مهرجان دياربكر/آمد العاشر للثقافة والفنون: احتفاء بالابداع والحياة والأمل تحت هدير الطائرات الحربيّة

هوشنك أوسي

بين الأوّل والسادس من حزيران، شهدت مدينة دياربكر/آمد، (كبرى المدن الكرديّة جنوب شرق تركيا)، النسخة العاشرة لمهرجانها الثقافي. هذا المهرجان الذي ترعاه بلديّة دياربكر منذ سنة 2000، افتتحه عمدة المدينة عثمان بابدمير، ليلة الأوّل من حزيران تحت شعار “فنّ حرّ يعني مجتمع حرّ”، بحضور السفير الفرنسي في تركيا، والعديد من البرلمانيين الكرد عن حزب السلام والديمقراطيّة في البرلمان التركي. وذلك بحفل موسيقي في الهواء الطلق، أحيته فرقة سيمفونيّة فرنسيّة، بحديقة “سومر”، وسط دياربكر.
وفي كلمته الافتتاحيّة، تحدّث عمدة دياربكر، بايدمير باللغة الكرديّة، وقليلاً من الفرنسيّة والتركيّة، مرحّباً بالضيوف والمشاركين، مشيراً الى تاريخيّة هذه المدينة، وموزاييكها الحضاري، ودور هذا المهرجان للتعبير عن الهويّات. وعرّج على محنة أهل غزّة المنكوبة والمحاصرة، ووحشيّة إسرائيل في التعاطي مع “أسطول الحريّة”، واستثمار حزب العدالة والتنمية لهذه المحنة، وللمعونة الإنسانيّة لغزّة، وتجيير النهاية الكارثيّة للاسطول، تحقيقاً لغايات سياسيّة منفعيّة بحتة. ذاكراً: “إن الحزب الحاكم، يقصف جبالنا وقرانا بالسلاح الإسرائيلي، ويحاربنا ويقتل أطفالنا، بالتعاضد والمساندة الإسرائيليّة، ويتباكى على أهل غزّة!” واشار بايدمير إلى دور الثقاقة والفنّ في إحلال السلام وتنمية المجتمعات والارتقاء بالشعوب. ثمّ ألقى السفير الفرنسي، كلمة بالتركيّة، مُدرِجاً بعض العبارات الكرديّة، أشاد فيها بأهميّة المهرجان، ودور الثقافة والفنون في نهضة الأمم والشعوب. وابتدأ المهرجان بـ”سيمنافيزون” يعرض بانوراما موجزة عن سيرة المهرجان خلال العقد الأوّل من عمره. وكان هدير الطائرات الحربيّة يطغى حيناً على الموسيقى التي تعزفها الفرقة السيمفونيّة. وبدى المشهد وكأنّه عراك ونزال بين موسيقى الحياة وهدير الموت. وأغلب الظنّ أن الطائرات كانت ذاهبة لقصف الجبال الكرديّة، وتعود.

