ـ لست وحدك ـ الى ابنة اخي الراحل .. الى الرائعة روكن هشيار حاج عبد القادر

وليد حاج عبد القادر
  1
حنين واسى

وحيد وعيونك حبلى بالدموع وهي تابى ان تنهمر وهذا الصباح بتباشير عيده التقليدي .. جموع تتقابل وتتبادل التهاني والتحايا وانت تهرب .. تهرب من ذاتك المشحونة الما .. غربة .. مصعوق انت ما زلت وهذه المتلازمة السرمدية وصاعقة الموت كما تباشير فرح الولادة الجديدة .. لربما الصدمة تاهت بك !! ؟ .. لا بل قر أيها المنتشي حزنا ..الما .. عذابا ..جراحات وانت تعلم إنها تحتاج الى كم من الوقت حتى ـ أقله ـ تتلائم .. تتلفت يمينا شمالا وانت تبحث عن هاتفيك ..ما بهما وهذا الوجوم وانت تعودت او أصحه عودتك أن تسمعك التهاني بالعيد والدعوة الى ذاك الغذاء الجماعي ورائحة الأسرة وعبق ـ قامشلو ـ التي اضحيت تتأملها كحلم قادم من أعماق التاريخ .. ما بال الصمت وقد اطبق .. رباه ..
 قبل يومين كنت تخاطب ولدي يا راحلاه .. عش المك ..وانت القادم زحفا من ـ ديركا حمكو ـ .. لا أدري سر هذا السحر منك أيتها البلدة الرائعة انت .. لا أدري واكرر وأنا القادم زحفا من بين ثناياك ـ ديركا حمكو ـ لما كنت وبقيت الملتجأ !! … تعود بك ذكرياتك وصباح هذا العيد حيث ازقتها وأصقاعها … مرة الجليد وقد طغى بطبقة سميكة بقايا نتف الثلج التي لما تذب إن بفعل التراكمات او ما قام به اصحاب الدور في تدليفهم لتلك الأسطح البسيطة والتي ـ بصعوبة ـ تستطيع حمل ذاتها .. وكثيرة هي الأحايين التي ذهب فيها قسم من عيديتك وانت تتلقف ـ باقي نيركزا ـ التي كانت تبرع بها ـ حزنيا بورزي ـ أو تلكم النسوة ال ـ بانه قسريات ـ .. هذه ـ حزني ـ لها حقول نرجسها الخاصة حوالي ـ بورز .. كاني كرك ـ أو ـ كاني هجيري ـ ..و .. تلكم النسوة تلك الفسحات .. الأشجار وبقايا البساتين والحقول الممتدة بين ـ بانه قسر .. قسر ديب .. بره بيظة ـ و ـ باجريق ـ التي تتحدى وتصر ان تصرخ : أطلال حاضرة انا ..رغم عسف الزمان وجوره …. عدت بذاكرتك وغربتك الملعونة هذه ..وبهدوء تيقنت ..أن لهواتفك صمت كصمتك وكالسكينة الملقاة على كاهل ذاك الجسد المسجى عطرا وبلسما ابديا في ثرى مقبرتك الصغرى .. الكبرى ..قامشلو الحزينة !! …

