الانسحاب

أحمد حيدر
 
ليسَ حباً بالمجدِ
ولا ابتِهاجا ًبالفوز
بميداليةِ ذهبية
والدخول إلى عالم ِالأضواء
رأى نفسَهُ بينَ المتنافسين

في اللعبة
كانَ يعرفُ جيداً
بأنَّ المسافةَ طويلة جداً
والمشاركينَ لاعبون َمحترفون
يُجيدونَ فنونَ اللعبة وأسرارها
وما يجري خلفَ الكواليس
ويعرفُ أيضاً
بأنهُ لاعبٌ مغمورٌ
لن يتعاطف معهُُ الجمهور
ولن ينحازَ الحكام
 والمراقبونَ إلى جانبهِ
إذاما تعثرَ بقدميه ِ
قبل صافرة البداية
وُنقلَ على حمالةٍ للعلاج
خارج مضمار الملعب
لن يتهافت عليه ِالمعجبون
والصبايا المعجبات
لالتقاط الصور التذكارية
و لن ينتظرهُ
طابور الصحفيين 
ومراسلو الفضائيات
عند خط النهاية
كان واثقاً 
بأن شيئاً من هذا
لن يحدث
سيخرجُ ربما متنكراً
من الباب الخلفي للملعب
ليتجنبَ شتائم الجمهور
والزجاجات الفارغة
والحجارة
التي ستنهال ُعلى رأسهِ 
سيعود ُإلى بيته  ِ
ربما لن يصل سالماً
وبعد أن يغلق الباب وراءه
سيحكي لأطفالهِ بالتفصيل 
 ماجرى في الملعب ِ
وخلف َالكواليس
ويعلنُ توبتهُ
ويعترف
بأن اسمهُ أدرج َسهواً

في هذا السباق المقيت

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

مصطفى عبدالملك الصميدي/اليمن*

تُعدّ ترجمةُ الشَّعر رحلة مُتفَرِّدة تُشبه كثيراً محاولة الإمساك بالنسيم قبل أن يختفي سليلهُ بين فروج الأصابع، بل وأكثر من أن تكون رسماً خَرائِطياً لألوانٍ لا تُرى بين نَدأَةِ الشروق وشفق الغروب، وما يتشكل من خلال المسافة بينهما، هو ما نسميه بحياكة الظلال؛ أي برسم لوحة المعاني الكامنه وراء النص بقالبه…

إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن

تَتميَّز الرُّوحَانِيَّةُ عِندَ الكاتب اللبناني الأمريكي جُبْرَان خَليل جُبْرَان ( 1883_ 1931 ) بِعُمْقِها الفَلسفيِّ، وقُدرتِها عَلى تَجاوزِ الماديَّاتِ ، والتَّعبيرِ عَن الحَنينِ إلى مَا هُوَ أسْمَى وأرْقَى في النَّفْسِ البشرية . وَهُوَ يَرى أنَّ الرُّوحَانِيَّة لَيْسَتْ مُجرَّد شُعورٍ أوْ طُقوسٍ تقليدية ، بَلْ هِيَ حالةُ وَعْيٍ مُتكاملة…

ابراهيم البليهي

من أبرز الشواهد على إخفاق التعليم الذي لا يقوم على التفاعل الجياش عجزُ الدارسين عن اكتساب السليقة النحوية للغة العربية فالطلاب يحفظون القاعدة والمثال فينجحون في الامتحان لكنهم يبقون عاجزين عن إتقان التحدث أو القراءة من دون لحن إن هذا الخلل ليس خاصا باللغة بل يشمل كل المواد فالمعلومات تختلف نوعيا عن الممارسة…

خلات عمر

لم يكن الطفل قد فهم بعد معنى الانفصال، ولا يدرك لماذا غابت أمّه فجأة عن البيت الذي كان يمتلئ بحنانها. خمس سنوات فقط، عمر صغير لا يسع حجم الفقد، لكن قلبه كان واسعًا بما يكفي ليحمل حبًّا لا يشبه حبًّا آخر.

بعد سنواتٍ من الظلم والقسوة، وبعد أن ضاقت الأم ذرعًا بتصرفات الأب…