غزّة في كردستان
ابتدأ المهرجان، في اليوم الثاني، بمسيرة جماهيريّة حاشدة، شارك فيها أكثر من 20 ألف شخص، انضم إليهم المثقفون والأدباء والفنانون المشاركون في المهرجان. وبدأت المسيرة الراجلة من حديقة “سومر” وحتّى “داغ كابي” (باب الجبل). ووصلت لميدان الاحتفال، حيث كان من المزمع أن يقام حفل موسيقي ساهر. تمّ إبطاله، تضامناً من محنّة أهل غزّة، وتنديداً وشجباً للهجوم الوحشي على “اسطول الحريّة” حيث فقدا ناشط كردي حياته، من دياربكر، على متن السفينة التركيّة. كما وصل جثمان مقاتلين كرديين، فقدا حياتهما على يد الجنود الاتراك في الاشتباكات المسلّحة بين المقالتين الكرد والجيش التركي. وتحدّث نائب عمدة ديار بكر، متين قالووز (بالنياية عن عمدة المدينة بسبب إصابته بنوبة قلبيّة مفاجئة)، قائلاً: “غزّة هي دياربكر. ودياربكر هي غزّة. أطفال غزّة أطفالنا. وأطفال دياربكر هم اطفال عزّة. نعجز عن ذكر عبارات تفي بالتنديد والشجب حيال تلك المجزرة البربريّة الوحشيّة التي اقترفتها اسرائيل. ثمّة من يستثمر محنة عزّة وآلام نسائها واطفالها، لأغراص سياسيّة، داخليّة وخارجيّة رخصية. الاكراد كانوا ولازالوا مع الشعب الفلسطيني وقضيتهم العدالة. لقد امتزج الدم الكردي بالفلسطيني، سنة 1982، في جنوب لبنان. لا أحد يمكنه ان يزايد على الكرد وتضامنهم مع فلسطين. لقد اطلق الكرد النار على اسرائيل سنة 1982، قبل ان يطلقوها ضد النظام التركي سنة 1984. كنّا وسنبقى مع القضيّة الفلسطينيّة، حين كانت تركيا مع اسرائيل. والمضحك، أن البعض، الآن اكتشف ان هنالك شيء اسمه قضيّة فلسطينيّة، وهنالك عذاب مرير في غزّة، ولاغراض مبيّة، صار يتحدّث عن الشعب الفلسطيني. من يقمع شعبه، ويعتقل ساسته المنتخبين في تركيا، لا يمكنه الدفاع عن شعب فلسطين”.

نشاطات المهرجان
شهدت حديقة “سومر” معرض للفنون والاعمال اليدويّة، وللألبسة والأطمعة الكرديّة. وكان اليوم الأوّل من المهرجان، يوم المعارض بامتياز، حيث افتتح معرض الفنانة ساربيل أوداباشي في صالة الفنون التشكليّة بمركز جكرخوين للثقافة والفنون. وضمّ المعرض نحو 32 عمل، بقياسات متوسّطة. وعلى أنّ الاعمال الأصليَّة كانت زيتيّة، ومشغولة على القماش بأنواع مختلفة من الألوان أيضاً، إلاّ أن اللوحات المعروضة في دياربكر، كانت مصوّرة، ولم تكن النسخة الأصل. وبدى المعرض وكأنّه معرض للتصوير الضوئي أكثر من كونه تشكيلي. وبررت أوداباشي ذلك، بأن معرضها في دياربكر، صادف معرض لها تمّ افتتاحه في أنقرة. وتعليقاً على ذلك، بادرها كاتب هذه السطور، بأن عدم عرض النسخ الاصليّة في هذا المعرض، يعتبر انحياز لأنقرة على حساب دياربكر!. فأتى الردّ بابتسامة.
كما شهدت صالة الفنون التشكيليّة في حديقة “سومر” معرض الفنانين الشباب، تحت عنوان “على ترابها تنمو ألوان الحياة أكثر جمالاً”. شارك في المعرض نحو 11 شاب وصبيّة، من عمر 17 سنة ولغاية 25 سنة. وضمّ المعرض نحو 60 عمل، متنوّعة القياسات، بين كبيرة ومتوسّطة. وطغت مواضيع الطفولة الكرديّة وعذاباتها نتيجة أهوال الحرب التي تشهدها مناطق جنوب شرق تركيا، وتعاطي الجيش التركي مع الاطفال الكرد. وشهدت صالة المعارض في بلديّة دياربكر، معرض للصور الضوئيّة لمدينة دياربكر ومعالمها. أمّا في مركز “دجلة والفرات” في المدينة القديمة، وتحت عنوان: “حكاية ألواننا”، افتتح معرض تشكيلي، شارك فيه 8 من السجناء السياسيين الأكراد المحكومين بالإعدام (يحوّل حكم الاعدام في تركيا إلى المؤبّد: 36 سنة). وزاد عدد اللوحات المشاركة عن 90 عمل زيتي، بمقاسات صغيرة ومتوسّطة. وعكست الأعمال مواضع مختلفة، إنسانيّة وسياسيّة واجتماعيّة. وطغت الألوان البرّاقة والحارّة على الأعمال. وتوزّعت الاتجاهات الفنيّة للفنانين الشباب بين التعبيريّة والانطباعيّة. ونظراً لكثرة الاعمال، تم عرضها بشكل عشوائي وعفوي، يوحي على أن الفوضى أيضاً يمكن أن تمنح الجمال، أو ما يمكن أن نسمّيه جمال الفوضى. كما تمّ افتتاح معرض مشترك للفنان الكاريكاتيرست سردار كاستايي، ولوحات زينيّة للفنان منصور منصور، في صالة المعارض ببلديّة دياربكر. وكانت لوحات الكاريكاتير ساخرة وناقدة للسياسة التركيّة وازداوجيّة المعايير لديها في التعاطي مع القضايا الداخليّة والخارجيّة. إذ تحرّم شيء خارجيّاً، وتحلله لنفسها داخليّاً في التعاطي مع الكرد والأقليّات القوميّة الأخرى في تركيا. بينما تناولت الأعمال الزينيّة هموم وشجون وعذابات الإنسان، بخاصّة الكردي، في تركيا.

