وليد حاج عبد القادر
بسمة هي الحياة ..فضحكة ..آهة ودموع قد تنحدر ..نفوس تغادر .. ووجوه طفولية جديدة تقدم فتنمو وتكبر وتكبر وانت في شتاتك ..غربتك ..تلملم النفس وترممها ..وفي سرك مطمئن لهذه التكنولوجيا المعاصرة ..تتلقف الصور وقد تلقاها في بث حي ومباشر .. اعزاء يولدون من جديد واعزة تغادر حتى ومن دون مواعيد او كلمة وداع !! …
بسمة هي الحياة ..فضحكة ..آهة ودموع قد تنحدر ..نفوس تغادر .. ووجوه طفولية جديدة تقدم فتنمو وتكبر وتكبر وانت في شتاتك ..غربتك ..تلملم النفس وترممها ..وفي سرك مطمئن لهذه التكنولوجيا المعاصرة ..تتلقف الصور وقد تلقاها في بث حي ومباشر .. اعزاء يولدون من جديد واعزة تغادر حتى ومن دون مواعيد او كلمة وداع !! …
رباه !! … علي .. أما كان في العمر متسع .. او فسحة ولو قصيرة لنلتقي ؟ ! .. لما ؟ .. لما يا علي والعمر فيه ما فيه والحياة فعلا / وكما لقنتني انت معناها وانا الطفل بعد / إن الحياة خضم واسع ومعترك تتلاطم فيه نوائب الدهر ومصائبه فتضع شباب الأمة وشيوخها ..نسائها واطفالها على محك التجارب فتبين وتوضح فيما إذا كان هذا الإنسان … الخ /*
ويلي منك ايها الزمن الغادر انت .. جبروت طاغ … و رحلة لا نهائية سرمدية انت ايها الموت .. لا بل ايتها الغربة القاتلة انت .. لما تجارين الطغاة ؟؟ .. كم وجه غيبتهم الى ابدية لا متناهية ..قاس انت لا مفر . . لا مفر !! ..
حفلة قلنا سنراها مصورة وقد نحضر غيرها .. عرس قلنا عساها في القادمات من الأيام نعيش ونرى مثلها .. اما الموت .. آه منك يا موت ..وحدك المعادلة الصعبة لا يمكن تجاهلك او المفر منك !! …
علي : .. حقا أنها قسوة ما بعدها قسوة .. وقد مارستها ـ قسوتك ـ بعنف … أتلمس العبارات كالعبرلت بصعوبة والدمع يتمايل كتناتف الثلج وهي تذوب قبل الملمس .. رباه ياالزمن القاهر لكل شيء … بالأمس كنت وكان الخال المرحوم محمد ميرمم ودعوتك الى ـ العسكرية ـ .. اجل .. خالتي فلتدندني مع اخيك واغنيته .. رددي .. رددي : ..
/ علي جو عسكرييه حمدو لسر دكريه /
ولكن .. خالتي … كفكفي دموعك ..واعلم كم تتألمين ..لكنها الحقيقة خالتاه ..فمثلما غادر اخيك ..هكذا علي في هذه المرة و ستبكينه فراقا ابديا …
علي : ادمعتنا دما واسقيتنا الما وخلفت غصة وحسرة سنظل نكابدها حزنا وتذكرة .. بالله عليك يا علي اما كان في العمر بقية من فرصة ؟ .. حتى ولو ومضة.. الله يالزمن أنت .. اطللت علينا في تخوب ـ ديريك ـ ذات مرة فجأة .. وها ونحن المشتتون في متاهات العالم ودروبها المكتظة … بعض بملء ارادته والبعض في كل ثانية الف حسرة وكعادتك تفاجئنا برحيلك .. ولكنها فعلا هذه المرة مرة ومجحفة !! .. نعم علي … الزمن كان النصف الأول من ستينات القرن الماضي كنا نسمع بك ولم نكن قد التقينا بك بعد فانت كجدك المهاجر اضحيتم ومهنة والدك مهاجرين في اصقاع سورية .. قيل لي ونحن صبية كنا نتشاقى سباحة في ـ جم ديريك ـ ابن خالتنا علي قد وصل الى بيتنا .. وما زلت اتذكر تلك البدلة السوداء التي كنت ترتديها وربطة العنق المتدلية والتي كرهتها انت بعدها شابا ورجلا .. وبدأنا نتعارف ونتقارب ..كل يحاول إظهار جانب يتفوق فيه .. وتداخل الحديث وتعددت المجالات ومنها المطالعة .. كم احسست بنفسي جاهلا وانت تسرد لي عناوين واسماء كتاب وكتب لولاك لربما لزمني الكثير من الوقت لأتعرف عليها .. وكم كنت رائعا عندما زرتنا ثانية وانت تحمل معك تلك المجموعة الرائعة .. اللص والكلاب ـ نجيب محفوظ ـ و جريمة البت المهجور .. طواحين الهواء ـ لسرفانتس وغيرها وقد ظلت هذه الكتب والى فترة قريبة كانت تزين مكتبتي المتواضعة … واذكر حينها وترددي في كتابة وظيفة الإنشاء ..فكانت مقدمتك التي لازمتني طويلا في معترك الحياة
