محمد قاسم
m.qibnjezire@hotmail.com
((كانت ديريك قرية صغيرة لا تتجاوز مساحتها (55) هكتار بموجب المخطط التنظيمي الذي صدر عام (1966) وصدّق عام (1967) أما اليوم فإن مساحة المالكية وفق المخطط التنظيمي تجاوزت (878) هكتاراً …))(2)
m.qibnjezire@hotmail.com
((كانت ديريك قرية صغيرة لا تتجاوز مساحتها (55) هكتار بموجب المخطط التنظيمي الذي صدر عام (1966) وصدّق عام (1967) أما اليوم فإن مساحة المالكية وفق المخطط التنظيمي تجاوزت (878) هكتاراً …))(2)
ولكن ديرك قبل هذا التاريخ، والممتد إلى حوالي منتصف القرن التاسع عشر (1840-1848) بحسب السيد -إسماعيل إسماعيل – كانت قرية صغيرة، يذكر ذلك في نقل حديث جرى بين المستشار الفرنسي وجده المرحوم “إسماعيل حسين” من مواليد كرزرك Girzerk, (1875- 1941) كما تؤكد وثيقة (صورة إخراج عن قيد جده) يعود تاريخ تسجيلها فيها إلى : 26/12/ 1932.
سأل المستشار الفرنسي، إسماعيل حسين: من بنى هذه القرية ؟
فرد إسماعيل حسين: بناها والدي..
– المستشار: متى؟
– إسماعيل حسين: قبل حوالي ثمانين عاماً.
فإذا كان هذا الحديث في مطلع الثلاثين، وينقص منه /80/ ثمانون عاماً، يصبح تاريخ بناء القرية هو في الفترة ما بين 1940العام والعام 1850 ألف وثمانمائة وخمسون ميلادي. وهذا لا يعني أن ملكية القرية تعود إليهم، فمالكها –كما سبق القول- هو “حمكو” . وقد نبّهنا إلى الاختلاف بشأنه في الحلقتين السابقتين –الأولى والثانية- .
كانت المباني عبارة عن بيوت ريفية مبنية من الطين والخشب، ومتواضعة.
و من قدماء سكنة “ديرك” إضافة الى “إسماعيل حسين ” بعض أقاربه ومنهم السادة :
رسول سلو – رمو موسى- حسين عبدو …
وفيما بعد قدم السيد “رمضان حاجو” والد السيدة “الحاجة وضحة” والتي اعتمدنا عليها وعلى أخيها السيد عبد الرحمن في بعض ما أخبرانا به، ومعه بعض أقاربه (وهؤلاء جميعاً لا يزال أبناؤهم وأحفادهم يعيشون في المدينة).
وقد أبرز لي السيد إسماعيل إسماعيل، صورة عن إخراج قيد، مدوّن فيها:
المحلة أو القرية : “ديريك حمكو”.
وبالناسبة فإن إسماعيل إسماعيل هذا ، حفيد إسماعيل حسين وسميّه، وكان رئيسا لدائرة النفوس بالمالكية -ديرك-، قبل استقالته –أو إقالته- منذ أعوام قليلة، مما يتيح له اطلاعا على حقائق ذات قيمة في هذا الشأن.
ومن المعالم التي لا تزال؛ إما: ماثلة للعيان، أو مخزونة في الذاكرة؛ عن “بلدة ديرك” قبل أن تسمى “مدينة ديرك” المالكية. في مطلع العقد السادس من القرن العشرين:
1- الثكنة الفرنسية التي يعود بناؤها إلى: ((قدمت قوات فرنسية من (دمر قابو) أو باب الحديد (وأضيف: أو “ذخيرة” –محمد قاسم) في أيار أواخر الثلاثينيات . ثم بنوا ثكنتهم الكبيرة في ((ديريك )) (3)
ولا تزال أطلال هذه الثكنة بملامح واضحة، قائمة. وهي في موقع مرتفع، مطل على المنطقة من جهاتها الأربعة – في الجهة الشمالية الشرقية من المدينة. والآن أصبحت محاطة بدور السكن في جنوبها وغربها وبعض شمالها …
2- دير العذراء والذي سبقت الإشارة إليه . ويقال أن موقعه كان آثار دير قديم، وبعضهم يقول أنه كان دار سكن ولكن اكتشاف حجر كبير مرسوم عليه صليب تحت أركانه اعتبر مؤشراً على وجود دير قديم، فتبنى أوقاف السريان بناءه وفق النموذج الحالي. كما يذكر السيد يوسف القس في كتيبه المشار إليه سابقا:
((وفي عام 1954 قرر المجلس الملي السرياني الأرثوذكسي في ديريك ترميم بناء الكنيسة)).
