محمد قاسم
اعتدنا كمجتمع كردي –ومثله المجتمعات الشرقية عموما- أن نبدي حزننا وتحسرنا على الشخصيات ذات الشأن الاجتماعي عموما،ومنها ذات الشأن الثقافي،بعد أن يسلم الروح…
فتتسارع الوفود والأفراد الى مراسيم استقبال في ” دوار زوري” بالنسبة لـ”قامشلي” او “خانا سرّي” بالنسبة لـ”ديرك” ويتجمع خلق كثير في بعض الحالات وكثير جدا في بعضها الأخرى بحسب أهمية الشخصية من حيث التأثير، والتحشيد لها، سواء عبر جهد عشائري، أو سياسي، أو اجتماعي؛ يشمل الحال الثقافية أيضا..
اعتدنا كمجتمع كردي –ومثله المجتمعات الشرقية عموما- أن نبدي حزننا وتحسرنا على الشخصيات ذات الشأن الاجتماعي عموما،ومنها ذات الشأن الثقافي،بعد أن يسلم الروح…
فتتسارع الوفود والأفراد الى مراسيم استقبال في ” دوار زوري” بالنسبة لـ”قامشلي” او “خانا سرّي” بالنسبة لـ”ديرك” ويتجمع خلق كثير في بعض الحالات وكثير جدا في بعضها الأخرى بحسب أهمية الشخصية من حيث التأثير، والتحشيد لها، سواء عبر جهد عشائري، أو سياسي، أو اجتماعي؛ يشمل الحال الثقافية أيضا..
وأحيانا استجابة لسيكولوجية اجتماعية تسود في المجتمعات المتخلفة عموما- سيكولوجية القبيلة..
وبعد أن يُوارى الميتُ ، الثرى .. يأتي الناس زرافات ووحدانا، ومن مسافات قريبة أو بعيدة؛ يتقاطرون على خيمة العزاء.. هذه الخيمة التي تهيأ بطريقة وكأنها في تنافس مع غيرها في المظهر، والخدمات المبالغ فيها أحيانا، مع أن المُعزّي –عادة- لا يبقى فيها أكثر من ساعة ، إلا إذا كان من ذوي الميت، أو الأصدقاء المقربين فيها.
و تكثر البرقيات المعزية، وتكثر المقالات التي تعدد خصاله، وأعماله، وأطايب سلوكه و..و… وتزين الخيمة بباقات الورود في تنافس على شكل الباقة، ونوعها، وغلاء ثمنها ..، ومع ذلك قد لا تكون العبارة المدونة عليها في مستواها؛ جمالا وحسن صياغة، أحيانا …!
أي ليست المسألة مسألة إتقان في أداء العمل، وإنما اهتمام بكبر الحجم او غلاء الثمن.. وهي سيكولوجية قبلية متخلفة لا تراعي الحاجة وإنما تهتم بالمظهر والتبجح.. ففي هذه المساحة تكمن المشكلة الحقيقية…!
إنها مشكلة طلاب النفوذ –ولو معنويا- والذين ليس لهم حظ في الثقافة والعلم -عادة- مما يحرمهم التفاعل الإيجابي فكريا وثقافيا عموما.
وبدلا من أن يسعوا الى تحقيق الذات عبر تنمية ثقافية … يحاولون –دائما- أن يختاروا الأسهل، وهو يسلكوا سلوك صبغ المجتمع بصبغة المظاهر التي يمكن لهم أن يوفروها بوسائلهم الخاصة –المال.. التحالف مع السلطات، التحالف مع مختلف المتنفذين أيا كانوا وكيف كانوا.. على حساب المثقفين والفقراء ومختلف الشرائح من أبناء المجتمع. وبالتالي يلهمون ذواتهم بشعور يعينهم على أن يقصدوا صدر الخيمة -الديوان، الغرفة … دائما- تمييزا لأنفسهم عن الآخرين-وهي سيكولوجية تفكير قديمة اجتماعيا، واستمرارٌ لهيمنة ثقافة “الأغا والفلاح” آو ما يشابهه.. حتى لقد باتت هذه الثقافة مصدر إحراج أحيانا لهم ولغيرهم، قبل أيام دخل الخيمة احد هؤلاء، وكان هناك شخصيات معروفة اجتماعيا، ولكي يشعر نفسه والآخرين بأنه شخصية معروفة ، ترك مرافقيه وقصد هؤلاء ليحشر نفسه بينهم بالرغم من ضيق المكان ووجود أمكنة كثيرة فارغة. وهذا يحصل دائما..!
