الدكتور علاء الدين جنكو
هل يُصدق أن أسلوب التربية والتعليم بواسطة اللعب كانت من أساليب التربية عند الأقوام البدائية !!
ففي قبائل فكتوريا الاسترالية لا يكاد الطفل يزحف على يديه وركبتيه حتى توضع في يده حفارة صغيرة، ويبدأ بمحاكاة إخوانه وأخواته الكبار بالبحث عن الجذور والحشرات وغيرها من الأغذية التي يمكن أن يجدها في الخشب المنخور !!
هل يُصدق أن أسلوب التربية والتعليم بواسطة اللعب كانت من أساليب التربية عند الأقوام البدائية !!
ففي قبائل فكتوريا الاسترالية لا يكاد الطفل يزحف على يديه وركبتيه حتى توضع في يده حفارة صغيرة، ويبدأ بمحاكاة إخوانه وأخواته الكبار بالبحث عن الجذور والحشرات وغيرها من الأغذية التي يمكن أن يجدها في الخشب المنخور !!
إن العلاقة بين تربية الأبناء وبناء المجتمعات مترابطة ومتينة وقائمة على أساس الاضطراد فالمجتمعات المتقدمة والمتطورة ما كانت لتصل لذلك لولا وجود أبناء مخلصين أحسن آباؤهم تربيتهم فكانوا اليد الفاعلة الصانعة لذلك التقدم والتطور.
وكم أتعجب ممن يريدون تغيير واقع الحال دون الالتفات إلى وضع برامج فاعلة في تربية الأبناء والأجيال ! فمالي وللأهداف البالونية التي تكاد فقاعاتها تملأ حياة المفكرين والسياسيين وبعض هواة الكتابة ممن يكتبون من أجلها ليس إلا !!
وكيف لنا المناداة بإصلاح مجتمع كبير والفساد ينخر أجسادنا وأجساد أبنائنا ؟
ولست هنا بصدد التعليم بقدر ما هو تذكير لبعض الوقفات التي أراها مهمة للآباء في مشوارهم الطويل في تربيتهم لأبنائهم، وهي مستوحات من إبداعات الإمام الغزالي في موسوعته الرائعة إحياء علوم الدين .
الوقفة الأولى :
الصبي قلب طاهر وجوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما ينقش عليه ومائل إلى كل ما يحال إليه .
فإن عوِّد الخير وسلك طريقه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه، وكل معلم له ومؤدب قائم عليه .
الوقفة الثانية
صيانة الولد بأن يؤدبه والده ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء ولا يتركه وشأنه، بل ينبغي أن يراقبه من أول أمره، وما أروع الغزالي عندما ضرب مثالاًَ في ذلك حين قال: ولا يستعمل في حضانته و إرضاعه إلا امرأة صالحة متدينة .
فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
الوقفة الثالثة
إذا أُهمل الولد في أول نشأته خرج في الأغلب رديء الأخلاق، كذاباً حسوداً، نماماً لجوجاً، ذا فضول وضحك وكيادة ومجانة !!
وينشأ وناشئ الفتيان منا على ما كان عوَّده أبوه
الوقفة الرابعة :
إذا ظهر من الولد خلق جميل وفعل محمود، فينبغي أن يكرم ويجازى عليه بما يفرح به، ويمدح بين أظهر الناس .
فكم من ولد كانت عبارة مدح سبباً في تغيير مسار حياته وسبباَ في اكتشافه لذاته المكنونة بين جوانحه ؟!
الوقفة الخامسة :
وإذا ما ظهر فيه تصرف يخالف الشرع والعرف وكان ذلك المرة الأولى، ينبغي أن لا يَغفل عنه والديه، ولا يهتك ستره لا سيما إذا اجتهد الصبي في إخفاء تصرفه، فالكشف عنه وفضحه بين الناس سيهوِّن عليه الوقوع في ذلك .
أما إذا عاد مرة أخرى بأن يكرر وقوعه في ذلك الخطأ، فيُعاتب سراً ويشدد فيه الأب خطابه هذه المرة ويذكره بالفضيحة إذا ما ظهر بين الناس !!
وعلى الأبوين التوازن بين العتاب وعدم إكثار القول في ذلك؛ حتى لا يهون عليه سماع الكلام وركوب القبائح، وحتى لا يسقط من قلبه وقع الكلام، وعلى الأب أن يتجنب توبيخ ولده حتى يبقى محافظاًَ على هيبة الكلام معه……
الوقفة السادسة :
يمنع الولد عن كل عمل يفعله في الخفاء !! لأنه لا يخفيه إلا وهو يعتقد أنه يخالف السلوك العام !!