3- عدد من ينابيع الماء -وديرك كانت غنية بها، قبل أن تجف جميعاً- ولا يعود يتذكرها سوى الجيل الذي يتجاوز العشرين –على الأقل-من العمر ومنها: / العين العسكرية / التي طمرت ضمن مشروع توسيع الطريق إلى عين ديوار -قبل أعوام قليلة- ومن ثم بناء جسرين، احدهما للمشاة بين القسم الشرقي من طريق ديرك -عين ديوار (غربي أطلال الثكنة) والثاني للطريق المتجه إلى عين ديوار في المنطقة ذاتها. ومما يؤسف له أن إمكانية الحفاظ على العين كانت متاحة بطريقة أو بأخرى، لكن المسؤول عن البلدية لم يشأ ان يبقي هذا الأثر الجميل الذي يكاد عمره يبلغ القرن في هذه المنطقة لسبب لم نفهمه. فالأصل هو ان تحافظ الجهات المعنية على معالم أثرية مهما كانت. وتبذل من اجل ذلك الجهد والمال والوقت. لكن المؤسف ان إهمال المسؤولين في المنطقة قد أساء إلى آثار مهمة منها pira bafit-bafid- أو ما يعرف بالجسر الروماني في عين ديوار وآثار أخرى غيرها. وقد سرق السارقون أحجاره الأثرية المنقوشة برسوم دالة أو عبارات معينة، ليزينوا بها ممرات بيوتهم كما تروى في حكايات شعبية. –وهي حقيقة على كل حال. وهذه من مساوئ الأيديولوجيا السياسية التي تسعى لطمر الحقائق في منطقة ما، بدوافع سياسية، وتسيء إلى تراث البشرية.
ومن العيون الأخرى “عين الرجال” و”عين النساء” و”عين إبراهيم حمسيه” وهي كلها متقاربة، في منطقة العين العسكرية. (4)
4- دار بلدية زالت آثارها، -وربما ذكرها- من ذاكرة الأغلبية من الناس، كانت في موقع دار المرحوم /محمود عبدو كرو/ الحالية، غربي دار المرحوم “عبد العزيز جاجان” وكان هذا الأخير سرجانا في الجيش الفرنسي وعاش ما يقارب المائة عام قبل وفاته لأعوام خلت..
وكانت تحيط بها حديقة تشمل مكان مؤسسة الكهرباء القديمة، ودار السيد “خليل الماكينجي” الآن، ويسكنها ابنه السيد “صلاح ماكينجي” وكانت دار البلدية وحديقتها، مسورة بأعمدة من حديد وسيم.
و قريبا منها من الجهة الجنوبية كانت دائرة النفوس، لم يتبق منه شيء، وتحولت إلى دور سكن، علما بأن إحداث البلدية كان ((بموجب المرسوم 1414 تاريخ 1933/7/18)) بحسب كتاب: المالكية -ديريك- جمال الولي.
5- مدرسة ابتدائية في موقع دار “يوسف شلبني” الآن – قريب من الجامع الكبير على طريق عين ديوار – وبجانب الجامع طاحونة كانت تصنع الجليد إلى جانب طحن الدقيق.
قبل أن يصل اختراع البرادات واخواتها الى المدينة.
من الطريف أن الحاج عبد الله عزير –والد الصيدلي عابد كلش، تعرض لمرض عام 1977 فطلب منه الطبيب أن لا يشرب من الماء المبرد بالجليد- او البوز في اللغة المحلية- وكنت مع بعض الزملاء في زيارة له ، فقلت: يا حاج انت ذو مال والحمد لله فلم لا تشتر برادا يعينك ويعين الأهل؟ فقال إن كان هناك براد فسأشتريه، فقال السيد “جمشيد نجم” وكنا ندرس معا في ثانوية يوسف العظمة –والكائنة في موقع ابتدائية رفعت الحاج سري –الحالية. قال: اعرف أحدهم يبيع براده، فاشترى الحاج ذلك البراد وسرت فكرة اقتناء البراد في الحارة بين الكثيرين من المقتدين بعد ذلك. لكن كان هناك بعض بيوت قليلة جدا فيها برادات.
وأما بوّاق المدرسة فكان شخص اسمه: ( كليرو ) بحسب ما يذكره /حاجي موسى شاهين/
والد “عبدو كليرو” الذي كان يعمل في النجارة .
ويرجّح أن هذه المدرسة تعود إلى الفترة ما قبل/ 1947/. لأن مدرسة المأمون الريفية ( المقابلة للسراي-أي دار الحكومة الآن) قد بنيت في عام / 1947/ كمدرسة رسمية، و لا تزال قائمة بنيانها؛ وإن تحول استخدامها إلى دوائر للتربية -معتمد رواتب- مكتبة مركزية للكتب المدرسية…
(( بنيت أول مدرسة سريانية ملاصقة لكنيسة السريان عام/ 1932/ من الطين والخشب ، مكونة من غرفة واحدة متطاولة -تسعة أمتار …-
أما أولى المدارس في المنطقة، فقد كانت في عين ديوار يعلّم فيها الأستاذ حمزة. ومن تلامذته المرحوم “عبد العزيز حسو حاجي” مختار قرية “كريصور”.