سينما
وضمّ المهرجان عرض العديد من الأفلام الوثائقيّة والسينمائيّة، منها، فيلم “عفدال زينكيه”، لمخرجه بنولاند غوندوز، يتناول سير المغنّي الشعبي الكردي، عفدال زينكيه، الذي أصيب بالعمى فجأةً. وعذاباته، وأمله في أن يُبصر مرة أخرى. وفيلم “أغاني الأناضول الضائعة” لمخرجه نزيه أونان، وفيلم “الصمت” للمخرج عزيز تشاب تورك، وفيلم “سلام الغيريلا” للمخرج متين أيغين. كما ضمّ برنامج المهرجان عروض مسرحيّة عديدة. ومحاضرات وندوات أدبيّة وثقافيّة وفكريّة وسياسيّة جدّ هامّة تناولت ظاهرة الإبادة الثقافيّة، وهموم وشجون اللغة والثقافة الكرديّة، وآليّات حلّ القضيّة الكرديّة في تركيا. ولعل أبرز ندوة كانت حول تجربة الشاعر الكردي المتصوّف فقيه طيران. حيث عقدت الندوة على حلقتين، الأولى، أدارها الشاعر آرجن آري، وضمت كل من خالد حسين (شاعر وناقد وباحث من كردستان العراق) وفلك الدين كاكئي (وزير الثقافة السابق في إقليم كردستان العراق، لم يحضر لاسباب خاصّة، وارسل بريقة اعتذار. ألقى المحاضرة بالنيابة عنه: الشاعر سركاوت رسول من هولير/أربيل)، ومحمد صالح جمعة (سياسي كردي سوري، ومستشار لمسعود بازراني، رئيس إقليم كردستان العراق). امّا الجلسة الثانيّة أدارها الشاعر لال لالش، وضمّت؛ بركن باره (باحث وناقد من كردستان تركيا)، سعيد ديريشي (كاتب وناقد من كردستان العراق)، وخالد ساديني (ناقد وباحث من كردستان تركيا). وعلى أهميّة وجديّة تناول تجربة هذه القامة الشعريّة الكرديّة الكبيرة في الشعر الكلاسيكي الكردي المتمثّل بفقه طيران، إلا أن الندوة الأولى شابها بعض الخلل، لجهة أن محمد صالح جمعة، ألقى محاضرة، شبه ارتجاليّة، ليست لها أية علاقة بعنوان الندوة. إذ تحدّث عن اللغة الكرديّة وضرورة الحفاظ عليها، وتناول التأثير السلبي للإسلام على الثقافة الكرديّة!. وهو، أيّ صالح جمعة، لا يألو جهداً في مدح الإسلام السياسي التركي، متمثّلاً بحزب العدالة والتنمية، نزولاً عند علاقات الاقليم الكردي العراقي بتركيا. وبعد مناقشة كاتب هذه السطور للأستاذ المحاضر، ولفت انتباهه للمثالب والاخطاء في محاضرته وعدم توخّيه ضرورة التركيز على عنوان الندوة، قبِل المحاضر الانتقاد، ولكن مدير الجلسة قاطعني أكثر من مرّة، وكأنّه كان يعتبر الملاحظات والانتقادات الموجّة لجمعة، موجّهة له، على اعتبار أن آري هو من دعى جمعة للمهرجان، على خلفيّة العلاقة الشخصيّة بينهما. وسعى المحاضرون الأخرون، الإحاطة والإلمام بتجربة فقه طيران. ولعل من الأهميّة بمكان القول: إنه كان ينبغي أن يكون الباحث والناقد حيدر عمر (كردستان سورية) حاضراً، لكونه ألّف كتاباً خاصّاً في الشاعر فقه طيران. وكذا، كان ينبغي أن يحضر الشاعر ريناز جيان (كردستان تركيا)، لكونه أيضاً ألّف كتاباً في هذه القامة الشعريّة الكرديّة الهامّة!.