وإذا ما كان تصرفه عادياً وإنما بالغ الولد في تصوير خطورته، فعلى الوالد أن يقوم بتوضيح الأمر وإزالة الشبهة وسوء التفاهم، وأن يعوِّده على الشجاعة البعيدة عن الوقاحة في تصرفاته .
الوقفة السابعة :
عدم المساومة مع الولد حالة لجوئه إلى الكذب، فكل تصرف يمكن التهاون فيه من قبل الوالدين إلا الكذب؛ لأن الولد إذا ما تعود عليه ,وأصبح من سلوكياته الثابتة، حينها ليغسل الأب يديه من ولده ويتأكد بأنه وصل إلى درجة خطيرة قد تودي بحياة الأسرة ومستقبلها وسمعتها !!
والأسلوب الأمثل في التعامل مع الولد الذي ظهرت عليه بدايات الكذب أن يعوَّد على الصدق في القول، وعدم الإسراع في معاقبته إذا ما كان صادقاً، حينها سيشعر الولد بالأمان ولن يجد مبرراً للجوء إلى الكذب !!
الوقفة الثامنة :
بناء جسور الصداقة بين الآباء والأبناء هي أعظم الأساليب التربوية؛ لأنها تقوي الثقة في الولد وتسرع في إظهار فاعليته في المجتمع على جميع الأصعدة وفي كل الميادين !!
وحسب الأب أن يراقب تربيته لاثنين من أبنائه أحدهم يعامله كصديق، والآخر كمجرد وصي وولي أمر؛ ليجد الفرق بينهما !!
الوقفة التاسعة :
ينبغي على الوالدين تعليم الأبناء احترام الكبار، وأن يجتهد في تقديرهم، وخاصة معلميه وأساتذته وينظر إليهم بعين الجلالة والتعظيم، وأن يقف بين يديه في وقار، فاحترام المعلم والمربي هي المادة السرية التي ترفع من قيمة الإنسان بين أقرانه !!
قم للمــــــعلم وفــه التبجــــــيلا كـــاد المعلم أن يكون رسولا
أرأيت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفساً وعقولا ؟!
الوقفة العاشرة :
وهي الأهم بين الوقفات السابقة وهي تربية الأبناء على مراقبة الله تعالى لأن الإنسان مهما أوتي من قدرات ضبط النفس ومحاسن الأخلاق، سيكون معرضاً للانفلات ما لم يكن محاطاً بسياج الإيمان بالله تعالى، والشعور بالمراقبة الإلهية !!
وحسب الأبوين مع كل الوقفات السابقة أن أختم لهم حديثي بقصة المعلم الذي لعب مع تلاميذه لعبة العصافير، عندما أعطى عصفوراَ لكل واحد منهم، وطلب أن يخفوها في أماكن سرية لايطلع عليها أحد .
وعندما عادوا من مهمتهم وإذا بأحدهم يحمل عصفوره بين يديه، وهو يجيب أستاذه عندما سأله عن سبب عودته بالعصفور: لم أجد مكان لذلك؛ لأني أينما توجهت ووقفت علمت بأن الله يراقبني ويراني .
وكيف لنا المناداة بإصلاح مجتمع كبير والفساد ينخر أجسادنا وأجساد أبنائنا ؟
ولست هنا بصدد التعليم بقدر ما هو تذكير لبعض الوقفات التي أراها مهمة للآباء في مشوارهم الطويل في تربيتهم لأبنائهم، وهي مستوحات من إبداعات الإمام الغزالي في موسوعته الرائعة إحياء علوم الدين .
الوقفة الأولى :
الصبي قلب طاهر وجوهرة نفيسة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما ينقش عليه ومائل إلى كل ما يحال إليه .
فإن عوِّد الخير وسلك طريقه نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه، وكل معلم له ومؤدب قائم عليه .
الوقفة الثانية
صيانة الولد بأن يؤدبه والده ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق، ويحفظه من قرناء السوء ولا يتركه وشأنه، بل ينبغي أن يراقبه من أول أمره، وما أروع الغزالي عندما ضرب مثالاًَ في ذلك حين قال: ولا يستعمل في حضانته و إرضاعه إلا امرأة صالحة متدينة .
فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق
الوقفة الثالثة
إذا أُهمل الولد في أول نشأته خرج في الأغلب رديء الأخلاق، كذاباً حسوداً، نماماً لجوجاً، ذا فضول وضحك وكيادة ومجانة !!
وينشأ وناشئ الفتيان منا على ما كان عوَّده أبوه
الوقفة الرابعة :
إذا ظهر من الولد خلق جميل وفعل محمود، فينبغي أن يكرم ويجازى عليه بما يفرح به، ويمدح بين أظهر الناس .