(( بداية مدرسة المعارف كانت بحدود عام/ 1938 / في بناء مؤجر بني من الطين والخشب بالغرب من كنيسة العذراء (على الأغلب هي ذاتها الكائنة في موقع دار يوسف شلبني المار ذكرها-محمد قاسم)
(( في عهد الرئيس شكري القوتلي ومحافظ الحسكة عبد القادر الميداني وقائم مقام الدجلة ماجد المالكي تم تدشين بناء مدرسة المعارف الرسمية عام/ 1947 /. وقد نقلت هذه المعلومة عن لوحة في واجهة المدرسة-محمد قاسم)
6- دار السراي -ودار يسكنها مدير المنطقة -و القائمتان الآن، تعودان إلى أواخر الأربعينيات، أو بدايات الخمسينيات من القرن الماضي (العشرين)- فضلاً عن بناء للقائمقامية، والقضاء، في موقع دكاكين يملكها او يديرها الآن السيد /حَسْوي جب/ والمعروف بـ”أبو جمو” أيضا. هذه الدكاكين مقابلة للجامع في السوق—في الشرق منه بناء مؤسسة البريد الحالية-. وكانت هذه الدكاكين –في الأصل- بناء للمحكمة ودائرة زراعة. لا زلت أتذكر كيف كان موظفون – مهندسون زراعيون – يعملون في هذه الدائرة ومنهم السيد: سليم، وبعده السيد “عمر” من مدينة الحفة و السيد “عمر شحادة” من حلب……الخ. وقد جلب لي الأخير شتلات من مشتل الزهيرية في مطلع الثمانينات، و كانت عامرة، ولكنها تلاشت نتيجة إهمال من مسؤولين فيها، وربما لم يعد هناك منها سوى أطلال الآن. مع قابليتها أن تكون خير مكان للإنتاج، والتنزه؛ لو أعيد لها الاعتبار، بل وحوسب المهمِلون على الإهمال خاصة قمة الهرم فيهم.
وقد زرعت هذه المشاتل في قريتي -رميلان الشيخ- خلف دارنا، ولا تزال تضفي الاخضرار والجمال على المكان. وهي في مجملها أشجار صنوبر وسرو أفقي وعمودي..
7- مستوصف في موقع شعبة حزب البعث العربي الحالي، أو بجانبه.
(( عام 1943 أول عام يتم تلقيح التلاميذ ضد الأمراض السارية (الجدري والحصبة) في مستوصف ديريك….في شارع الأخطل – الآن) عن ( كتاب المالكية – ديريك -جمال الولي ).
وكان يديره الممرضان شليمون – وكوركيس، وبين الفترة والأخرى يندب لها طبيب حتى استقرار الأطباء في ديرك، ومنهم الدكتور عبد العزيز حبّاش ، وتروى بعض روايات سلبية –أحيانا- عن الممرضين في طريقة تعاملهما مع أبناء المنطقة حين كانت أمية صحية فاشية، ولا مركز طبي سوى هذا المركز الذي يعملان فيه.
– الجامع القديم /الجامع الكبير الآن/ وكان عبارة عن جامع مبني من اللِّبن والحجر والطين وذي سقف من الأعمدة والأغصان، وفي الباحة بركة ماء مبنية من الحجر، فوقه خزان إسمنتي يظلل البركة، وقد رُكّب على البركة صنابير ماء للوضوء فيما بعد، وكان يوجد بئر بجانب البركة، ملفوف من الداخل بالأحجار السوداء –كما كانت عادة الآبار عموما حينها – يسحب الماء منه بالدلاء للوضوء بأباريق، وربما كان عمقها يتراوح بين اثني عشر وخمسة عشر مترا. هو عمق غالبية الآبار في المنطقة مع تفاوت في مستوى ارتفاع الماء فيها .
وكان أرض الجامع وقفاً من السيدة “عائشة” والدة “الحاج صالح استلي” -الذي اضطر للذهاب -مع أخيه محمد علي وأهلهما- إلى قامشلي خوفاً على حياتهم – من بعض المسيحيين الآزخيين المستقوين بالفرنسيين حينذاك. ويقال ان أول إمام لهذا الجامع كان المرحوم الملا عبد السلام الجزيري، وتناوب عليها أئمة منهم المرحوم ملا “احمد خليفة” والمرحوم “ملا عبد الرحمن” مفتي مدينة ديرك…وغيرهم.
9- وكان هناك في موقع تمثال الرئيس الآن مجموعة من الدكاكين تابعة للبلدية، ومؤجره إلى بعض المواطنين-حسين مراد “المختار” الحاج عمر عزير، الحاج محمد باژاري، كريم شماس، وغيرهم، وفي الجهة الشرقية والجنوبية منها، صفوف من كولبات (كولك) مصنوعة من خشب وتنك، تستخدم كالدكاكين لمختلف البضائع والسلع .
