مرٌّ علي العتب*…

  دهام حسن

 

أنا الذي بحلمه يضرب فيه المثل
لكنني ما راعني من زمن..
لاحظت أني رجل في حيرة مختلف..
ضاقت به من زعل الحيل

فلا نديمي راغب أن يحتسي
من قدحي ..
بها زلالا أشرب

ولا أنا بقادر أن أحتفي بساحة
يسرح فيها ثعلب ويلعب

أعاتب الخلان في سقطاتهم
مرٌّ عليّ وعظهم والعتب
فلا أنا بناطح لسقطة..
يرى بها من سقطوا منجى لهم ومنهل

كالنسر حرٌّ بل أنا..
على الرواسي دارتي..
حيث هناك أعتلي وأنسب

ومن يعش في قمم بفكره
يأبى عليه طبعه
أن يحتمي بحفرة..
خفض المكان ذلّة لا أرغب

كنت المعلّى دائما.. ومعلما
كيف هوى بك المطيّ يتعب
أيا ترى..نولول..
أرحت تبتغي رضا..
من الملوك… في خشوع تمثل

بئس الفتات نكهة زائلة ..
إن الطوى في شرف
لخصلة محمودة وأفضل
ولو يدوم السغب

الناظرون للسماء في شغف
ليسوا كمن أعينهم والترب

لكلّ من سعى إلينا ما سعى
أهلا به…به المقام يرحب
وإن تولّى تائها لحاجة
فبيننا مفازة، هيهات أن تجاب أو
لحيلة لا ترهب

عذرا أيا حبيبتي..
إذا انشغلت فترة..لك المقام الأول
هات يديك يا مها ..
سنسهر الليل معا ونشرب
بيتي به حصيرة ودكّة
إذا غفا واحدنا ..
يمدّ زنده له مخدة.. الآخر
أما سوى تلك فلا..
ونكتفي من الحديث في الهوى
نفترش الدكة ما همنا سوى
أن نرتوي من شفة عن شفتي لا تذهل
تلاعب..تناغم.. دعابة..
لنا بها تفنن يفرّ منّا الملل

ما قال لي.. لي صاحبي محدّثا …
إلاّ به يزعجني أو من معه
ولا أنا بقادر في أسف أن أسمعه

يا صاحبي أقولها في ترح
يؤسفني أنت تروغ ..
بعدها أهتمّ ثمّ أبتلي..

جئت إليك يا مها في لهف..
تركت صاحبي بمضاف التتفل
شوقي إليك يا مها عنه فلا ..لا تسلي
همّي لديك يا مها. أني أراه ينجلي
فعجّلي بجرعة أخرى مها فعجّلي
**************
*- مهداة إلى الصديق الشاعر أحمد حيدر

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…