شعر وموسيقى.
ولم يخلو البرنامج من نشاط وإبداع فلذّات أكباد الكرد، رقصاً وغناء وشعر ومسرح. ناهيكم عن العديد من الحفالات الموسيقيّة للغناء الشعبي الفلكلوري التراثي الكردي، بالإضافة إلى حفالات موسيقيّة ساهرة، كانت مهداة لروح الفنان الأرمني الأصل، الكردي الغناء، الراحل: آرام تيغران. ومن أبرز هذه الحفلات، الحفلة التي احتضنها مسرح حديقة “سومر”، وضمّت غناء فلكلوريّ كرديّ، وحلقة ذكر ودروشة من الغناء والتراث العلوي. وكان نجم الحفل الفنان الكردي السوري زبير صالح، بصوته العذب والهادئ، عازفاً على البزق، شادياً أروع الأغاني والألحان من قصائد الشاعر الكردي المتصوّف الكبير؛ ملايه جزيري. حيث أطرب وامتع زبير صالح الحضور، في ذلك الهواء الطلق والليل العليل. كما شاركت الفنانة التونسيّة المقيمة في فرنسا أمل مخلوطي في إحدى الحفالات بأغنياتها العربيّة والفرنسيّة، وغنّت بالكرديّة أيضاً، ولفتت الانتباه واعجاب الحضور. ولم يكن يعكّر صفو وبراءة وحماس المكان إلا هدير الطائرات التركيّة المقاتلة!. ومثلما كان مبتدأ المهرجان موسيقى، كذا كانت خاتمته. إذ أحيى الحفل الموسيقي الختامي ليلة السادس من حزيران، وبحضور أكثر من 15 ألف شخص، أحيى الحفل فنانون أتراك، وأكراد، أبرزهم حسن شريف، وفرقة “آكري جيان/ نار الحياة”. فأمتعوا وأطربوا وألهبوا الحضور والمكان!.
وكان للشعر حضوره المعقول في هذا المهرجان، حيث أقيم ملتقى شعري بعنوان “الأجزاء الأربع من قلبنا: آمد، هولير، قامشلو ومريوان”، شارك فيه كل من سركاوت رسول، ياسين حسين، نسرين أحمد، أفين شكاكي، هوشنك أوسي، نوازت فالاري، لال لالش، عرفان آميدا، حميد كيلاني (برلماني كردي عن حزب السلام والديمقراطيّة). وكان من المفترض أن يشارك كل من الشاعرين بهزاد كردستاني وهزرفان، إلاّ أنهما تغيّبا لأسباب حالت دون الحضور. إدار الملتقى الشاعر شيخموس سافير.