إضافة- إلى وكان في الجنوب الشرقي من ساحة التمثال- تنور” أم سمعان” والتي كانت وافدة مع أبنائها من حوران- بحسب ما سمعت- وهم السادة: سمعان، والمهندس الزراعي ماجد شماس، وأسعد ، ونبيل… ثم توفيت فذهب الجميع -فيما بعد- إلى حيث مستقرهم .
ومن الطريف أنني التقيت ابنها المسمى “ماجد” في الحسكة عندما انتسبت إلى دار المعلمين العامة- نظام دراسة أربع سنوات – فيها بعد حصولي على الشهادة الإعدادية العامة. وكان مهندسا زراعيا يدرسنا مادة الزراعة والصناعة ، والحق يقال كان ذروة الأستاذ المثالي في قيامه بواجب التدريس بكفاءة وخلق ، وفيما بعد أصبح مديرا لدار المعلمين. والأشجار التي تحيط الآن بـ”ثانوية أبي ذر الغفاري”الآن في الحسكة- دار المعلمين سابقا- هي من زراعة طلاب دار المعلمين حينها بإشرافه ما بين 1967 و 1970. وكان نبيل أيضا في دار المعلمين يسبقني بسنة.
وكانت توجد مقاه ومطاعم متواضعة تلبي حاجة المتسوقين… ومعالم أخرى دارسة لم يعد لها أثر ولا ذكرى، إلا في ذاكرة قلة من الناس. منها مثلا ((إحداث مخفر للدرك على نفقة النقيب في الجيش “حسني الزعيم” وقد قام بتأجيره للدولة.عن (كتاب المالكية -ديريك -جمال الولي ).
وقد لحق بالمدينة تطور في العمران وإحداث الدوائر والمؤسسات المختلفة والتي يمكن أن توفر الخدمات الجيدة لولا الفساد الإداري الذي يضيّع كثيراً من طاقات هذه المنشآت للخدمة وعلى رأسها البلدية أو ما يسمى الآن مجلس المدينة.
((وكان أول إنارة بالكهرباء في الخمسينات تقريباً من قبل ساغاتيل).عن “كتاب الحسكة ،احمد مارديني ص 356”
………………………
هوامش:
2- المصدر السابق ص 175
3- المصدر السابق ص 20
4- كان هناك عين جار في موقع شرقي الحديقة الشمالية – الآن – يسقى منه الخضار والقطن لغزارة مائه وتصب مياهه في الوادي المحاذي لطريق عين ديوار وكان يسمى عين كنعو kaniya kin,o–
– كما كان يعرف بعين أجدان الذي كان ضمن أرضه ويستثمرها. واجدان هذا-بحسب ما قيل لي- من مناطق حلب وفد مع الفرنسيين وحصل على هذه الأرض وغيرها – شراء أو منحة لست أدري .. ولا يزال أبنان له- أبو سمير وأبو علي- وأحفاده في المدينة أما الابن الثالث –مجيد- فيقيم في قامشلي..
كما كان هناك عين ماء له جدار من الحجر الأسود ومسقوف بالتوتياء يتشابه مع العين العسكرية حيث تجيء مياهه عبر قساطل من حديد بغزارة ويسمى (عين علو) بحسب حاجي شاهين، قريباً من موقع المبنى القديم الكهرباء … الخ
وأما بركة الماء التي كان الناس يسبحون فيها غربي الجسر القريب من كراج السيارات-البولمانات- الآن، جنوبي المدينة إلى جوار كازية السيد احمد وكانت كازية “دوجي” أصلا .ثم ألت ملكيتها إلى المرحوم احمد ملا إبراهيم وقد باعها الأخير إلى آل السيد أحمد. فقد كانت تسمى “فن أوردكا ” وبذلك سمي الوادي – وكان نهراً جارياً و يلتف حول المدينة من الجهة الجنوبية والشرقية في موازاة مع طر يق الكورنيش (المحلق) وقد سألت أحدهم – يوسف كامل – عن سبب التسمية فقال :
هي: فر أوردك fir,ordek من طيران البط الذي اسمه بالكرديordek .ثم حرفت التسمية الى “فن اوردكا”
ومن الطريف أن أذكر –ربما- أنني ومعي المرحوم ابن عمتي:عبد الرحمن عثمان” سكنا غرفة في الكازية وكانت لا تزال ملكيتها لآل”دوجي” عام 1967 لقضاء معسكر فتوة، وكان يدربنا حينها السيد “كبرو أبو زهير ” والذي بدأ عمله مستخدما في المركز الثقافي ثم ارتقى إلى أن يكون رئيس ديوان في فترة قبل ان يتقاعد.
