قَبْضٌ مِنَ الهُتُن

  شعر الدكتور بهاء الدين عبد الرحمن

شدْوٌ من الغيب
أمْ لحنٌ من الشَّجَنِ
أمْ أنَّه نَغَمُ الأحلام في الوَسَنِ

أُصيخُ بالسَّمع إنصاتا
فأسمَعُهُ

والنفسُ في مَوْجِهِ رَقْصٌ على فَنَنِ
أم أنَّه الطِّيبُ
من وَرْدِ الجِنانِ سَرى
مع الصَّبا فَوْحُه
فانسابَ بالفِتَنِ

فذابتِ الرُّوح في مَسْراهُ من وَلَهٍ
يجتابُها الشَّوْقُ في سرّ ٍ وفي عَلَنِ

أم أنَّه النورُ للألوانِ
يَنثُرُها
لأحرفٍ جُبِلَتْ من عَسْجَدِ الزَّمَنِ

تهفو لطلعتِها نفسي وزُخْرفِها
فتنتشي برؤى وَجْدٍ لِمُفتتِن

كيف التداني
وقيدُ النَّأْي يُرهقني
وهَى الجناحُ عن المِعراج في وَهَن

بل إنّه الطيف
يَسبي إنْ بدا سَحَرا
فيَبهرُ الروحَ بالألطافِ والمِنَن

ويختفي بعد إيماءٍ على عَجَلٍ:
يكفيك من أثري قبضٌ من الهُتُن

******

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خالد حسو

“حين تموت لغة الاحترام… يولد العنف بأبشع صوره”

منذ أكثر من عقدين، ومع الانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي، تغيّرت ملامح الخطاب العام في العالم كله، وليس في عالمنا الشرق الأوسطي فقط. لم تعد الكلمات تُنتقى بعناية، ولم يعد الناس يحسبون حساباً لما يكتبونه أو يقولونه. بل أصبح البعض يكتب كما يشتم في لحظة غضب، ويرد…

فراس حج محمد| فلسطين

في النص الأخير قلت شيئاً شبيهاً برثاء النفس، وأنا أرثي أصدقائي الشعراء:

كلّما ماتَ شاعرٌ تذكّرتُ أنّني ما زلتُ حيّاً

وأنّ دوري قريبٌ قريبْ

ربّما لم يُتَحْ للأصدقاءِ قراءةُ قصائدهم في رثائي المفاجئ

وها هو الشاعر والناقد محمد دلة يغادر أصدقاء على حين فجأة، ليترك خلفه “فارسه الغريب” ونقده المتوسع في قصائد أصدقائه ونصوصه. محمد دلة…

أحمد جويل – ديرك

 

لقد أدمِنتُ على تذوّق القرنفل كلَّ يوم،

ولم يكن باستطاعتي التخلّص من هذا الإدمان…

وذات يوم، وكعادتي الصباحيّة، دفعتني روحي إلى غيرِ بُستان،

علّني أكتشف نكهةً أُخرى،

لعلّها تُداوي روحي التي تئنّ من عطره…

 

بحثتُ في ثنايا المكان…

وإذا بحوريّةٍ سمراء،

سمراء كعودِ الخيزران،

تتزنّرُ بشقائقَ النّعمان…

عذرًا، سأكمل الخاطرة لاحقًا.

 

شقائق النعمان كانت تخضّب وجنتيها برائحةِ زهرة البيلسان.

أمسكتْ بيدي، وجعلنا نتجوّلُ…

سيماف خالد جميل محمد

 

هناك حيث تنبعث الحياة، حيث كانت روحي تتنفس لأول مرة، هناك أيضاً أعلنتْ روحي مغادرتها، لم يكن من الممكن أن أتخيل ولو للحظة أن تغادرني أمي، هي التي كانت ولا تزال الصوت الوحيد الذي أبحث عنه في الزحام، واليد التي تربت على قلبي في الأوقات الصعبة، كيف يمكن لخبر كهذا أن يتسلل…