علي .. : الأيام مضت وماذا سأقول ؟ .. أجل دخلنا السبعينات ..وكم كنا بسطاء في الوعي ولا انكر ..وأظن أن الكثيرين من الأصدقاء المشتركين ايضا لن ينكروا ..نعم تلك الآفاق والمنابر التي وجهتنا إليها وإلى الآن مازلنا نخوض في غمارها .. سلسلة متواصلة .. حياة شبه مشتركة .. افكار متجانسة ..نداخل فيه الخاص بالعام .. السياسي بالثقافي بامتياز .. العائلي.والإجتماعي .. في كل منعطفات العمر كانت هناك محطات ومواقف ..ووقفات طويلة وعلي حاضر بكل ثقله …
علي : .. ما فكرت يوما ولا أحسست انني قد أنعيك !! .. ظلمتني كثيرا برحيلك المفاجيء هذا .. سنديانة كنت انت رغم البعد و المسافات الشاسعة ..ورغم شحة الإتصالات .. لما علي ..لما بالله عليك !! .. أتذكر وتتذكر .. وكنت لم ازل أسير ماجدولين المنفلوطي وعبراته ولقطاء محمد عبدالحليم .وغراميات ابطال احسان عبدالقدوس وتاريخ جرجي زيدان الرومانسي ..تيارات كانت تتصارع في محيطنا ومن حولنا ..تمازج الدين بالقومية ..اللغة والكتابة ..فالشعر والقصة والتاريخ ..مرحلة جد مهمة كانت في حياتي وانا ابن ديريك بتواضعها الثقافي حينذاك والحبلى بنشاطها السياسي والوعي القومي الكردي .. ولعلها كان الكتاب او المجلد الأول التي ناولتني إياها .. نعم ..وتجرأت ومن خلفية دينية على قراءتها .. وقد كان المجلد الخامس ل لينين ..ومعه كراس حول حق الأمم في تقرير مصيرها ..نعم ..لقد كان ذلك ردا منك ..على إعارة ذاك الفلسطيني لي واحدة من كراريس سيد قطب آنذاك … وتلتها مرحلة الجامعة وايضا كنت السباق الى دمشق والفيتنا هناك وانطلقنا في احيائها بدءا من مدحت باشا بالحميدية وأزقة دمشق القديمة .. وأيامات ـ بار الفريدي ـ والمرحوم الشاعر حامد بدرخان ..وتلك الشلل المتنورة ..سودانيون واريتيريون ..يمنيون جنوبيون ونشطاء من اليسار الفلسطيني .. رباه عليا ..هيجت هذه الذاكرة الملعونة .. بالله عليك لما ابكرت الرحيل..؟ .. لما .؟؟؟ .. وانتقلنا وانتقلنا ..والعشرات من الأصدقاء وان تمترسنا طويلا في حارة الكرد وجسر النحاس وذاك الملحق الملعون وابو جوان الميرخاني ذاك الضابط الكردي .. ماذا سأقول ..وماذا علي أن أخفي ؟؟ … درنا ودارت الأيام فينا ..وانطلقت تبحث عن مستقبلك .. وانطلقنا ..ولن ننسى أيام السجن ومواقفك ..إصرارك على الزيارة الأسبوعية لنا طيلة إجازتك …
حفلة قلنا سنراها مصورة وقد نحضر غيرها .. عرس قلنا عساها في القادمات من الأيام نعيش ونرى مثلها .. اما الموت .. آه منك يا موت ..وحدك المعادلة الصعبة لا يمكن تجاهلك او المفر منك !! …
علي : .. حقا أنها قسوة ما بعدها قسوة .. وقد مارستها ـ قسوتك ـ بعنف … أتلمس العبارات كالعبرلت بصعوبة والدمع يتمايل كتناتف الثلج وهي تذوب قبل الملمس .. رباه ياالزمن القاهر لكل شيء … بالأمس كنت وكان الخال المرحوم محمد ميرمم ودعوتك الى ـ العسكرية ـ .. اجل .. خالتي فلتدندني مع اخيك واغنيته .. رددي .. رددي : ..