فجاء أهل دوجي –زوجه وابنته- إلى ديرك بسبب الحرب. وهيئ لهما غرفة في الكازية .وفيما بعد تزوج المرحوم احمد ملا إبراهيم أرملة دوجي ولكنهما تفرقا لأسباب لا أعرفها. وكانت الهمسات تشير إلى رغبة ابنه “سعد الدين المشهور بـ”سعدو” وهو رسام ماهر لكنه لم يستمر –للأسف –في احتراف الفن. في الزواج من الابنة ولكن الأمر لم يتم. بل كان من أوائل الرسامين في ديرك إضافة إلى المرحوم “محمود عبدو” وابن خالي “إبراهيم حاجي” ولكنهم جميعا لم يرتقوا إلى أن يكونوا فنانين بكل أسف.على الرغم من تقنية الرسم العالية والمزج اللوني المتميز ولمسات الريشة فنيا في ما يرسمون..!!
فرد إسماعيل حسين: بناها والدي..
– المستشار: متى؟
– إسماعيل حسين: قبل حوالي ثمانين عاماً.
فإذا كان هذا الحديث في مطلع الثلاثين، وينقص منه /80/ ثمانون عاماً، يصبح تاريخ بناء القرية هو في الفترة ما بين 1940العام والعام 1850 ألف وثمانمائة وخمسون ميلادي. وهذا لا يعني أن ملكية القرية تعود إليهم، فمالكها –كما سبق القول- هو “حمكو” . وقد نبّهنا إلى الاختلاف بشأنه في الحلقتين السابقتين –الأولى والثانية- .
كانت المباني عبارة عن بيوت ريفية مبنية من الطين والخشب، ومتواضعة.
و من قدماء سكنة “ديرك” إضافة الى “إسماعيل حسين ” بعض أقاربه ومنهم السادة :
رسول سلو – رمو موسى- حسين عبدو …
وفيما بعد قدم السيد “رمضان حاجو” والد السيدة “الحاجة وضحة” والتي اعتمدنا عليها وعلى أخيها السيد عبد الرحمن في بعض ما أخبرانا به، ومعه بعض أقاربه (وهؤلاء جميعاً لا يزال أبناؤهم وأحفادهم يعيشون في المدينة).
وقد أبرز لي السيد إسماعيل إسماعيل، صورة عن إخراج قيد، مدوّن فيها:
المحلة أو القرية : “ديريك حمكو”.
وبالناسبة فإن إسماعيل إسماعيل هذا ، حفيد إسماعيل حسين وسميّه، وكان رئيسا لدائرة النفوس بالمالكية -ديرك-، قبل استقالته –أو إقالته- منذ أعوام قليلة، مما يتيح له اطلاعا على حقائق ذات قيمة في هذا الشأن.
ومن المعالم التي لا تزال؛ إما: ماثلة للعيان، أو مخزونة في الذاكرة؛ عن “بلدة ديرك” قبل أن تسمى “مدينة ديرك” المالكية. في مطلع العقد السادس من القرن العشرين:
1- الثكنة الفرنسية التي يعود بناؤها إلى: ((قدمت قوات فرنسية من (دمر قابو) أو باب الحديد (وأضيف: أو “ذخيرة” –محمد قاسم) في أيار أواخر الثلاثينيات . ثم بنوا ثكنتهم الكبيرة في ((ديريك )) (3)
ولا تزال أطلال هذه الثكنة بملامح واضحة، قائمة. وهي في موقع مرتفع، مطل على المنطقة من جهاتها الأربعة – في الجهة الشمالية الشرقية من المدينة. والآن أصبحت محاطة بدور السكن في جنوبها وغربها وبعض شمالها …
2- دير العذراء والذي سبقت الإشارة إليه . ويقال أن موقعه كان آثار دير قديم، وبعضهم يقول أنه كان دار سكن ولكن اكتشاف حجر كبير مرسوم عليه صليب تحت أركانه اعتبر مؤشراً على وجود دير قديم، فتبنى أوقاف السريان بناءه وفق النموذج الحالي. كما يذكر السيد يوسف القس في كتيبه المشار إليه سابقا:
((وفي عام 1954 قرر المجلس الملي السرياني الأرثوذكسي في ديريك ترميم بناء الكنيسة)).
3- عدد من ينابيع الماء -وديرك كانت غنية بها، قبل أن تجف جميعاً- ولا يعود يتذكرها سوى الجيل الذي يتجاوز العشرين –على الأقل-من العمر ومنها: / العين العسكرية / التي طمرت ضمن مشروع توسيع الطريق إلى عين ديوار -قبل أعوام قليلة- ومن ثم بناء جسرين، احدهما للمشاة بين القسم الشرقي من طريق ديرك -عين ديوار (غربي أطلال الثكنة) والثاني للطريق المتجه إلى عين ديوار في المنطقة ذاتها. ومما يؤسف له أن إمكانية الحفاظ على العين كانت متاحة بطريقة أو بأخرى، لكن المسؤول عن البلدية لم يشأ ان يبقي هذا الأثر الجميل الذي يكاد عمره يبلغ القرن في هذه المنطقة لسبب لم نفهمه. فالأصل هو ان تحافظ الجهات المعنية على معالم أثرية مهما كانت. وتبذل من اجل ذلك الجهد والمال والوقت. لكن المؤسف ان إهمال المسؤولين في المنطقة قد أساء إلى آثار مهمة منها pira bafit-bafid- أو ما يعرف بالجسر الروماني في عين ديوار وآثار أخرى غيرها. وقد سرق السارقون أحجاره الأثرية المنقوشة برسوم دالة أو عبارات معينة، ليزينوا بها ممرات بيوتهم كما تروى في حكايات شعبية. –وهي حقيقة على كل حال. وهذه من مساوئ الأيديولوجيا السياسية التي تسعى لطمر الحقائق في منطقة ما، بدوافع سياسية، وتسيء إلى تراث البشرية.
