” منذ البداية كانت مشروعاً جماعياً وكل من ساهم فيها كان صاحباً لهذا المشروع، والعكس ليس صحيحاً، إذ لا يمكننا إعتبار من لم يساهم في أبابيل أو يساندها عدوّاً لها.
خلاصة القول إنّك مارست الشّعر كتابة ومناخاً من خلال توظيفك جلَّ وقتك وعملك على جامعٍ وملتقى شعري “أبابيل”, ما رأيك بالشّعر حين تكون الذّات الشّاعرة أداة فيها؟
العمل في “أبابيل” أغنى تجربتي أكثر مما ينبغي، رغم عدم إهتمامي الكافي بنصوصي أو طبع أي مخطوط من مخطوطاتي، وأشير إلى أهميّة الإحتكاك بتجارب الآخرين من الشعراء والنقاد ممن ساهموا في أعداد أبابيل أو كانوا مجرد قراء أو متابعين لها، هذه المتابعة كانت حافزي الوحيد لبقاء “أبابيل” على قيد الحياة على مدار أربعة أعوام، وتأجيل دائم لإصدار ديواني الموسوم “حياتي زورق مثقوب”.
رغم صدور المجلّة بالشّكل الورقيّ أيضاً, إلّا إنهّا لا زالت تحمل تعدّد الأقلام والدّول وتنوّع التّجارب وتفرّدها, حدّثنا عن دلالة التّنوع القلمي في المجلّة ؟
في كل عدد جديد أقدّم شيئاً جديداً لا على مستوى القارئ المحلي إنما العالمي (سبق وقدمنا شاعراً روسياً شاباً يترجم لأول مرة إلى العربية هو : إيليا تورين)، أيضاً نقدّم أسماء شابة من جميع أنحاء العالم، ولعل أهم ما يميّز “أبابيل” الترجمة من اللغة الأصلية لا من الفرنسية أو الإنكليزية.
أيضاً أحاول عدم تكرار الأسماء قدر المستطاع، والنشر للأسماء الشابة إلى جانب الأسماء المعروفة، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المشاركات.
الذّات المبدعة أين تكون في العمل الإداريّ – الثّقافيّ – فعليّاً, ونخصّ تجربتك, بكونك شاعراً أولاً ومؤسّساً ومحرّراً وناشراً ثانياً؟
العمل الصحفي يرهق الشاعر إبداعياً، ويقلّل من أهميّة تجربته، مع ذلك أتعامل مع كل نص يصلني وكأنه نصي، ولا أجد حرجاً في تنقيحه أو وضع عنوان جديد له منتقاة أغلب الأحيان من سياق النص نفسه وبموافقة الكاتب طبعاً، لذلك أعتبر كل أعداد أبابيل (الصادرة أو التي ستصدر لاحقاً) بأنها دواويني.
عملت ما لم تقم به مؤسّسات حكوميّة من ملفّات وما لم تخضه صحف وملاحق ثقافية من طرح ملفات إشكاليّة ومفارقة في آن ” شعراء من النمسا والصين ” – ” الغيوم / شِعراً ” – ” الطيور / شِعراً ” – ” القبلة / شِعراً ” – ” قصائد إيروتيكية ” – ” الأدب الأمريكي الأسود” – “شعراء بريطانيون يكتبون عن حربي العراق وأفغانستان” وغيرها؟
من خلال بحثي الدائم عن تقديم الجديد والمميّز مع صدور كل عدد جديد ومع دخول المجلة عامها الثاني في حينها نشرت ملف “قصائد لشعراء من النمسا” مع ملف “قصائد لشعراء من مدينة عامودا” في عدد واحد، وبعد إزدياد عدد زوار الموقع بعيد نشر الملفين ووصول عدد هائل من الإيميلات التي تشجع على هكذا ملفات، وجدت من الضروري نشر ملفات أخرى كتتمة لما بدأنا به فكان ملف”قصائد لشعراء من مدينة الحسكة” وملف “الأدب الأمريكي الأسود” وغيرهما، بالإضافة إلى ملفات جديدة كملف “القبلة/شِعراً” أو “الغيوم/شِعراً”، وأخيراً ملف “قصائد لشعراء من بريطانيا عن حربي العراق وأفغانستان”.
المشهد الشّعريّ العربيّ عموماً كيف تراه والسّوريّ منه على وجه الدقّة؟
الشِعر العربي ومنه السوري لا يزال يحبو، لم أجد حتى الآن تجربة شِعرية مكتملة – لدينا – كما لدى الفرنسيين على سبيل المثال (رامبو أو بودلير).
هناك تجارب شِعرية شديدة الأهميّة إلا أنها غير مكتملة، ولم تأخذ حقها الطبيعي في الظهور حتى على مستوى القارئ المحلي: (دعد حداد، سنيّة صالح، ومحمود البريكان)، وهذا يعود إلى طبيعة مجتمعنا وعاداته، من يعلم لماذا حتى الآن لم تنشر الأعمال الشِعرية الكاملة لدعد حداد رغم مرور أكثر من ستة عشر سنة على وفاتها.