/ علي جو عسكرييه حمدو لسر دكريه /
ولكن .. خالتي … كفكفي دموعك ..واعلم كم تتألمين ..لكنها الحقيقة خالتاه ..فمثلما غادر اخيك ..هكذا علي في هذه المرة و ستبكينه فراقا ابديا …
علي : ادمعتنا دما واسقيتنا الما وخلفت غصة وحسرة سنظل نكابدها حزنا وتذكرة .. بالله عليك يا علي اما كان في العمر بقية من فرصة ؟ .. حتى ولو ومضة.. الله يالزمن أنت .. اطللت علينا في تخوب ـ ديريك ـ ذات مرة فجأة .. وها ونحن المشتتون في متاهات العالم ودروبها المكتظة … بعض بملء ارادته والبعض في كل ثانية الف حسرة وكعادتك تفاجئنا برحيلك .. ولكنها فعلا هذه المرة مرة ومجحفة !! .. نعم علي … الزمن كان النصف الأول من ستينات القرن الماضي كنا نسمع بك ولم نكن قد التقينا بك بعد فانت كجدك المهاجر اضحيتم ومهنة والدك مهاجرين في اصقاع سورية .. قيل لي ونحن صبية كنا نتشاقى سباحة في ـ جم ديريك ـ ابن خالتنا علي قد وصل الى بيتنا .. وما زلت اتذكر تلك البدلة السوداء التي كنت ترتديها وربطة العنق المتدلية والتي كرهتها انت بعدها شابا ورجلا .. وبدأنا نتعارف ونتقارب ..كل يحاول إظهار جانب يتفوق فيه .. وتداخل الحديث وتعددت المجالات ومنها المطالعة .. كم احسست بنفسي جاهلا وانت تسرد لي عناوين واسماء كتاب وكتب لولاك لربما لزمني الكثير من الوقت لأتعرف عليها .. وكم كنت رائعا عندما زرتنا ثانية وانت تحمل معك تلك المجموعة الرائعة .. اللص والكلاب ـ نجيب محفوظ ـ و جريمة البت المهجور .. طواحين الهواء ـ لسرفانتس وغيرها وقد ظلت هذه الكتب والى فترة قريبة كانت تزين مكتبتي المتواضعة … واذكر حينها وترددي في كتابة وظيفة الإنشاء ..فكانت مقدمتك التي لازمتني طويلا في معترك الحياة
علي .. : الأيام مضت وماذا سأقول ؟ .. أجل دخلنا السبعينات ..وكم كنا بسطاء في الوعي ولا انكر ..وأظن أن الكثيرين من الأصدقاء المشتركين ايضا لن ينكروا ..نعم تلك الآفاق والمنابر التي وجهتنا إليها وإلى الآن مازلنا نخوض في غمارها .. سلسلة متواصلة .. حياة شبه مشتركة .. افكار متجانسة ..نداخل فيه الخاص بالعام .. السياسي بالثقافي بامتياز .. العائلي.والإجتماعي .. في كل منعطفات العمر كانت هناك محطات ومواقف ..ووقفات طويلة وعلي حاضر بكل ثقله …
علي : .. ما فكرت يوما ولا أحسست انني قد أنعيك !! .. ظلمتني كثيرا برحيلك المفاجيء هذا .. سنديانة كنت انت رغم البعد و المسافات الشاسعة ..ورغم شحة الإتصالات .. لما علي ..لما بالله عليك !! .. أتذكر وتتذكر .. وكنت لم ازل أسير ماجدولين المنفلوطي وعبراته ولقطاء محمد عبدالحليم .وغراميات ابطال احسان عبدالقدوس وتاريخ جرجي زيدان الرومانسي ..تيارات كانت تتصارع في محيطنا ومن حولنا ..تمازج الدين بالقومية ..اللغة والكتابة ..فالشعر والقصة والتاريخ ..مرحلة جد مهمة كانت في حياتي وانا ابن ديريك بتواضعها الثقافي حينذاك والحبلى بنشاطها السياسي والوعي القومي الكردي .. ولعلها كان الكتاب او المجلد الأول التي ناولتني إياها .. نعم ..وتجرأت ومن خلفية دينية على قراءتها .. وقد كان المجلد الخامس ل لينين ..ومعه كراس حول حق الأمم في تقرير مصيرها ..نعم ..لقد كان ذلك ردا منك ..على إعارة ذاك الفلسطيني لي واحدة من كراريس سيد قطب آنذاك … وتلتها مرحلة الجامعة وايضا كنت السباق الى دمشق والفيتنا هناك وانطلقنا في احيائها بدءا من مدحت باشا بالحميدية وأزقة دمشق القديمة .. وأيامات ـ بار الفريدي ـ والمرحوم الشاعر حامد بدرخان ..وتلك الشلل المتنورة ..سودانيون واريتيريون ..يمنيون جنوبيون ونشطاء من اليسار الفلسطيني .. رباه عليا ..هيجت هذه الذاكرة الملعونة .. بالله عليك لما ابكرت الرحيل..؟ .. لما .؟؟؟ .. وانتقلنا وانتقلنا ..والعشرات من الأصدقاء وان تمترسنا طويلا في حارة الكرد وجسر النحاس وذاك الملحق الملعون وابو جوان الميرخاني ذاك الضابط الكردي .. ماذا سأقول ..وماذا علي أن أخفي ؟؟ … درنا ودارت الأيام فينا ..وانطلقت تبحث عن مستقبلك .. وانطلقنا ..ولن ننسى أيام السجن ومواقفك ..إصرارك على الزيارة الأسبوعية لنا طيلة إجازتك …
علي : .. ايها الراحل انت في رحلتك الأبدية .. ارتجلت باكرا .. رفيقا كنت .. صديقا بقيت ..لما أبكرت الرحيل لما ؟ علي : في القلب غصة وغصة ..والعين حقا دمعه ما جف … ظلمتني عليا ..والله برحيلك المفاجيء هذا ………