ومن العيون الأخرى “عين الرجال” و”عين النساء” و”عين إبراهيم حمسيه” وهي كلها متقاربة، في منطقة العين العسكرية. (4)
4- دار بلدية زالت آثارها، -وربما ذكرها- من ذاكرة الأغلبية من الناس، كانت في موقع دار المرحوم /محمود عبدو كرو/ الحالية، غربي دار المرحوم “عبد العزيز جاجان” وكان هذا الأخير سرجانا في الجيش الفرنسي وعاش ما يقارب المائة عام قبل وفاته لأعوام خلت..
وكانت تحيط بها حديقة تشمل مكان مؤسسة الكهرباء القديمة، ودار السيد “خليل الماكينجي” الآن، ويسكنها ابنه السيد “صلاح ماكينجي” وكانت دار البلدية وحديقتها، مسورة بأعمدة من حديد وسيم.
و قريبا منها من الجهة الجنوبية كانت دائرة النفوس، لم يتبق منه شيء، وتحولت إلى دور سكن، علما بأن إحداث البلدية كان ((بموجب المرسوم 1414 تاريخ 1933/7/18)) بحسب كتاب: المالكية -ديريك- جمال الولي.
5- مدرسة ابتدائية في موقع دار “يوسف شلبني” الآن – قريب من الجامع الكبير على طريق عين ديوار – وبجانب الجامع طاحونة كانت تصنع الجليد إلى جانب طحن الدقيق.
قبل أن يصل اختراع البرادات واخواتها الى المدينة.
من الطريف أن الحاج عبد الله عزير –والد الصيدلي عابد كلش، تعرض لمرض عام 1977 فطلب منه الطبيب أن لا يشرب من الماء المبرد بالجليد- او البوز في اللغة المحلية- وكنت مع بعض الزملاء في زيارة له ، فقلت: يا حاج انت ذو مال والحمد لله فلم لا تشتر برادا يعينك ويعين الأهل؟ فقال إن كان هناك براد فسأشتريه، فقال السيد “جمشيد نجم” وكنا ندرس معا في ثانوية يوسف العظمة –والكائنة في موقع ابتدائية رفعت الحاج سري –الحالية. قال: اعرف أحدهم يبيع براده، فاشترى الحاج ذلك البراد وسرت فكرة اقتناء البراد في الحارة بين الكثيرين من المقتدين بعد ذلك. لكن كان هناك بعض بيوت قليلة جدا فيها برادات.
وأما بوّاق المدرسة فكان شخص اسمه: ( كليرو ) بحسب ما يذكره /حاجي موسى شاهين/
والد “عبدو كليرو” الذي كان يعمل في النجارة .
ويرجّح أن هذه المدرسة تعود إلى الفترة ما قبل/ 1947/. لأن مدرسة المأمون الريفية ( المقابلة للسراي-أي دار الحكومة الآن) قد بنيت في عام / 1947/ كمدرسة رسمية، و لا تزال قائمة بنيانها؛ وإن تحول استخدامها إلى دوائر للتربية -معتمد رواتب- مكتبة مركزية للكتب المدرسية…
(( بنيت أول مدرسة سريانية ملاصقة لكنيسة السريان عام/ 1932/ من الطين والخشب ، مكونة من غرفة واحدة متطاولة -تسعة أمتار …-
أما أولى المدارس في المنطقة، فقد كانت في عين ديوار يعلّم فيها الأستاذ حمزة. ومن تلامذته المرحوم “عبد العزيز حسو حاجي” مختار قرية “كريصور”.