كل ذلك انطلاقا من شعور بالنقص في بناء وتكوين الشخصية لديهم عبر الوعي والخصائص الايجابية عموما في المجتمع.
ومن المؤسف أن الكثير من المثقفين والسياسيين يتقمّصون هذا الدور، والمسلك أيضا.. بغض النظر عن البحث في الأسباب وهي عديدة..
ومن جهة أخرى قد نبالغ في هذه المظاهر، وقد تكون المبالغة تعبيرا عن جيشان في المشاعر- حقيقة- لكن بعد فوات الوقت..!
ألا يمكننا أن نحس بهذه القيمة، لهؤلاء وهم لا يزالون على قيد الحياة؟!
ألا يمكننا أن نكتشف -ونكشف- مشاعرنا، ومواقفنا نحوهم قبل أن يموتوا؟!
فيصب ذلك في خانة تشجيعهم على المزيد من التطور، والإنتاج، والإبداع ..!
وفي خانة تقدير الكفاءات، وتعزيز المعايير الداعمة للتوجّهات المنتجة، والمعطاءة في المجتمع.!
فيزداد المجتمع غنى وثراء؛ بما يعينه على تجاوز المعيقات في حياته الثقافية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية…ومختلف تجليات حركية المجتمع في كل اتجاهاته. فضلا عن التصرف وفقا لما فيه الفائدة وليس المظهر..فتنمو معايير تصبح ذات أثر في تقييم وتصنيف أنواع السلوك ايجابيا وسلبيا.. ويتحدد معيار وسطي تتمحور حوله المعايير المختلفة.
فمثلا قد يكون هذا الميّت -العزيز والقدير بعد وفاته- بحاجة الى بعض مال للمعالجة قبل وفاته، ولكنه لا يقدر على توفيره ، لم لا نجد طريقة نحوّل –فيها- المصاريف المبالغ فيها إليه؛ ليستفيد من المعالجة التي قد تكون مفيدة في الشفاء من مرضه مثلا..؟
أو نحوّل المصاريف المبالغ فيها، مصاريف السيارات والطعام والورود وغير ذلك.. الى ذويه. خاصة وان المعالجة الطويلة -في بعض الحالات- تستهلك منهم كل ما كان لديهم من مدخرات ، وربما تراكم عليهم من الديون ما يعجزون عن الوفاء بها..في وقت منظور. إضافة الى ما يتركه ذلك من أثر في مستوى معيشتهم وضرورات الحياة لديهم..؟
لم لا نخفف من مراسيم العزاء –إلا إذا كانت في حالة خاصة كشهداء من اجل قضايا سياسية –وطنية وقومية….- فيُستثمَر المظهر في مراسيم دفنهم لغايات سياسية مؤثر ة سلطويا أو جماهيريا ..بشرط دراسة الأمر برويّة –وحساب الربح والخسارة وفقا لمعايير وطنية وقومية ..
وذلك لتجنيب المشهد انعكاسات سلبية تحط من شان المناسبة في كل تجلياتها..!
طبعا يمكن الحديث كثيرا عن ذلك لكني اكتفي بإثارة الفكرة، ولعل الغير يدلي بدلوه في هذا المجال، فيحصل حوار قد ينتج ما يمكن تثبيته كقيمة- أو قيم- مفيدة عمليا،ويدعم التوجه التطويري في المجتمع، بدلا من الأسلوب الاستهلاكي المهدور بلا جدوى.. !!!!
m.qibnjezire@hotmail.com
و تكثر البرقيات المعزية، وتكثر المقالات التي تعدد خصاله، وأعماله، وأطايب سلوكه و..و… وتزين الخيمة بباقات الورود في تنافس على شكل الباقة، ونوعها، وغلاء ثمنها ..، ومع ذلك قد لا تكون العبارة المدونة عليها في مستواها؛ جمالا وحسن صياغة، أحيانا …!
أي ليست المسألة مسألة إتقان في أداء العمل، وإنما اهتمام بكبر الحجم او غلاء الثمن.. وهي سيكولوجية قبلية متخلفة لا تراعي الحاجة وإنما تهتم بالمظهر والتبجح.. ففي هذه المساحة تكمن المشكلة الحقيقية…!
إنها مشكلة طلاب النفوذ –ولو معنويا- والذين ليس لهم حظ في الثقافة والعلم -عادة- مما يحرمهم التفاعل الإيجابي فكريا وثقافيا عموما.