كذلك لم يترجم شِعرنا إلى اللغات العالمية، باستثناء مختارات قليلة جداً، وفي وقت متأخر.
مؤسساتنا الثقافية همّها الوحيد تعريب الأدب العالمي، والكل يعيد ترجمة ما ترجم منذ سنوات وطبع أكثر من طبعة، أما ينبغي على هذه المؤسسات أن تقوم بترجمة أدبنا إلى اللغات العالمية، أليس من الأفضل أن نكف عن ترجمة رامبو (إذ لكل قصيدة من قصائده أكثر من عشرين ترجمة).
الشِعر لدينا لا يزال في الهامش، بسبب عدم الإهتمام الكافي به من قبل وزارتي التربية والتعليم العالي في المناهج المقررة، وإختيار نماذج غير متوافقة لذائقة طلبة يعيشون في عصر ما بعد الحداثة.
لنقترح مختارات برسم منهاج الأدب والنصوص على مستوى الشِعر: خير الدين الأسدي، سنية صالح، محمد عمران، سليم بركات، رياض صالح الحسين، شيركو بيكه س، جورج شحادة، عزمي موره لي، زكريا محمد، وديع سعادة، أنسي الحاج، وليد خزندار، رينيه شار، بابلو نيرودا، أوكتافيو باث، فرناندو بيسوا، يانيس ريتسوس، سيلفيا بلاث، باول تسيلان، وريلكه.
أيضاً لكي نعيد ثقة القارئ بالشِعر من جديد، يفترض أن نقيم أمسيات شِعرية في مدارسنا وجامعاتنا يشارك فيها الطلاب إلى جانب شعراء من كافة أنحاء العالم، وأن نستغل زيارة كل شاعر عربي أو عالمي يأتي لزيارة بلدنا للقاء بهولاء الطلاب.
إذ ذاك قد نستعيد الثقة المفقودة بالشِعر.
في كلّ عدد جديد تحمل أبابيل اسماً جديداً وتجارباً تنشر للمرّة الأولى, ما الدّور الّذي قمتم به لدعم المهمّشين كتابياً وممّن وجدتم فيهم بذرة صالحة للمستقبل ؟
من نسميهم اليوم بالرواد كانوا شباباً، وعندما إنطلقت مجلة “شِعر” من بيروت وبعدها مجلة “مواقف”، أغلبهم نشروا فيهما أولى قصائدهم.
اليوم بعد دخول “أبابيل” عامها الخامس يحدثني بعض الأصدقاء – ممن باتوا معروفين على الساحة الثقافية وحصلوا على جوائز وأصبح لديهم عدة كتب – بأنّ إنطلاقتهم كانت من “أبابيل”، حيث نشروا فيها أولى نتاجاتهم، وهذا ما أريده وأعمل عليه.
لنوجز ولنشر إلى ما تحمله الصّفحات الثّقافيّة من منتج وصفحات محشوة إلى أيّ مدى عكّست هذه الصّفحات والملاحق الواقع الفعليّ والحراك الحقيقيّ الأدبيّ والثقافيّ السّوريّ؟
يبدو أنك تريد تحريك “السكين المغروس في الجرح”، باختصار من يشرف على هذه الصفحات أو الملاحق الثقافية (في صحفنا) عبارة عن موظف عادي كأي موظف لا علاقة له بالثقافة، عكس ما هو دارج في بعض الصحف العربية، في لبنان الشاعر عباس بيضون يشرف على (ملحق السفير الثقافي) والشاعر عقل العويط(ملحق النهار) وفي مصر يشرف الروائي جمال الغيطاني على(أخبار الأدب) وآخرون.
ولا أريد أن أطيل الحديث بهذا الخصوص فأظن الكل بات على علم بما يجري في ملاحقنا وصفحاتنا الثقافية من فساد منذ زمن بعيد.
عامودا التي أنجبتك ترى هل للمكان من زمرة دم وهل حقّاً زمرة دم عامودا الـ”نثر” حقاً؟
لا شك للمكان دوره في تكويننا الثقافي والحيوي، ومدينة كعامودا لها أشد التأثير على أبناء المدن والقرى المجاورة لها، فكيف لا تؤثر على تكوين أبنائها.
ما تتميّز به هذه المدينة عن غيرها أن أغلب أبناءها شعراء وإن لم يدوّنوا قصائدهم أو يصدرونها في دواوين، هؤلاء يعيشون حياة شِعرية حقيقية.
أما فيما يخص “النثر” فأبناء هذه المدينة كأبناء باقي مدن العالم كتبوا القصيدة الموزونة ومن ثمّ التفعيلة وأخيراً النثر وما بعد النثر.