(( بداية مدرسة المعارف كانت بحدود عام/ 1938 / في بناء مؤجر بني من الطين والخشب بالغرب من كنيسة العذراء (على الأغلب هي ذاتها الكائنة في موقع دار يوسف شلبني المار ذكرها-محمد قاسم)
(( في عهد الرئيس شكري القوتلي ومحافظ الحسكة عبد القادر الميداني وقائم مقام الدجلة ماجد المالكي تم تدشين بناء مدرسة المعارف الرسمية عام/ 1947 /. وقد نقلت هذه المعلومة عن لوحة في واجهة المدرسة-محمد قاسم)
6- دار السراي -ودار يسكنها مدير المنطقة -و القائمتان الآن، تعودان إلى أواخر الأربعينيات، أو بدايات الخمسينيات من القرن الماضي (العشرين)- فضلاً عن بناء للقائمقامية، والقضاء، في موقع دكاكين يملكها او يديرها الآن السيد /حَسْوي جب/ والمعروف بـ”أبو جمو” أيضا. هذه الدكاكين مقابلة للجامع في السوق—في الشرق منه بناء مؤسسة البريد الحالية-. وكانت هذه الدكاكين –في الأصل- بناء للمحكمة ودائرة زراعة. لا زلت أتذكر كيف كان موظفون – مهندسون زراعيون – يعملون في هذه الدائرة ومنهم السيد: سليم، وبعده السيد “عمر” من مدينة الحفة و السيد “عمر شحادة” من حلب……الخ. وقد جلب لي الأخير شتلات من مشتل الزهيرية في مطلع الثمانينات، و كانت عامرة، ولكنها تلاشت نتيجة إهمال من مسؤولين فيها، وربما لم يعد هناك منها سوى أطلال الآن. مع قابليتها أن تكون خير مكان للإنتاج، والتنزه؛ لو أعيد لها الاعتبار، بل وحوسب المهمِلون على الإهمال خاصة قمة الهرم فيهم.
وقد زرعت هذه المشاتل في قريتي -رميلان الشيخ- خلف دارنا، ولا تزال تضفي الاخضرار والجمال على المكان. وهي في مجملها أشجار صنوبر وسرو أفقي وعمودي..
7- مستوصف في موقع شعبة حزب البعث العربي الحالي، أو بجانبه.
(( عام 1943 أول عام يتم تلقيح التلاميذ ضد الأمراض السارية (الجدري والحصبة) في مستوصف ديريك….في شارع الأخطل – الآن) عن ( كتاب المالكية – ديريك -جمال الولي ).
وكان يديره الممرضان شليمون – وكوركيس، وبين الفترة والأخرى يندب لها طبيب حتى استقرار الأطباء في ديرك، ومنهم الدكتور عبد العزيز حبّاش ، وتروى بعض روايات سلبية –أحيانا- عن الممرضين في طريقة تعاملهما مع أبناء المنطقة حين كانت أمية صحية فاشية، ولا مركز طبي سوى هذا المركز الذي يعملان فيه.
– الجامع القديم /الجامع الكبير الآن/ وكان عبارة عن جامع مبني من اللِّبن والحجر والطين وذي سقف من الأعمدة والأغصان، وفي الباحة بركة ماء مبنية من الحجر، فوقه خزان إسمنتي يظلل البركة، وقد رُكّب على البركة صنابير ماء للوضوء فيما بعد، وكان يوجد بئر بجانب البركة، ملفوف من الداخل بالأحجار السوداء –كما كانت عادة الآبار عموما حينها – يسحب الماء منه بالدلاء للوضوء بأباريق، وربما كان عمقها يتراوح بين اثني عشر وخمسة عشر مترا. هو عمق غالبية الآبار في المنطقة مع تفاوت في مستوى ارتفاع الماء فيها .
وكان أرض الجامع وقفاً من السيدة “عائشة” والدة “الحاج صالح استلي” -الذي اضطر للذهاب -مع أخيه محمد علي وأهلهما- إلى قامشلي خوفاً على حياتهم – من بعض المسيحيين الآزخيين المستقوين بالفرنسيين حينذاك. ويقال ان أول إمام لهذا الجامع كان المرحوم الملا عبد السلام الجزيري، وتناوب عليها أئمة منهم المرحوم ملا “احمد خليفة” والمرحوم “ملا عبد الرحمن” مفتي مدينة ديرك…وغيرهم.
9- وكان هناك في موقع تمثال الرئيس الآن مجموعة من الدكاكين تابعة للبلدية، ومؤجره إلى بعض المواطنين-حسين مراد “المختار” الحاج عمر عزير، الحاج محمد باژاري، كريم شماس، وغيرهم، وفي الجهة الشرقية والجنوبية منها، صفوف من كولبات (كولك) مصنوعة من خشب وتنك، تستخدم كالدكاكين لمختلف البضائع والسلع .
إضافة- إلى وكان في الجنوب الشرقي من ساحة التمثال- تنور” أم سمعان” والتي كانت وافدة مع أبنائها من حوران- بحسب ما سمعت- وهم السادة: سمعان، والمهندس الزراعي ماجد شماس، وأسعد ، ونبيل… ثم توفيت فذهب الجميع -فيما بعد- إلى حيث مستقرهم .