وبدلا من أن يسعوا الى تحقيق الذات عبر تنمية ثقافية … يحاولون –دائما- أن يختاروا الأسهل، وهو يسلكوا سلوك صبغ المجتمع بصبغة المظاهر التي يمكن لهم أن يوفروها بوسائلهم الخاصة –المال.. التحالف مع السلطات، التحالف مع مختلف المتنفذين أيا كانوا وكيف كانوا.. على حساب المثقفين والفقراء ومختلف الشرائح من أبناء المجتمع. وبالتالي يلهمون ذواتهم بشعور يعينهم على أن يقصدوا صدر الخيمة -الديوان، الغرفة … دائما- تمييزا لأنفسهم عن الآخرين-وهي سيكولوجية تفكير قديمة اجتماعيا، واستمرارٌ لهيمنة ثقافة “الأغا والفلاح” آو ما يشابهه.. حتى لقد باتت هذه الثقافة مصدر إحراج أحيانا لهم ولغيرهم، قبل أيام دخل الخيمة احد هؤلاء، وكان هناك شخصيات معروفة اجتماعيا، ولكي يشعر نفسه والآخرين بأنه شخصية معروفة ، ترك مرافقيه وقصد هؤلاء ليحشر نفسه بينهم بالرغم من ضيق المكان ووجود أمكنة كثيرة فارغة. وهذا يحصل دائما..!
كل ذلك انطلاقا من شعور بالنقص في بناء وتكوين الشخصية لديهم عبر الوعي والخصائص الايجابية عموما في المجتمع.
ومن المؤسف أن الكثير من المثقفين والسياسيين يتقمّصون هذا الدور، والمسلك أيضا.. بغض النظر عن البحث في الأسباب وهي عديدة..
ومن جهة أخرى قد نبالغ في هذه المظاهر، وقد تكون المبالغة تعبيرا عن جيشان في المشاعر- حقيقة- لكن بعد فوات الوقت..!
ألا يمكننا أن نحس بهذه القيمة، لهؤلاء وهم لا يزالون على قيد الحياة؟!
ألا يمكننا أن نكتشف -ونكشف- مشاعرنا، ومواقفنا نحوهم قبل أن يموتوا؟!
فيصب ذلك في خانة تشجيعهم على المزيد من التطور، والإنتاج، والإبداع ..!
وفي خانة تقدير الكفاءات، وتعزيز المعايير الداعمة للتوجّهات المنتجة، والمعطاءة في المجتمع.!
فيزداد المجتمع غنى وثراء؛ بما يعينه على تجاوز المعيقات في حياته الثقافية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية…ومختلف تجليات حركية المجتمع في كل اتجاهاته. فضلا عن التصرف وفقا لما فيه الفائدة وليس المظهر..فتنمو معايير تصبح ذات أثر في تقييم وتصنيف أنواع السلوك ايجابيا وسلبيا.. ويتحدد معيار وسطي تتمحور حوله المعايير المختلفة.
فمثلا قد يكون هذا الميّت -العزيز والقدير بعد وفاته- بحاجة الى بعض مال للمعالجة قبل وفاته، ولكنه لا يقدر على توفيره ، لم لا نجد طريقة نحوّل –فيها- المصاريف المبالغ فيها إليه؛ ليستفيد من المعالجة التي قد تكون مفيدة في الشفاء من مرضه مثلا..؟
أو نحوّل المصاريف المبالغ فيها، مصاريف السيارات والطعام والورود وغير ذلك.. الى ذويه. خاصة وان المعالجة الطويلة -في بعض الحالات- تستهلك منهم كل ما كان لديهم من مدخرات ، وربما تراكم عليهم من الديون ما يعجزون عن الوفاء بها..في وقت منظور. إضافة الى ما يتركه ذلك من أثر في مستوى معيشتهم وضرورات الحياة لديهم..؟
لم لا نخفف من مراسيم العزاء –إلا إذا كانت في حالة خاصة كشهداء من اجل قضايا سياسية –وطنية وقومية….- فيُستثمَر المظهر في مراسيم دفنهم لغايات سياسية مؤثر ة سلطويا أو جماهيريا ..بشرط دراسة الأمر برويّة –وحساب الربح والخسارة وفقا لمعايير وطنية وقومية ..
وذلك لتجنيب المشهد انعكاسات سلبية تحط من شان المناسبة في كل تجلياتها..!
طبعا يمكن الحديث كثيرا عن ذلك لكني اكتفي بإثارة الفكرة، ولعل الغير يدلي بدلوه في هذا المجال، فيحصل حوار قد ينتج ما يمكن تثبيته كقيمة- أو قيم- مفيدة عمليا،ويدعم التوجه التطويري في المجتمع، بدلا من الأسلوب الاستهلاكي المهدور بلا جدوى.. !!!!
m.qibnjezire@hotmail.com