كم تاه في عباب البحر
و الموج هائجٌ
فلا التيه و لا اللجة
أثنته أن يحمل من ودعنه
نحو السماء …. فالعنان
سل فؤادي
كم تهاوى في أغوار الأسى
و لصرخة المفجوع
في رحى الزمان
أبا أحمد
إني و أيم الله
ما ارتأيت أن انحني
إلا لسجدةٍ أو شربة عينٍ
أو لقبلة شيخٍ أو عليلٍ
خارت قواه قبل الأوان
و ها هي
ركبي ترتعش فتنحني
إذ يهال عليك الثرى
و خيوط المطر كأثلمة البخت
تزاور قبرك
في سؤددٍ و حنان
و أستذكرك
طفلاً رضيعاً أحملك
أجوب بك أنحاء قريتنا
رميلان الشيخ
إذ كانت كبيرةَ وجميلةَ
حتى قريبٍ من الزمان
كبيرةَ بعلمها
و كم نهل منه الطلاب
و جميلةَ بربيعها و كم غرزتُ من ورده
في حلقات شعرك الطري
و بنهرها و كم نثرت من مائه
على وجهك الصغير
و بضيوفها
و كم احتضنتهم بيادرها الشاسعة
في إيثار و تفان ِ
أستذكرك
شاباَ مفعماَ بالحياة
تسارع الخطى
في شوارع ديريك
و خيوط المطر تلفح جسدك النحيل
فتنتقل من دارٍ إلى دار
لتجلس أمام الحاسوب
إما معلماً أو مصلحاً أو مشغلا
إذ كنت من السباقين إلى هذا العلم
و بذلت ما بوسعك في خدمته
دون تمييزٍ بين الفقير
و أولي الشأن
ذاك هو القدر يجمع القلوب و يفرقها
و قدر الرجال بأعمالهم
و كنت كريماً وشجاعاً و ودوداً و أميناً
و هل يُذكر و يُخلد الإنسان إلا بهم
في كل الزمان و كل المكان
إنا و الله على فراقك لمحزونون
فليرحمك الله