عيد جميل كان .. مسكين انت حتى الحزن تمرد عليك ويصر ان يصبح ألما يفتك بك .. والغدر !! .. رباه !! يا الغدر المجبول إرثا تاريخيا فبات ومتلازمة الحجل وهو يقبقب كنعيق البوم في إطلالته المتشائمة فبت والحق لا تدري !! أتصرخ في أهريمن !! أم بكو ؟؟ .. لا لا لعلك تنوي مطاردة ذاك الوحش الفتاك ..ال ـ ديو ـ وقد تحول الى طاغية … الغربة .. الغدر .. الألم والموت متلازمات في زمن تكاد بصعوبة أن تتلقط متناقضاتها فتتكسر بك الأحلام ..وتنفجر العيون دموعا حارقة تتناقط كماء ـ ليلاف ـ المتدفقة من سماوات قمم الجودي الشامخة …
كان عيدا في يوم ربيعي بامتياز .. لعله العيد الأول الذي سمح فيه الوالد ان يرافقنا هشيار خارجا وهو قد شد عوده قليلا وبات متمكن الخطوة لا بأس به ..ومازلت أتذكر ذاك السروال ـ البنطال ـ الكحلي والقميص الأصفر بخطوطه السوداء المربعة .. لون لم تستطع كل ماسحات الدماغ أن تزيلها من هذه الذاكرة الملعونة وبدت خطواته متلكئة قليلا … ولما لا فما زالت تلك الخيطان وهي تربط اصبعي قدميه في عقد وأنا أحضنه سائرا به حينا وزاحفا به حينا آخر حتى ـ مزكفتا مه ظن ـ وقت صلاة الظهيرة من يوم الجمعة وانت تنتظر..  وتنتظر المفتي عبد الرحمن ان ينهي خطبته وتتلهف لسماع  ـ ملايي حمديه ـ يردد السلام  في ختام الركعتين وعندها كان ـ محمدي حاجي اوصماني كولكي ـ أول الخارجين ليتلقف الخيط الموصول مع الإصبعين فيقطعها والأجمل كانت تلك الفرنكات التي ناولنا إياها ومصيرها كالعادة كانت دكان ـ محمدي قتك ـ البارع بقبضته الملأىء ب ـ شكري قولو قولو …..
2
متاهات
الله !! يا أخا طال صمتك !! .. وأعلم انه سيطول .. مازال في القلب بعض من الجراحات ونفس يتلاطم فيه وبه الذكريات فتجترح الهموم : ..أن يلاحقك الغدر بتجلياته فيصبح هاجسك الأزلي في هذا الزمن الرديء بكل معانيه !! .. ولما لا ؟؟ .. فأنت المغدور الأول منذ أن اخترقت فضاءات جبالك غازيا رفوف الحجل وقد أتت موهنة تعبة !! .. و .. حلت فاسترخت فيها تيها وخيلاءا وهي تتصنع الجمال ولما لا ؟؟ !! فهي مغنانا أضحت وشدوانا / كوا كيزل / ولتتوه بنا هي وتطبعنا بطبعها وسط ضجيج ـ قبقبها ـ وهي تجلجل عابثة .. ألا بالله ما كنا هكذا .. ما كنا هكذا !!! .. فلتقر إذن : أنت المطعون غدرا أولا : حينما تاهت بك الصخرة , لا بل وتحركت في فضاءات الخيانة وهي ترهف السمع و ـ خلفي كنك ـ يتباهى بخنجره حينا وبسيفه أحيانا ويردد مأساة ـ يزداني شير ـ البدرخاني وتلكم الحيلة الخبيثة والرخيصة ..ـ أوهووو .. ويلاه لمني … ـ آه ـ بنج زيرين ـ ..الماء .. الماء .. الينبوع .. وكانت صرختك ايها الأمير الفارس كنت انت !! وبصرختك تدفق الينبوع ماءا ..دما كان ومعه : دمدمات ـ كلها دمدم ـ المتهاوية !! .. الزمن يغدر .. والماء سره منه وفيه وهو الهادئ كما الهادر في آن وهذه الحياة بمرادفتيها الأزليتين … : .. الموت والحياة .. ولا خيار لك سوى إذا شئت ان تعكسهما .. فلك القرار …
     3
هاجس أزلي
 كم من ألف دندنة في ترانيمه يشدو والزمن في تباطؤه وتهالكه وهويغدر … ـ فلكي خايني لمه دوراني … هي فلكا خاين .. ـ وبت لا بل وبصريح العبارة فقد تقمصتك ـ ايشا بي درمان ـ وـ جرخوفلك ـ يدور بك ويدور والحزن سرمدي بطابعه العاصف وتطبعه في لازمة الحجل وقد اضحت في شبه متوالية منذ أن مدّ ذاك الأمير ال ـ حاتوشاشيّ ـ يده ومحفل الأغراب فكان أن طعن بابن عمه اولا وما درى .. أو لعله حسّ بذلك عندما اعتلى و ـ حاتوشاش ـ المنصة وأصبحا الضحية التالية !!!
**
 هوامش
 الكلمات والجمل الكردية الواردة اغلبها هي باللغة المحكية وكذلك بعض الشخصيات لذا ارتأيت عدم الترجمة انسجاما مع الذات بالرغم من ضرورتها فالعذر .. كل العذر
walidhjabdlkadr@yahoo.com 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…