هفوات
ولعل من نافل القول: إن مهرجان دياربكر للثقافة والفنون، في نسخته العاشرة، ليس المهرجان الأهمّ والأبرز من بين المهرجانات الثقافيّة التي تنظّمها بلديات المدن الكرديّة جنوب شرق تركيا، وبل وربما في عموماً كردستان أيضاً. لجهة التنظيم والاهتمام وتنوّع النشاطات. وعلى اهميّة المدينة ومهرجانها الكبير، إلاّ أن الإعلام التركي المرئي والمقروء والمسموع، تجاهل عمداً، تغظية فعّاليّاته ونشاطاته، في الصفحات والبرامج الثقافيّة!، وكأن هذا المهرجان، يقام في احد جزر الكاريبي وليس في مدينة كرديّة ضمن الدولة التركيّة؟!. ومن الأهميّة بمكان الإشارة إلى أن مدينة دياربكر، كانت مستنفرة جماهيريّاً، والكلّ يعلم ويتابع أخبار المهرجان ويسعى لحضور نشاطاته، كلّ حسب اهتمامه. ولكن، ينبغي الإشارة هنا أيضاً إلى أن المهرجان سقط في أخطاء وهفات، ما كانت اللجنة المنظّمة أن تقع فيها. من أبرزها:
ظهور بعد بوادر المحسوبيّة والعلاقات الشخصيّة لدى بعض عناصر اللجنة التحضيريّة في مسألة توجيه الدعوات لأشخاص معيّنين، دون توخّي المهنيّة والحياديّة. وقد أتيت على هذه النقطة أعلاه.
شبه انعدام الحضور العربي في هذه الدورة، قياساً بالدورات السابقة. فقد سبق وان شارك في دورات ماضية، كل من مارسيل خليفة، مي خليل، يوسف بزي، اسكندر حبش، إلياس خوري… وآخرين، وأضافوا إليه ألقاً وحيويّة.
الملتقى الشعري، كان ينبغي أن يكون في المساء وليس ساعة الظهيرة.
انعدام الحضور الفنّي والثقافي العالمي. واقتصر الحضور على بعض الدبلوماسيين والسفراء والقناصل الأوروبيين المعتمدين في تركيا. إذ كان ينبغي توجيه الدعوى لأسماء علم في الأدب والفنّ والثقافة العالميّة.
التغطية الإعلاميّة اقتصرت على الإعلام الكردي، وخاصّةً، الكردي التركي!. وكان ينبغي على إعلام كردستان العراق متابعة وتغطية هذا الحدث. وليس سرّاً القول: إنّ اللجنة المنظّمة لم تولِ الاهتمام بالجانب الإعلامي أكثر، ولم توفّير كافة الإمكانات اللازمة للإعلاميين، وتوجيه الدعوات لمحرري الصفحات الثقافيّة في الصحف العربيّة والاجنبيّة، طالما أن الصحف التركيّة تتجاهل هذا الحدث الثقافي الهامّ!.

أيّاً يكن من أمر، كان مهرجان دياربكر/ آمد، للثقافة والفنون ملتقى وحضن كبير، جمع الأكراد من كافة أجزاء كردستان، مع أشقائهم الأتراك والأرمن، وبعض العرب. ولعلّ أبرز ما يخلص إليه المرء، بعد انتهاء فعّليّات هذا المهرجان أن الشاعر الكردي صبري بوطاني كان مصيباً حين قال مخاطباً الفنان الكردي شفان بره ور: “هذه حالنا، نحن الكرد، نضالٌ وفرحٌ ورقصٌ وقتال”.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم محمود

أول القول ومضة

بدءاً من هذا اليوم، من هذه اللحظة، بتاريخ ” 23 تشرين الثاني 2024 ” سيكون هناك تاريخ آخر بحدثه، والحدث هو ما يضفي على زمانه ومكانه طابعاً، اعتباراً، ولوناً من التحويل في المبنى والمعنى القيَميين والجماليين، العلميين والمعرفيين، حدث هو عبارة عن حركة تغيير في اتجاه التفكير، في رؤية المعيش اليوم والمنظور…

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…