فكم من ولد كانت عبارة مدح سبباً في تغيير مسار حياته وسبباَ في اكتشافه لذاته المكنونة بين جوانحه ؟!
الوقفة الخامسة :
وإذا ما ظهر فيه تصرف يخالف الشرع والعرف وكان ذلك المرة الأولى، ينبغي أن لا يَغفل عنه والديه، ولا يهتك ستره لا سيما إذا اجتهد الصبي في إخفاء تصرفه، فالكشف عنه وفضحه بين الناس سيهوِّن عليه الوقوع في ذلك .
أما إذا عاد مرة أخرى بأن يكرر وقوعه في ذلك الخطأ، فيُعاتب سراً ويشدد فيه الأب خطابه هذه المرة ويذكره بالفضيحة إذا ما ظهر بين الناس !!
وعلى الأبوين التوازن بين العتاب وعدم إكثار القول في ذلك؛ حتى لا يهون عليه سماع الكلام وركوب القبائح، وحتى لا يسقط من قلبه وقع الكلام، وعلى الأب أن يتجنب توبيخ ولده حتى يبقى محافظاًَ على هيبة الكلام معه……
الوقفة السادسة :
يمنع الولد عن كل عمل يفعله في الخفاء !! لأنه لا يخفيه إلا وهو يعتقد أنه يخالف السلوك العام !!
وإذا ما كان تصرفه عادياً وإنما بالغ الولد في تصوير خطورته، فعلى الوالد أن يقوم بتوضيح الأمر وإزالة الشبهة وسوء التفاهم، وأن يعوِّده على الشجاعة البعيدة عن الوقاحة في تصرفاته .
الوقفة السابعة :
عدم المساومة مع الولد حالة لجوئه إلى الكذب، فكل تصرف يمكن التهاون فيه من قبل الوالدين إلا الكذب؛ لأن الولد إذا ما تعود عليه ,وأصبح من سلوكياته الثابتة، حينها ليغسل الأب يديه من ولده ويتأكد بأنه وصل إلى درجة خطيرة قد تودي بحياة الأسرة ومستقبلها وسمعتها !!
والأسلوب الأمثل في التعامل مع الولد الذي ظهرت عليه بدايات الكذب أن يعوَّد على الصدق في القول، وعدم الإسراع في معاقبته إذا ما كان صادقاً، حينها سيشعر الولد بالأمان ولن يجد مبرراً للجوء إلى الكذب !!
الوقفة الثامنة :
بناء جسور الصداقة بين الآباء والأبناء هي أعظم الأساليب التربوية؛ لأنها تقوي الثقة في الولد وتسرع في إظهار فاعليته في المجتمع على جميع الأصعدة وفي كل الميادين !!
وحسب الأب أن يراقب تربيته لاثنين من أبنائه أحدهم يعامله كصديق، والآخر كمجرد وصي وولي أمر؛ ليجد الفرق بينهما !!
الوقفة التاسعة :
ينبغي على الوالدين تعليم الأبناء احترام الكبار، وأن يجتهد في تقديرهم، وخاصة معلميه وأساتذته وينظر إليهم بعين الجلالة والتعظيم، وأن يقف بين يديه في وقار، فاحترام المعلم والمربي هي المادة السرية التي ترفع من قيمة الإنسان بين أقرانه !!
قم للمــــــعلم وفــه التبجــــــيلا كـــاد المعلم أن يكون رسولا
أرأيت أشرف أو أجل من الذي يبني وينشئ أنفساً وعقولا ؟!
الوقفة العاشرة :
وهي الأهم بين الوقفات السابقة وهي تربية الأبناء على مراقبة الله تعالى لأن الإنسان مهما أوتي من قدرات ضبط النفس ومحاسن الأخلاق، سيكون معرضاً للانفلات ما لم يكن محاطاً بسياج الإيمان بالله تعالى، والشعور بالمراقبة الإلهية !!
وحسب الأبوين مع كل الوقفات السابقة أن أختم لهم حديثي بقصة المعلم الذي لعب مع تلاميذه لعبة العصافير، عندما أعطى عصفوراَ لكل واحد منهم، وطلب أن يخفوها في أماكن سرية لايطلع عليها أحد .
وعندما عادوا من مهمتهم وإذا بأحدهم يحمل عصفوره بين يديه، وهو يجيب أستاذه عندما سأله عن سبب عودته بالعصفور: لم أجد مكان لذلك؛ لأني أينما توجهت ووقفت علمت بأن الله يراقبني ويراني .
فهل يُظن بأن يقع هذا النموذج من الأطفال في زلة أو خطأ في زمن أصبحت فيه هذه الأنماط من الشخصيات جواهر نفيسة ودرر غالية ونادرة لا يجدها الإنسان إلا تحت بحار الإيمان والتقوى !!