ومن الطريف أنني التقيت ابنها المسمى “ماجد” في الحسكة عندما انتسبت إلى دار المعلمين العامة- نظام دراسة أربع سنوات – فيها بعد حصولي على الشهادة الإعدادية العامة. وكان مهندسا زراعيا يدرسنا مادة الزراعة والصناعة ، والحق يقال كان ذروة الأستاذ المثالي في قيامه بواجب التدريس بكفاءة وخلق ، وفيما بعد أصبح مديرا لدار المعلمين. والأشجار التي تحيط الآن بـ”ثانوية أبي ذر الغفاري”الآن في الحسكة- دار المعلمين سابقا- هي من زراعة طلاب دار المعلمين حينها بإشرافه ما بين 1967 و 1970. وكان نبيل أيضا في دار المعلمين يسبقني بسنة.
وكانت توجد مقاه ومطاعم متواضعة تلبي حاجة المتسوقين… ومعالم أخرى دارسة لم يعد لها أثر ولا ذكرى، إلا في ذاكرة قلة من الناس. منها مثلا ((إحداث مخفر للدرك على نفقة النقيب في الجيش “حسني الزعيم” وقد قام بتأجيره للدولة.عن (كتاب المالكية -ديريك -جمال الولي ).
وقد لحق بالمدينة تطور في العمران وإحداث الدوائر والمؤسسات المختلفة والتي يمكن أن توفر الخدمات الجيدة لولا الفساد الإداري الذي يضيّع كثيراً من طاقات هذه المنشآت للخدمة وعلى رأسها البلدية أو ما يسمى الآن مجلس المدينة.
((وكان أول إنارة بالكهرباء في الخمسينات تقريباً من قبل ساغاتيل).عن “كتاب الحسكة ،احمد مارديني ص 356”
………………………
هوامش:
2- المصدر السابق ص 175
3- المصدر السابق ص 20
4- كان هناك عين جار في موقع شرقي الحديقة الشمالية – الآن – يسقى منه الخضار والقطن لغزارة مائه وتصب مياهه في الوادي المحاذي لطريق عين ديوار وكان يسمى عين كنعو kaniya kin,o–
– كما كان يعرف بعين أجدان الذي كان ضمن أرضه ويستثمرها. واجدان هذا-بحسب ما قيل لي- من مناطق حلب وفد مع الفرنسيين وحصل على هذه الأرض وغيرها – شراء أو منحة لست أدري .. ولا يزال أبنان له- أبو سمير وأبو علي- وأحفاده في المدينة أما الابن الثالث –مجيد- فيقيم في قامشلي..
كما كان هناك عين ماء له جدار من الحجر الأسود ومسقوف بالتوتياء يتشابه مع العين العسكرية حيث تجيء مياهه عبر قساطل من حديد بغزارة ويسمى (عين علو) بحسب حاجي شاهين، قريباً من موقع المبنى القديم الكهرباء … الخ
وأما بركة الماء التي كان الناس يسبحون فيها غربي الجسر القريب من كراج السيارات-البولمانات- الآن، جنوبي المدينة إلى جوار كازية السيد احمد وكانت كازية “دوجي” أصلا .ثم ألت ملكيتها إلى المرحوم احمد ملا إبراهيم وقد باعها الأخير إلى آل السيد أحمد. فقد كانت تسمى “فن أوردكا ” وبذلك سمي الوادي – وكان نهراً جارياً و يلتف حول المدينة من الجهة الجنوبية والشرقية في موازاة مع طر يق الكورنيش (المحلق) وقد سألت أحدهم – يوسف كامل – عن سبب التسمية فقال :
هي: فر أوردك fir,ordek من طيران البط الذي اسمه بالكرديordek .ثم حرفت التسمية الى “فن اوردكا”
ومن الطريف أن أذكر –ربما- أنني ومعي المرحوم ابن عمتي:عبد الرحمن عثمان” سكنا غرفة في الكازية وكانت لا تزال ملكيتها لآل”دوجي” عام 1967 لقضاء معسكر فتوة، وكان يدربنا حينها السيد “كبرو أبو زهير ” والذي بدأ عمله مستخدما في المركز الثقافي ثم ارتقى إلى أن يكون رئيس ديوان في فترة قبل ان يتقاعد.
فجاء أهل دوجي –زوجه وابنته- إلى ديرك بسبب الحرب. وهيئ لهما غرفة في الكازية .وفيما بعد تزوج المرحوم احمد ملا إبراهيم أرملة دوجي ولكنهما تفرقا لأسباب لا أعرفها. وكانت الهمسات تشير إلى رغبة ابنه “سعد الدين المشهور بـ”سعدو” وهو رسام ماهر لكنه لم يستمر –للأسف –في احتراف الفن. في الزواج من الابنة ولكن الأمر لم يتم. بل كان من أوائل الرسامين في ديرك إضافة إلى المرحوم “محمود عبدو” وابن خالي “إبراهيم حاجي” ولكنهم جميعا لم يرتقوا إلى أن يكونوا فنانين بكل أسف.على الرغم من تقنية الرسم العالية والمزج اللوني المتميز ولمسات الريشة فنيا في ما يرسمون..!!